ما هي مبادئ علم النفس
دراسة علم النفس من أعظم الاكتشافات في التاريخ التي أثرت في حياتنا وفهمنا لأنفسنا وما يحدث في داخلنا في مختلف الظروف؛ ومن أعظم العلماء على مر التاريخ الذين اكتشفوا مبادئ علم النفس وفتحوا الباب أمام العديد من العلماء للاستمرار في التقدم واكتشاف أسرار النفس البشرية هو العالم الكبير ويليام جيمس، الذي كتب كتابا في علم النفس بعنوان “مبادئ علم النفس” في عام 1890.
ويليام جيمس هو عالم نفسي وفيلسوف أمريكي، كان قد تدرب على أن يصبح طبيبًا قبل أن ينتقل إلى دراسة النفس، وتم تقسيم كتاب ويليام جيمس إلى أربعة أقسام، منها تيارات الوعي والعاطفة والعادات البشرية والتجارب السابقة .
تفسير مبادئ علم النفس لوليام جيمس
يستند هذا الكتاب إلى مبادئ علمية تتعلق بتوطين وظائف الدماغ، وكيف بدأ التعرف على وجود مركز إحساس ومركز عصبي لكل إنسان، وكيف تختلف مصادره ومسؤوليته عن الحركات الحسية في مراكز مختلفة في المخ.
إلى جانب الفرضيات و الملاحظات الخاصة التي أعتمد عليها جيمس أصبحت الأن مؤرخة للغاية و لكن الاستنتاج الأوسع الذي تؤدي إليه مادته لا يزال صالحاً وهو أن الوظائف المسؤولة عن مراكز الدماغ و التي بالتبعية أصبحت متخصصة بشكل متزايد مع إنتقال الإنسان من الزواحف و من خلال الثدييات الأخرى و التطور في الذكاء من وقت إلى وقت ، و بالنسبة للبشر أن وظائف المخ نفسها تصبح أكثر مرونة و أقل توطيناً عندما يتحرك المرء على طول نفسه في السلسلة.
و ناقش جيمس أيضاً التجارب البصرية و السمعية و قدم تفسيراً فسيلوجياً للعديد منهم بما في ذلك أن يتفاعل الدماغ عن طريق مسارات أرتدتها التجارب السابقة ، و يجعلنا ندرك الشيء المحتمل أي الشيء الذي كان رد الفعل في المناسبات السابقة يثير في الغالب الأوهام و هي حالة خاصة لظاهرة العادة التي تحدث في هذه الحالة.
في استخدام طريقة المقارنة، كتب جيمس أن الإنسان يختلف بشكل عام عن بقية المخلوقات الدنيا، سواء كانت نباتات أو حيوانات.
يعتقد جيمس أن الإنسان يتمتع بدوافع أكثر تعقيدا من المخلوقات الأخرى، وهذه الدوافع قد تبدو تلقائية عند النظر إليها بشكل منفصل عن السياق العام للحياة، مثل الغرائز الأساسية للحيوانات، لكن تجارب الإنسان الشخصية تؤدي إلى ظهور ذكريات وتوقعات معينة.
تمت عملية تنقية النبضات نفسها وتدريجها، ومن خلال هذا المنطق، توصل جيمس إلى استنتاج يفيد أن أي حيوان يملك القدرة على الذاكرة والاتصال بينها، ويمكن التعبير عن السلوك في النهاية على أنه مزيج من الغريزة والخبرة معًا، وليس مجرد غريزة عمياء وحدها.
مبادئ علم النفس
تيار الوعي
يمكن اعتبار تيار الوعي واحدا من أنواع الاستعارة النفسية الأكثر شهرة لجيمس وجاد. يصفان الفكر البشري بأنه تيار متدفق، وكان ذلك المفهوم مبتكرا في ذلك الوقت بناء على الحجة السابقة التي تقول إن الفكر البشري يشبه سلسلة متصلة. كما كانا يعتقدان أيضا أن البشر لا يستطيعون تجربة نفس الفكرة أو الفكرة نفسها أكثر من مرة، وبالإضافة إلى ذلك، يرون أن الوعي مستمر تماما.
تحرير العاطفة
قدم جيمس نظرية جديدة للعاطفة و عرفت فيما بعد بإسم نظرية جيمس لانج؛ التي جادلت بأن العاطفة هي نتيجة و ليست سبباً للتجارب الجسدية المرتبطة بتعبيرها و بعبارة أخرى يتسبب المنبه في إستجابة جسدية و تتبع المشاعر الإستجابة .تلقت هذه النظرية إنتقادات على مر السنين منذ تقديمها و لكن بغض النظر لا تزال لها مزايا عديدة.
تعديل العادة
تتشكل العادات البشرية بشكل مستمر لتحقيق أهداف محددة بسبب العواطف القوية للرغبة أو الرغبة في شيء ما. وأشار جيمس إلى أن العادات لها أهمية وقوة كبيرة وأن قوانين تكوين العادات غير منحازة. ويمكن للعادات أن تؤدي إلى أفعال جيدة أو سيئة، وعندما يبدأ الشخص في عادة جديدة أو سيئة، يصعب جدا تغييرها بعد ذلك.
القدرة على التحرر
هذه هي إحدى الفصول الأخيرة في مبادئ علم النفس، وفيها يقول جيمس أن تجارب الشخصية الخاصة في الحياة أثارت سؤالًا واحدًا يزعجه وهو ما إذا كانت الإرادة الحرة موجودة أم لا، وأن الإنجاز يمثل علامة الإرادة وهو الأكثر أهمية .
كانت مبادئ علم النفس كتابًا مؤثرًا إلى حد كبير في بداياته، ويمكن تلخيص مجال علم النفس خلال فترة نشر هذا الكتاب، حيث حوز علم النفس على شهرة شعبية كبيرة وغير مسبوقة كمجال جديد وغير معروف ولم يتم الوصول إليه من قبل أي شخص قبل جيمس.
في هذا الوقت، أشادت الولايات المتحدة الأمريكية بهذا الكتاب وعملت على تجميع المبادئ الواردة فيه في كتاب مدرسي يدرس للطلاب في المدارس. وهذا الكتاب يساهم في تأكيد مصداقية علم النفس كعلم. أكتب الفيلسوف هيلموت واغنز أن معظم محتويات الكتاب أصبحت قديمة الآن، ولكنها ما زالت تحتوي في الوقت نفسه على المبادئ التي يستفيد منها العلماء والفلاسفة في تلك الفترة. ويحمل رؤى مهمة يمكن الرجوع إليها كمرجعية هامة.
لقد أثر الكتاب بشكل كبير في مناطق خارج علم النفس، وعلى وجه الخصوص، تعامل الفيلسوف إدموند هوسرل بشكل خاص مع عمل ويليام جيمس في العديد من المجالات، والذي يؤثر هذا العمل على العديد من الظواهر التي يتبعها العلماء.
اللاوعي
تعمل العمليات النفسية اللاواعية على توعية الأفراد بأفكارهم التي تؤثر عليهم، وهناك العديد من الأفكار التي تنشأ في أدمغتنا وتعمل على تقليل وعينا لأفكارنا وتصرفاتنا، وتعكس سمات الشخصية الأنماط المميزة للأفراد في الأفكار والمشاعر والسلوكيات، وتدل سمات الشخصية على الاستقرار النفسي والاتساق، ومن المتوقع أن يكون الشخص الذي يحصل على درجات عالية في سمة محددة من السمات يمثل حالة من حالات الانقلاب الجماعي، كما جاء في تفاسير العلماء بعد ويليام جيمس.
لا شك أن مبادئ علم النفس التي بدأها العالم والطبيب ويليام جيمس عملت على توعية الإنسان بكل ما يدور في أعماق النفس البشرية وأهمية ذلك، والعمل على توعية الإنسان بمشاعره وغرائب وعجائب النفس البشرية التي أثرت بشكل كبير على حياة البشر فيما بعد وفهمهم للمشاعر والتناقضات التي تحدث في داخل الإنسان والتي في كثير من الأحيان، وبسبب عدم فهمها تؤدي إلى أمراض نفسية كبيرة تؤثر على حياته وحياة من حوله. لولا هذه الاكتشافات النفسية، لما تطور علم النفس والطب النفسي ولما ساهمت في علاج العديد من الأمراض النفسية الصعبة.