امراض نفسيةصحة

ما هي محفزات اضطراب الشخصية الحدية

اضطراب الشخصية الحدية

تشمل محفزات اضطراب الشخصية الحدية الأحداث أو المواقف المعينة التي قد تؤدي إلى ظهور الأعراض أو تفاقمها، ويختلف نوع المحفزات من شخص لآخر، ولكن هناك بعض الأنواع الشائعة لمحفزات اضطراب الشخصية الحدية.

أسباب اضطراب الشخصية الحدية

لا يوجد سبب واحد لظهور اضطراب الشخصية الحدية، وغالبا ما يتم تحفيزه من خلال عدة عوامل.

الجينات

يمكن للشخص أن يرث الجينات التي تجعله أكثر عرضة للاضطراب الشخصي الحدّي. هناك دراسة وجدت أنه إذا كان أحد التوائم المتماثلين يعاني من اضطراب شخصي حدّي، فمن الممكن أن يعاني التوأم الآخر من الاضطراب الشخصي الحدّي بمعدل 2 من 3.

على أي حال، يجب إثبات هذه النتائج، وليس هناك دليل على أن جينًا محددًا هو المسبب للاضطراب الشخصي الحدِي.

اضطرابات في المواد الكيميائية في الدماغ

هناك اعتقاد بأن الأشخاص المصابين بالاضطراب الشخصية الحدية يعانون من خلل في النواقل العصبية في الدماغ، وخاصة السيروتونين.

النواقل العصبية هي مواد كيميائية تعمل كرسل مستخدمة من قبل الدماغ لنقل الإشارات بين الخلايا العصبية. يمكن أن ترتبط تغيرات مستويات السيروتونين بالاكتئاب والعدوانية وصعوبة التحكم في الدوافع.

اضطرابات في تطور الدماغ

استخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي لدراسة دماغ الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية، ويستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي مجالات مغناطيسية قوية وموجات راديو لإنتاج صورة مفصلة لداخل الجسم.

كشف التصوير بالرنين المغناطيسي أن الأشخاص المصابين بإضطراب الشخصية الحدية يملكون 3 أجزاء من الدماغ أصغر من المتوقع، أو يكون لديهم مستويات نشاط غير طبيعية في هذه الأجزاء

  • اللوزة: تلعب الهرمونات دورًا مهمًا في تنظيم العواطف، وخاصة المشاعر السلبية مثل الخوف والعدوان والقلق.
  • الحُصين: يساعد على تنظيم السلوك ومراقبة النفس
  • القشرة الأمامية الحجاجية: والتي تشارك في التخطيط واتخاذ القرار

يمكن أن تتعلق الاضطرابات في هذه الأجزاء من الدماغ بتطور أعراض اضطراب الشخصية الحدية، حيث تتحكم هذه الأجزاء في تنظيم المزاج، والذي يمكن أن يسبب بعض المشاكل العاطفية التي يعاني منها بعض الأشخاص المصابين بالاضطراب الشخصي الحدّي في العلاقات القريبة.

ما هو مفهوم المحفز

غالبًا ما يسمع الأشخاص مصطلح “المحفز” دون فهم معناه الحقيقي. يشير هذا المصطلح عادة إلى حدث يؤدي إلى تفاقم أعراض اضطراب الشخصية الحدية، وقد يكون هذا المحفز عاملًا خارجيًا (شيء يحدث في الخارج) أو داخليًا (شيء يحدث داخل عقل الشخص، مثل الذكريات أو الأفكار).

المحفزات هي الظروف أو الأحداث التي تؤدي إلى شعور الشخص الذي يعاني من اضطراب شخصية حدية بفقدان السيطرة على أعراض الاضطراب. عند حدوث المحفز، يمكن أن تزداد أعراض الاضطراب بشكل ملحوظ.

المحفزات العاطفية

المحفزات الأكثر شيوعًا لاضطراب الشخصية الحدية تتعلق بالضيق والأمور الشخصي، وخاصةً العلاقات. الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية يمكن أن يعانوا من خوف عميق، غضب وسلوك اندفاعي، وإيذاء للنفس وحتى الوصول إلى الانتحار في العلاقات البائسة التي يمكن أن يتعرضوا فيها للرفض أو الانتقاد أو الهجر (هذا يعرف باسم الحساسية البالغة تجاه الرفض)

على سبيل المثال، يمكن أن يتم تحفيز اضطراب الشخصية الحدية لديهم عندما يقومون بإرسال رسالة إلى أحد الأصدقاء دون تلقي الإجابة. وربما بعد إجراء مكالمة هاتفية دون تلقي الإجابة. ينتظر الشخص عدة ساعات ثم يبدأ بالتفكير في أفكار مثل ” إنها لن تعاود الاتصال بي، لا بد أنها غاضبة مني أو أنها لا تحبني”

يمكن أن تتحول هذه الأفكار فيما بعد إلى أفكار مثل “إنهم يكرهونني على الأرجح” أو أفكار أخرى مثل “ليس لدي أي صديق يقف بجانبي”، ومع هذه الأفكار المتصاعدة، تظهر الأعراض لاضطراب الشخصية الحدية، مثل الانفعالات الشديدة والغضب وإيذاء النفس.

المحفزات الفكرية

في بعض الأحيان، يمكن أن يتم تحفيز اضطراب الشخصية من خلال الأفكار الباطنة المفاجئة، وهذا يحدث بشكل خاص للأشخاص الذين تعرضوا في الماضي لأحداث مؤلمة مثل سوء المعاملة.

على سبيل المثال، يمكن أن تثير الذكريات أو التجارب السابقة مشاعر عميقة وأعراضا لاضطراب الشخصية الحدية الأخرى، مثل فقدان شخص عزيز أو ذكرى حدث صادم. ومع ذلك، ليست الأفكار الكئيبة بالضرورة هي التي تثير الاضطرابات لدى الأشخاص المصابين، بل على العكس، قد تكون بعض الذكريات الجميلة محفزة للاضطراب الشخصية الحدية، حيث تجعل الشخص يفكر في أن حياته في تلك الفترة كانت أفضل بكثير من حياته الحالية.

كيفية التعرف على نوبة اضطراب الشخصية الحدية

لإدارة الاضطرابات الشخصية الحدية، من المهم للشخص أن يدرك ما هي النوبة وكيفية حدوثها. تعتمد النوبات بشكل كبير على الأوضاع والاختلافات الفردية، ولكن هناك بعض الأمور المشتركة التي تحدث في اضطراب الشخصية الحدية.

تشير نوبات الغضب الشديدة إلى وجود اضطراب شخصية حدية، وكذلك نوبات الاكتئاب والقلق. يعاني 80% من الأشخاص المصابين بالاضطراب الشخصية الحدية من أفكار وسلوكيات انتحارية خلال ذروة الاضطراب. يبذل الشخص المصاب بالاضطراب الشخصية الحدية مجهودا كبيرا لتجربة شيء ما، أو قد يعزل نفسه عن العالم الخارجي وينعزل مع نفسه. الجنون أيضا أمر شائع.

يمكن أن تكون نوبات اضطراب الشخصية الحدية أيضًا عبارة عن نوبات من النشوة والمشاعر الإيجابية. نظرًا للطبيعة الاندفاعية التي يتمتع بها الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية. من الضروري إدراك أن نوبات المشاعر الإيجابية الشديدة والفرح هي أيضًا من نوبات اضطراب الشخصية الحدية. يمكن ان تكون الأفعال المتهورة من أعراض نوبات اضطراب الشخصية الحدية أيضًا حيث يمكن أن يقود الشخص بشكل متهور أو ينتج عن ذلك حوادث السير، وحتى من الممكن أن يلجأ الشخص لإدمان المخدرات.

كيفية إدارة محفزات اضطراب الشخصية الحدية

حظًا سعيدًا، هناك بعض الأمور التي يمكن القيام بها لإدارة محفزات اضطراب الشخصية الحدية، حيث تشمل بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها:

  • معرفة المحفزات: المحفزات هي أمور شخصية، والخطوة الأولى في إدارة المحفزات هي معرفة الأحداث والأوضاع والأفكار والذكريات التي تحفز أعراض اضطراب الشخصية الحدية مثل الغضب أو التهور. يمكن القيام ببعض التمارين لمعرفة ما هي المحفزات للاضطراب الشخصية الحدية.
  • تجنب المواقف المحفزة: عندما يدرك الشخص المحفّزات، يمكنه أن يتعامل معها بشكل فعّال، ويمكن أن يبدأ بتجنّب هذه المحفزات. على سبيل المثال، إذا علم الشخص أنّ مشاهدة فيلم معيّن يثير اضطرابًا لديه، فيمكنه تجنّب مشاهدة هذا الفيلم.
  • إيجاد الطرق من أجل التأقلم: هناك العديد من المحفزات التي لا يمكن تجنبها بسهولة. إذا كانت هذه المحفزات لا يمكن تجنبها، يجب على الشخص إيجاد طرق للتعامل معها، سواء عن طريق وضع خطة محددة أو الاستشارة بالطبيب النفسي والعمل على التكيف مع هذه المحفزات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى