الام والطفلالحمل

ما هي متلازمة كوفاد

متلازمة كوفاد (الحمل التعاطفي) هو حالة يشعر بها الرجال الاصحاء الذين يتوقع شريكهم إنجاب طفل بأعراض متعلقة بالحمل أيضا. بينما أظهرت بعض الأبحاث أن متلازمة كوفاد قد تكون شائعة، ولكنها ليست مرضا عقليا أو اضطراب. يتطلب الأمر دراسات أخرى لمعرفة إذا كانت متلازمة كوفاد هي حالة جسدية ولها أسباب معينة

أعراض متلازمة كوفاد

تختلف الأعراض المرتبطة بمتلازمة كوفيد19 وتحدث عادة في الفترات الأولى والثالثة من الحمل

  • الأعراض الجسدية: تتضمن هذه الأعراض الغثيان، والحرقة، وآلام في البطن، وتغيرات في الشهية، ومشاكل في الجهاز التنفسي، وألم الأسنان، وألم الساقين، وألم الظهر، وتهيجات في الجهاز البولي أو التناسلي
  • الأعراض النفسية: تتضمن الأعراض تغييرات في نمط النوم، القلق، الاكتئاب، قلة الرغبة الجنسية، والأرق

يمكن أن تكون هذه الأعراض مرتبطة بالعواطف الغير واعية بين الأم الحامل والطفل الذي لم يولد بعد، ويمكن أن تكون الأعراض تجسيدًا لأفكار لا واعية وقد تشكل تهديدًا للشريكين

تتميز متلازمة كوفيد بظهورها في الثلث الأول من الحمل، ثم تختفي مؤقتًا في الثلث الثاني، وتعود للظهور في الثلث الثالث، ويمكن أن تستمر حتى ولادة الطفل.

على الرغم من حدوث المتلازمة عادة في الدول المتقدمة، إلا أن هناك حالات متنوعة في العديد من البلدان المختلفة. أظهرت الدراسات أن نسبة الرجال الذين تكون شريكاتهم حوامل تتراوح بين 25-52٪ في الولايات المتحدة و 20٪ في السويد وحوالي 61٪ في تايلاند، ولكن هذه النسب تشمل أعراضا طفيفة إلى شديدة من الأعراض الجسدية المشار إليها. لا يوجد معدل معروف لانتشار هذه الظاهرة في المملكة المتحدة، ولكن التقديرات تشير إلى نسبة تتراوح بين 11-50٪

هناك العديد من النظريات الموجودة لتفسير ظاهرة كوفيد، وتشمل التفسيرات النفسية والتحليل النفسي والاجتماعي، وترتبط بالعلاقة العاطفية مع الرجل والطفل الذي لم يولد بعد، وتأثيرات الهرمونات.

أسباب متلازمة كوفاد

أفاد العديد من الباحثين بأن متلازمة كوفاد مرتبطة بعدة عوامل نفسية واجتماعية، مثل القلق الذي ينتاب الآباء الذين يتطلعون إلى إنجاب طفل، والتعاطف مع الأم الحامل التي تنتظر ولادة طفل. تعكس هذه المتلازمة تضارب المشاعر الأبوية وتمثل الصراعات العميقة التي يعانيها الأب. فالجنين ينظر إليه كمنافس يتنافس مع الأم على الاهتمام ويمثل مخاوف الأب النرجسي من فقدان مكانته كشخص محبوب في قلب الأم. تشمل هذه المتلازمة قضايا الأبوة، وجذور الأبوة، وقضايا الجنس والهوية الجنسية، والحسد تجاه ولادة الأطفال والذي يعبر عن حسد الرجل للمرأة بسبب قدرتها على الإنجاب من رحمها، فضلا عن الدوافع العدوانية تجاه الطفل الذي لم يولد بعد.

ومع ذلك، هناك ارتباطات كبيرة لهذه المتلازمة بالأسباب البيولوجية ويمكن أن تكون عاملا يعبر عن الاضطراب ثنائي القطب، هناك أدلة تشير إلى أن هذه التحولات في السلوك لدى الذكور يتوسطها التغيرات الفسيولوجية المشابهة لتلك التي شوهدت في الإناث الحوامل والتي تحفز رعاية الوالدين. ترتبط زيادة هرمون البرولاكتين وانخفاض هرمون التستوستيرون بسلوك الأب. كما تصل مستويات الاستراديول للرجال إلى ذروتها في أواخر فترة ما قبل الولادة بينما تزداد مستويات الكورتيزول مباشرة قبل الولادة في الذكور والإناث على حد سواء.

التحليل النفسي لـ متلازمة كوفاد

نظرية التحليل النفسي تقترح أن هذه المتلازمة تطورت من حسد الرجل للمرأة بسبب قدرتها الإنجابية. النظرية أيضا تقترح من أجل الذكر، أن الحمل يكون بمثابة شيء يظهر التناقضات ويحرض على ظهور منعكسات عقدة أوديب. هذه الحادثة يمكن ان تسبب التراجع، أي أن ارتباط الرجل بمشاعر الطفولة والولادة التي ازدادت من خلال حمل شريكته، والأعراض المرافقة للحمل، مثل الإقصاء، القلق والتناقض، مع وجود حس الإيجابية الذي يزداد بتطور الجنين يمكن أن يتناقض مع رغبة الرجل في الاستقلالية

نظرية أخرى في التحليل النفسي ترى أن الرجال الذي ينتظرون الأنثى أن تضم مولودها يمكن ان يروا هذا المولود منافس لهم في الاهتمام الأمومي. البعض من الآباء الذي ينتظرون أن يضع شريكهم طفلا يرون فيه منافسا سوف يحصد اهتمام شريكهم. ولكن هذه الفكرة تقمع ولكنها تظهر على شكل مقبول أكثر اجتماعيا وهو تلك المتلازمة. هذا الاقتراح يرى أن المتلازمة هي بمثابة الحامي للرجل لأنها تساعده على الاتصال أكثر بشريكته الحامل ويقوي غرائزه تجاه شريكته وتجاه الطفل

النظرية النفسية الاجتماعية

تركز النظرية الاجتماعية، التي تحدث في ظل وجود ظروف اجتماعية، على تهميش الرجل أثناء حمل المرأة وولادته، وخصوصا عندما يكون ذلك هو الحمل الأول. على الرغم من ان الأمومة هي سمة تعريفية مهمة للعديد من النساء، إلا أنها لا تنطبق على الرجال أيضا والابوة. النساء في فترة الحمل يتلقون الدعم المادي والطبي من عملهم على النقيض من الآباء الذي ينتظرون طفلا. ومنذ سبعينات القرن الماضي، اصبح تواجد الرجل في غرفة التوليد وحضوره في هذه المرحلة مع شريكته هو أمرا شبه إلزامي

حقيقة أن الرجل لا يمكنه إنجاب طفلا أو تجربة الولادة سمكن أن تجعل الرجل يشعر بأنه هامشي أو ثانوي وأحيانا لا فائدة منه. الحل لهذا العجز هو تحويل الرجل الاهتمام من زوجته إلى نفسه، من خلال ظهور أعراض متلازمة كوفاد. هذا يعني ان هذه المتلازمة هي التزام واعي، ويرفضه العديد من الناس

نظرية الانتقال

تقترح نظرية الانتقال إلى الأبوة أن هذا العمل يمكن أن يكون مرهقًا ومجهدًا، ويتضمن نضالًا شخصيًا مرهقًا للغاية

وفقا لعلماء النفس فإن الانتقال من مرحلة الثنائي فقط أي الرجل وزوجته إلى مرحلة الثلاثي هو واحد من أكثر الفترات العصيبة بالنسبة للمرأة الحامل. الرجال يمكن ان يقبلوا الحمل دون ظهور أي أعراض جسدية مرافقة له تؤكد على وجوده. الرجال يفتقرون إلى العلامات البيولوجية للانتقال إلى الابوة وهذه التجارب غير المجسدة بالطبع تختلف عند المرأة، وهذا بدوره يولد العديد من الصراعات أثناء الحمل، وتتضمن تلك الصراعات الغيرة والتنافس مع الطفل غير المولود، وتناقض شديد تجاه الوالدين والصراعات الجنسية، وبوجود كل تلك التعقيدات، لكن يكن أمرا غريبا ظهور بعض المشاكل النفسية المرافقة

نظرية الارتباط

ومع ذلك، يبدو أن الرجال الذين يتقبلون دور الأب بشكل أكبر، يظهرون احتمالية أكبر للإصابة بمتلازمة تؤثر على الحمل. وفقا لنظرية الارتباط، فإن ارتباط الرجل بالجنين هو الذي يؤدي إلى ظهور هذه المتلازمة. وفي دراسة أجريت في عام 1983 على مجموعة من الرجال البيض متوسطي الدخل الذين كانوا يتوقعون أن يصبح لديهم طفل، تبين وجود بعض الارتباطات بين الأب والطفل من خلال سماع حركات الطفل الذي لم يولد بعد، والتأكد من أعراض الحمل والفحص بالأمواج فوق الصوتية. وكان ذلك يتزامن مع ظهور أعراض جسدية مثل الإرهاق الزائد وصعوبات في النوم والهضم والألم في المعدة وتغيرات في الشهية والإمساك. ويرى الباحثون والمحللون أن تلك الأعراض تنعكس على مدى ارتباط الرجل بطفله الذي لم يولد بعد

تأثير الهرمونات

توجد علاقة بين أعراض متلازمة كوفاد والهرمونات، ومع ذلك، هناك قلة في البحث الذي يربط بين المتلازمة وأسباب هرمونية. هناك فقط دراستان تدعم الأساس الهرموني للمتلازمة، وتشمل نتائج الدراسات ارتفاع مستويات هرمون البرولاكتين والاستروجين في الثلث الأول والثالث من الحمل، ولكن تنخفض مستويات التستوستيرون وهرمون الكورتيزول أو هرمون الإجهاد. تصاحب هذه التغيرات الهرمونية سلوكيات الأب مثل أعراض متلازمة كوفاد، التعب وتغيرات الشهية وزيادة الوزن

– هناك العديد من النظريات التي تقدم أسبابًا لظهور المتلازمة، ومع ذلك، لم يتم بحث الأساس الهرموني لظهور المتلازمة بشكل كافٍ، ولذلك يأمل الباحثون في إجراء المزيد من الدراسات حول العلاقة الهرمونية بالمتلازمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى