ما هي متلازمة هيتروكروميا
حول متلازمة الهيتروكروميا
الهيتروكروميا أو كما وردت في الإنجليزية (heterochromia) وهي متلازمة تؤدي إلى تغاير لون العين، وذلك لاختلاف الألوان في قزحية العين، ويمكن تحديد المصاب بهذه الظاهرة عن طريق إجراء اختبار تركيز إنتاج مادة الميلانين في العين، ويمكن أن تحدث هذه المتلازمة بشكلٍ كامل أو جزئي كأن يتغير لو قزحية العين كاملة أو يتغير جزء منها فقط ةتبقى القزحية الواحدة لتحمل لونين وذلك على حسب كل حالة.
قد تكون الهتروكروميا مرض وراثي أو قد تكون ناجمة عن إصابة ما، أو طفرة جينية أو نزعة وراثية، وفي بعض الحالات يكون مسببها هو المرض، وعلى الرغم من تعدد أسباب الإصابة بهذه المتلازمة إلا أن الإجماع العلمي ذهب إلى أن الافتقار إلى التنوع الوراثي لدى المصاب هو المسبب الرئيسي لهذه المتلازمة، ويعود ذلك إلى حدوث طفرة في الجينات التي تقوم بتحديد مسار توزيع مادة الميلانين لدى البشر، وتحدث متلازمة الهيتروكروميا في الإنسان وبعض الحيوانات الأليفة أيضًا مثل القطط، ولكنها تعتبر نادرة بالنسبة للبشرة، ففي الولايات المتحدة الأمريكية تم إحصاء عدد المصابون بهذه المتلازمة وكان عددهم لا يتعدى ال200 ألف شخص.
أسباب الإصابة بمتلازمة الهيتروكروميا
قد يكون سبب الإصابة بالهيتروكوميا ناتجا عن عيب وراثي أو قد يكون مكتسبا، وممكن أن يحدث منذ الولادة أو أثناء مرحلة حياة الشخص المصاب. قد يحدث في حالة وجود تغيرات جينية ناتجة عن وجود مجموعة وراثية غير طبيعية، مما يؤدي إلى وجود تنوع وراثي في الجسم يؤدي إلى وجود مظهرين مختلفين للعيون ناتجين عن الأم والأب، وبناء على ذلك، يولد الطفل بعينين مختلفتين تماما.
وإليكم بعض الأسباب المحتملة التي قد تؤدي إلى إصابة الشخص بمتلازمة الهيتروكروميا في مراحل لاحقة من حياته
- الإصابة في العين
في حال تعرضت العين لصدمة مباشرة مثل تلقي ضربة قوية مباشرة على إحدى العينين، يمكن أن يتغير لون العين بسبب هذه الإصابة.
- الإصابة بالجلوكوما أو المياه الزرقاء (Glaucoma)
عندما يتراكم السائل داخل العين، يتعرض العين لضغط شديد نتيجة هذا التراكم، وإذا لم يتم التشخيص المبكر والعلاج السريع لهذه الحالة، فقد يؤدي ذلك إلى العمى
- تناول بعض الأدوية قد يسبب هذا المتلازمة
قد تسبب بعض الأدوية المستخدمة لعلاج المياه الزرقاء أو الجلوكوما في العين حدوث اختلاف في لون العينين ويعد هذا من الأعراض الممكنة لتناول تلك الأدوية.
- سرطان العين أو سرطان الجلد
في بعض الحالات النادرة، يمكن أن يؤثر سرطان الجلد على العين، مما يؤدي إلى تغير لون القزحية، أو ظهور نقطة داكنة فيها.
- الإصابة بورم أرومي عصبي (Neuroblastoma)
إنه سرطان يصيب الخلايا العصبية في الإنسان وعادة ما يصيب الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عشر سنوات.
- متلازمة واردنبرغ (Waardenburg) هي اضطراب وراثي يتسبب في حدوث تشوهات خلقية مختلفة نتيجة الإصابة به.
أسباب إصابة الأطفال بمتلازمة هيتروكروميا
هذه بعض الأسباب المحتملة لإصابة الطفل الرضيع بتغاير تلون القزحيتين:
- الإصابة بمتلازمة هورنر (Horner’s syndrome)
هي حالة طبية نادرة الحدوث تنجم عن وجود خلل في أعصاب الوجه، وتشمل أعراضها تغيرًا في لون قزحية العين، وتباينًا في حجم البؤبؤ بين العينين، وارتخاءً في جفن العين.
- متلازمة واردنبرغ (Waardenburg syndrome)
تتضمن هذه المتلازمة مجموعة واسعة من الحالات والتغيّرات الجينية التي قد تسبب العديد من المشاكل الصحية للأطفال المصابين، مثل فقدان حاسة السمع وحدوث تغيّرات في الشعر والبشرة وتغيّر لون العين.
- متلازمة ستيرج ويبر (Sturge-Weber syndrome)
يُعد ظهور وحمة أرجوانية على وجه الطفل منذ الولادة واحدًا من الأعراض الرئيسية لهذه الحالة، ويحدث ذلك بسبب وجود عدة مشاكل في الأوعية الدموية، كما تشمل الأعراض الشائعة لهذه المتلازمة حدوث النوبات والتشنجات، وقد يحدث أيضًا اختلاف في لون العين في بعض الأحيان.
- متلازمة بري رمبيرج (Parry-Romberg syndrome)
تُعَدُّ هذه المتلازمة نادرة الحدوث، ويتميز ذلك بظهور جلد مجعد على جانب وجه الطفل، فيما يظهر الجانب الآخر من الوجه طبيعيًا تمامًا بجلد غير مجعد.
أنواع متلازمة الهيتروكروميا
هناك أنواع مختلفة من هذه المتلازمة، تختلف حجمها داخل قزحية العين ومكان وجودتها، ويمكن تلخيصها إلى ثلاثة أنواع كما يلي:
- الهيتروكروميا الكاملة (Complete heterochromia) وتحدث عندما يختلف لون القزحية بالكامل.
- يحدث الهيتروكروميا الجزئية (Partial heterochromia/Sectoral heterochromia) عندما يكون هناك اختلاف جزئي في اللون داخل نفس العين.
- الهيتروكروميا المركزية (Central heterochromia) يحدث هذا النوع في عندما يحدث تغاير تلون القزحيتين، ويتخذ الجزء الداخلي من القزحية لونًا مختلفًا عن لون القزحية الخارجي، ويصبح الاختلاف مركزيًا.
علاج متلازمة هيتروكروميا
حتى يومنا هذا لم يتوصل العلم إلى وجود علاج محدد لهذه الحالة، ويمكن معالجة الحلة في الأغلب إذا استطعنا تحديد السبب وراء وجودها، وعندها يكون هناك حل علاجي، وفي حالة إذا شعر الشخص المريض بالإنزعاج من حالته واعتب أن هذا التباين نقص جمالي، يمكن اقتراح أن يرتدي عدسات لاصقة ملونة لتغطية العين المختلفة في اللون.
إذا كان الطفل يعاني من تشوهات في الصبغية، يجب التوجه إلى طبيب العيون لإجراء الفحوصات اللازمة. سيقوم طبيب العيون بتأكيد وجود اختلاف في اللون والبحث عن أي أسباب محتملة وراء ذلك. في معظم الحالات، لن يكون هناك أي مرض أو حالة تسبب تغيرا في لون العين. ومع ذلك، فمن المهم استبعاد هذه الاحتمالات. إذا كنت تعاني من تغير في لون العين كبالغ، أو تلاحظ تغيرا في مظهرها، فيجب استشارة طبيب العيون. يمكنه إجراء فحص دقيق للعين لاستبعاد أي أسباب محتملة ووضع خطة علاجية إذا لزم الأمر.
إذا كانت لديك تباين في لون العيون منذ الولادة، فهذا يعني أنه ليس لديك أي أعراض أو حالة طبية تسبب ذلك، ولا داعي للقلق. يمكنك أن تعيش حياتك بشكل طبيعي. وإذا كنت غير راض عن المظهر، يمكنك دائما استخدام العدسات اللاصقة كخيار مناسب. وعلى الجانب الآخر، إذا لاحظت أن لون عينيك أو عيني طفلك تغير فجأة، يجب أن تراجع أخصائي طب العيون في أقرب وقت ممكن، حيث قد تكون علامة على تلف العين أو حالة صحية أخرى.
ويختلف العلاج على حسب اختلاف المرحلة العمرية كم يأتي:
- في الأطفال: إذا كان طفلك يعاني من تغير لون القزحيتين، يجب عليك استشارة الطبيب الذي سيقوم بفحص عين الطفل لمعرفة ما إذا كان تغير لون القزحيتين مجرد عرض لحالة مرضية أخرى، وعلى الرغم من أنها نادرة، إلا أنه يجب فحصها قبل استبعادها تماما.
- في الكبار: إذا تطورت هذه الحالة لديك، عليك الذهاب إلى الطبيب على الفور لإجراء فحص شامل لعينيك واستثناء أي حالات مرضية خطيرة قد تكون السبب في ذلك. وسيوضح لك الطبيب العلاج المناسب للحالة.
يتم التركيز في العلاج عادة على الشفاء من أي حالة مرضية قد سببت تغييرًا في لون القزحية، وإذا لم يوجد سبب واضح وكانت صحة المريض جيدة وليس لديه أي مشاكل صحية يمكن تذكرها، فلن يحتاج المريض لأي نوع من العلاج.