ما هي قصة لغة ” ما في معلوم”؟
نفتخر كثيرا باللغة العربية، وهي لغتنا الأصلية التي نتحدثها جميعا، ورغم وجود بعض الكلمات من اللغة العامية، إلا أنها لن تفقد جوهرها مثل استخدام الضمائر وأسماء الإشارة بمكانها دون أي تغيير أو حذف، ولكن للأسف يوجد أشخاص يشوهون اللغة العربية تماما بتغيير معانيها واستخدام مفاهيم غير تلك التي نعرفها، وهذا يعتبر انتهاكا للغة العربية التي تعتبر لغة العرب، وانتشار اللغة العربية الهجينة أو ما يعرف بـ `ما في معلوم` يزعجنا، حيث نسمعها عندما يتحدث الأشخاص مع العمال الوافدين مثل قولهم `أنت يروح` أو `أنا ما في معلوم`، وهذا أدى إلى انتشار اللغة حتى بين المواطنين بشكل مقلق ويؤثر على الأجيال القادمة. فما هي قصة `ما في معلوم`؟ سنستعرض ذلك في هذا المقال
قصة ما في معلوم
انتشرت لغة ما بشكل كبير بين المواطنين وأصبحوا يستخدمونها بشكل شائع في المحال التجارية والمؤسسات. كما يتم استخدامها في المنازل بواسطة ربات المنازل مع العاملات المنزليات، حيث يستخدمنها لتسهيل تواصلهن مع العاملات القادمات إلى المملكة واللواتي لا يتقن الكثير من لغتنا. وقد أدى ذلك إلى انتقال هذه اللغة أيضا إلى الأطفال، مما يؤثر سلبا على مهاراتهم اللغوية ويضعف فهمهم للغة العربية الصحيحة.
بالنسبة لتفسير استخدام اللغة بصورة غير مدركة `ما في معلوم`، قد خلاصها الباحث في اللغة العربية `صهيب الحربي` بأن معرفة أي لغة يأتي عبر طريقين، التعلم والاكتساب. التعلم يأتي ضمن النظام الدراسي، أما الاكتساب فيحدث طبيعيا تلقائيا من المجتمع. والاكتساب أسرع بكثير من التعلم، ودليل ذلك أن الفرد يكتسب اللغة الأصلية من والدته مهما حاول تعلم لغة أخرى. لذا، اللغة الأصلية هي المكتسبة.
لغة ما في معلوم
تتضمن لغة ما في المعرفة اللغوية التي يكتسبها الشخص بشكل طبيعي بسبب انتشارها وعدد الأشخاص الذين يتحدثون بها، وهذا يؤدي إلى استخدامها بلا وعي بين الأفراد عند التواصل مع الأجانب. في هذه الحالة، يعتمد اكتساب اللغة بلا وعي على استخدامها في سياقات التواصل، ويكون التركيز في هذه الحالة على المعنى والتأثير الذي يحدث بسبب استخدام اللغة، وليس على دقة البنية اللغوية.
أما عن مفردات لغة ” ما في معلوم” فلا تفرق بين المذكر والمؤنث ولا بين المتكلم والمخاطب ولا بين المفرد والمثنى والجمع، ولكن تتغير فيها مخارج الحروف بحيث تقلب الحاء هاء والشين سينا والواو فاء، وتخلو مفرداتها من أدوات الربط وحروف الجر والأسماء الموصولة وظرفي المكان والزمان، أما عن استخدام الضمائر فلا يستخدم من الضمائر سوى ضمير ” أنا” ويستخدم للمفرد والجماعة، وحتى أسماء الإشارة فإنها تخلو كذلك من أسماء الإشارة ولا يتبقى منها سوى اسم الإشارة ” هذا” والذي ينطق بالزاي وليس بالذال.
توجد طرق للحد من انتشار عبارة `مافي معلوم`
انتشر استخدام لغة “ما في معلوم” بشكل كبير حتى أصبحت مقبولة من جميع الأطراف، ولكن من أجل الحد من هذه الظاهرة يجب اتباع عدة إجراءات والالتزام بها حتى يتمكن الجميع من العودة إلى استخدام اللغة الموحدة، وهذه الإجراءات هي كالتالي:
يتم شرط الكفلاء على العمال بضرورة معرفة اللغة العربية في المهن التي تتطلب اتصالًا مباشرًا مع الأفراد.
– “توفير البرامج التعليمية الخاصة باللغة العربية للوافدين ومساعدتهم على اكتساب المهارات اللازمة للتحدث بها.
3- الخروج من الاستخدام اللاشعوري للغة “ما في معلوم” والتحدث مع القادمين بلغة عربية صحيحة وهذا يؤثر بشكل إيجابي على نسبة فهمهم واستيعابهم للغة العربية الصحيحة.
بعد نجاح محاربة تعبير `ما في معلوم`، من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى تعزيز اللغة العربية وتواجدها في البلدان غير العربية، وكسب اهتماما عالميا. سيتحدث العمال باللغة العربية، سواء في المملكة أو في بلادهم الأصلية، ولكن هذه المرة سيتم انتشار اللغة العربية بشكل صحيح ومفرداتها ومعانيها الصحيحة دون أي تحريفات. ومن أهم هذه المعاني تشجيع ثقافة التواصل الفصيح.