ما هي ” متلازمة الابن الأوسط ؟ “
ماذا تعني متلازمة الطفل الأوسط
يكتسب الأطفال الأحاسيس والمشاعر من خلال تعاملهم مع أمهاتهم وتبدأ هذه المرحلة مع الطفل منذ مرحلة الحمل ولكن هناك أطفال يصابوا بإضطرابات وأعراض نفسية في سنواتهم الأولى أو ينعزلوا وينطوا بعيداً عن الناس حتى بعيداً عن الأباء وذلك لأنه يشعر بأنه غير مهتم به ويرجع هذا الشعور بسبب معاملة الأباء إتجاهه بصورة غير سليمة وكل هذا يكون سبب حدوث متلازمة الطفل الأوسط.
يقال من قبل الأطباء أن الاضطراب الذي يعاني منه الأطفال في مرحلة الطفولة، والمعروف بمتلازمة الطفل الأوسط، هو تجلي لعوارض اضطراب يحدث فيها، وتعود هذه الأعراض إلى اضطرابات داخل الأسرة أو وجود شوائب ومشاكل في الأسرة. تقول الدكتورة هبه الشهاوي، أستاذة الطب النفسي في كلية الطب بجامعة عين شمس، إن الطفل الأوسط هو الأكثر عرضة لهذه المتلازمة، ويعود ذلك إلى أن الأبناء الأكبر سبق لهم الحصول على اهتمام وتقدير الآباء، فالابن الأول يكون مصدر الفرحة والسعادة الأولى للأسرة، والابن الأصغر يحظى بكل الدلالة بشكل كبير. أما الطفل الأوسط فيتجاهل إهتمام الآباء والدلال المماثل لإخوته، وهذا الإهمال قد يكون السبب الرئيسي في التأثير الضار على التطور النفسي والعاطفي الصحيح للطفل الأوسط، وبالتأكيد سينعكس ذلك على صحته الجسدية أيضا.
أضافت الدكتورة هبة الشهاوي، أستاذة الطب النفسي أيضا، أن من بين الأسباب التي تؤدي إلى حدوث هذه المتلازمة هو وضع ثقة كبيرة من قبل الأهل وأفراد العائلة في الابن الأكبر أكثر من الطفل الأوسط. ويتجلى ذلك في إعطاء بعض المهام المهمة أو المسؤوليات الكبيرة للابن الأكبر، في حين يتم تدليل الابن الأصغر وعدم محاسبته على أخطائه بسبب صغر سنه. وبالمقابل، لا يحصل الابن الأوسط على نفس مستوى الثقة كالابن الأكبر، ولا يتم تدليله كما يتم تدليل الابن الأصغر. بل يتعرض للعقاب عند ارتكاب أي خطأ، بالإضافة إلى التعامل مع أخطاء الأخ الأصغر بشكل خاص، وهذا ما يسبب له الإحساس بالضغط.
وقال الدكتور شاهين رسلان أستاذ الصحة النفسية أن الأبن الأكبر غالبا يكون أول تجربة يكتسبها الأم، لذا تكرس له كل الاهتمام والرعاية، وتكثر من حمله ولا تتركه إلا قليلا. بالإضافة إلى ذلك، يحصل الأبن الأكبر على اهتمام زائد من جميع أفراد العائلة، ليس فقط الأباء. عندما يكبر، يبدأ الأسرة بتكليفه ببعض المهام. أما الطفل الأوسط، فيأتي بعدما يكتسبت الأم الخبرة من الطفل الأكبر، لذلك لا تحمله بنفس القدر كثيرا كما تفعل مع الطفل الأول، وقد تتركه في بعض الأحيان عندما يبكي أو يصرخ، لأن الأم تدرك أن حمل الطفل في هذا الوقت أو لفترة طويلة عادة ما يكون خاطئا. ولكن، هذا السلوك قد يؤدي لتشكيل صورة سلبية في نظر الطفل الأوسط، حيث يعتبره اهتماما ورعاية غير كافية. وتتأكد هذه الصورة أكثر عندما يولد طفل أصغر منه، الذي يحظى دائما بالدلال والاهتمام .
اهمال الطفل الأوسط
تبدأ حدوث مشكلة متلازمة الطفل الأوسط بعد إهمال الأباء أو أفراد العائلة للطفل الأوسط عند ولادة طفل أصغر منه. ويراوده شعور بأن أخاه الأصغر يحصل على الاهتمام والرعاية الكبيرة التي يتمنى الحصول عليها لنفسه. ويشعر أيضا بأن أخاه الأكبر، بعد توليه المهام والأعمال، يصبح محط إعجاب الأباء وجميع أفراد العائلة. وينتج عن هذا الفعل شعور الطفل الأوسط بالنقص وعدم الثقة في النفس والإنعزال. ومن الممكن أيضا أن يشعر بالغيرة والحقد تجاه إخوته.
البداية داخل الأسرة
أكد الأطباء النفسيون أن العلاج الوحيد لمتلازمة الطفل الأوسط يجب أن يكون داخل الأسرة لمنع اكتساب الطفل الأوسط أي شعور سلبي، وذلك من خلال اتباع الإرشادات التالية
- يمكن منح الطفل الأوسط الثقة التي تمنح للطفل الأكبر عن طريق إسناد بعض المهام والأعمال المناسبة لعمره، لكي يكتسب الثقة في نفسه.
- يجب أن يشعر الطفل بثقة الأباء وأفراد العائلة له، تماما كثقة الأبناء الأكبر سنا.
- يجب تجنب تدليل الأخ الأصغر بشكل مفرط أو أكبر من تدليل الطفل الأوسط، لأن هذا سوف يؤدي إلى نشوء الغيرة داخل الأخ الأصغر.
- يفضل استشارة معالج نفسي في حال تحول مشاعر الطفل المصاب إلى العدوانية أو الانعزال، لتصحيح سلوك الطفل وإرشاد الآباء بالطرق التربوية الصحيحة.
- لا ينبغي الاكتفاء بتزويد الطفل الأوسط بملابس ومستلزمات الطفل الأكبر، بل ينبغي شراء ملابس ومستلزمات خاصة بالطفل الأوسط.
- يجب على الآباء الاهتمام بقضاء الوقت الكافي مع طفلهم الأوسط ومشاركته في الأنشطة والهوايات التي يحبها، وهذا أمر مهم لأنه يشعره بالاهتمام والحب من قبل الآباء.
- يجب الاهتمام بالاستماع لآراء الأفراد عند إجراء أي نقاش داخل الأسرة واحترام آرائهم، لأن ذلكيساعد على تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتعزيز الشعور بأنهم محط اهتمام الأسرة والوالدين.
- لا يجوز للأبن الأكبر أو الأبن الأصغر معاملة الأخ الأوسط كشخص مهمل أو غير محبوب لدى الآخرين وإجراء تحليل لشخصيته.
- يجب تجنب الانحياز لأي طفل في حالة حدوث مشاجرة بين الأخوة، وعدم الإحساس بالإضطهاد، بل يجب معرفة الشخص الخاطئ الحقيقي
- يجب تجنب مقارنة الطفل الأوسط مع إخوته الأكبر أو الأصغر، وبدلاً من ذلك يجب تقديره على صفاته الإيجابية.
- ينبغي عدم التعامل مع الطفل الأوسط دائمًا كطفل صغير، بل ينبغي إعطاؤه بعض المهام المنزلية الصغيرة لتنمية شعوره بالمسؤولية ويجب أن تكون هذه المهام المنزلية مناسبة لعمره ومهاراته وقدراته.
- يجب تنمية الاستقلالية والتميز لدى الطفل الوسطى حتى لا يشعر بأنه أقل من أخيه الأكبر أو الأخ الأصغر، بل يشعر بالمساواة معهم في جميع الجوانب.
- لا ينبغي فرض على الطفل الأوسط أن يصبح نسخة مكررة من الأخ الأكبر أو أن يسلك نفس مجالات الأخ الأكبر، بل يجب إعطاؤه المساحة لاختيار ما يريد وما يحب.
- ينبغي تنمية المرونة والتفهم لدى الطفل الأوسط، وذلك لتسهيل مشاركته الأخ الأكبر في اللعب وممارسة المهارات، كما ينبغي أن يكون مراعيًا ومهتمًا بالأخ الأصغر.
مميزات الطفل الأوسط
- يشعر الطفل الأوسط بمزيدٍ من الحرية بين إخوته، حيث يتمتع الأبن الأكبر بمحور الاهتمام، ويتلقى الأبن الأصغر العناية والدلال، بينما يشعر الطفل الأوسط بحريةٍ أكبر لأنهو غير مراقب وحر.
- لا يشعر الطفل الأوسط بالوحدة أبدًا لأنه يوجد دائمًا شخص يشاركه اللعب، سواء كان الأخ الأكبر أو الأخ الأصغر.
- يحظى الأخ الأوسط بحب إخوته بسبب اقتراب عمره من الأخ الأكبر والأصغر.
- يكتسب الأم خبرة جيدة في رعاية الأطفال بعد الحصول على هذه الخبرة من الطفل الأول.
- يمتلك جميع ألعاب الابن الأكبر والابن الأصغر.
- قد يكون تعلم الأطفال المراحل الحرجة مثل استخدام الحمام أو الانضمام إلى الحضانة صعباً بسبب وجود الأخ الأكبر دائماً بجانبهم.
- اكتسب الكثير من الأصدقاء بسبب وجود أصدقاء إخوته الذين يقفون بجانبه بالإضافة إلى أصدقائه الخاصين به.
- يتمتع بمهارة في التفاوض والتحاور والإقناع في الحديث لتحقيق ما يريد، ويعود ذلك لتربيته وتعلمه من تجارب أخيه الأكبر ومكانته الوسطى بين إخوته.