اسلاميات

ما هي صلاة الخوف وما كيفيتها

صلاة الخوف هي الصلاة التي أداها الرسول صلى الله عليه وسلم عندما شعر بالخوف من الاعداء أثناء الحرب ، ويمكن أن يؤديها أي مجموعة من المسلمين يشعرون بأنهم يتعرضون لموقف خطر يهدد حياتهم ، وذكر الله تعالي صلاة الخوف في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً﴾[النساء: 102].

جدول المحتويات

كيفية أداء صلاة الخوف

يشتمل وصف صلاة الخوف على ثلاث صفات وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي تتضمن ثلاثة أنماط

الأولى: عندما يكون موقع المعركة والعدو في اتجاه غير اتجاه القبلة، يقوم قائد الجيش بتقسيم الجيش إلى قسمين؛ القسم الأول يصلي معه، والقسم الثاني يصلي أمام العدو حتى لا يهاجموا، ويصلي القسم الأول ركعة، وينفرد كل فرد في القسم الثاني بنفسه مع وجود الإمام، ثم يتوجهون إلى القسم الثاني أمام العدو، فيدخل القسم الثاني خلف الإمام ويطيل الركعة الثانية حتى يسمعهم القسم الأول، ثم يجلسون لأداء التشهد ويتمون الصلاة.

وتم استشهاد بهذه الصفة في هذا الحديث الشريف، وروى مالك عن يزيد بن رومان عن صالح بن خوات عن شاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم ذات الرقاع صلاة الخوف: (أن طائفة صفت معه، وطائفة واجهت العدو، فصلى مع الطائفة الأولى ركعة، ثم ثبت قائما وأكملوا صلاتهم، ثم غادروا واجهة العدو، وجاءت الطائفة الأخرى فصلى معهم الركعة الباقية من صلاته، ثم ثبت جالسا وأكملوا صلاتهم، ثم سلم عليهم)، وقال مالك: وهذا أفضل ما سمعت عن صلاة الخوف .

الثانية: عندما يكون العدو متجها للقبلة، يقوم الجيش بالتقسيم إلى صفين بواسطة الإمام ويصلي الجميع معا، ولكن عند السجود يسجد الصف الأول فقط ويبقى الصف الثاني لحراسة بقية الجيش. وعندما يقوم الصف الأول يسجد، يتقدم الصف الثاني على الأول، ثم يكمل الإمام الركعة الثانية جميعا، ما عدا السجود حيث يركع الصف الأول فقط. وعندما يجلسوا للتشهد، يسجد الصف الثاني، ثم يسلم للجميع. وذكرت هذه الصفة في هذا الحديث الشريف، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: “شهدت صلاة الخوف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصفنا صفين: صف خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم والعدو بيننا وبين القبلة. فكبر النبي صلى الله عليه وسلم وكبرنا جميعا، ثم ركع وركعنا جميعا، ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعا، ثم انحدرنا للسجود والصف الذي يليه، وقام الصف المؤخر في نحر العدو. وعندما انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من السجود وقام الصف الذي يليه، انحدر الصف المؤخر للسجود وقاموا. ثم تقدم الصف المؤخر وتأخر الصف المقدم، ثم ركع النبي صلى الله عليه وسلم وركعنا جميعا، ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعا، ثم انحدرنا للسجود والصف الذي يليه الذي كان مؤخرا في الركعة الأولى، وقام الصف المؤخر في نحور العدو. وعندما انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من السجود والصف الذي يليه، انحدر الصف المؤخر للسجود، فسجدوا، ثم سلم النبي صلى الله عليه وسلم وسلمنا جميعا

الثالثة: عندما يحدث نشوب القتال ويشتد الخوف ويصعب على الإمام صف الجيش بأكمله، يصلي كل فرد بمفرده وينحني للركوع والسجود. ويهدف الصلاة في هذه الحالات إلى علاج الخوف والتوسل إلى الله. وذكر هذا في قوله تعالى “فإن خفتم فرجالا أو ركبانا” [لبقرة-239]، وفي هذا الحديث الشريف عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (وإن كانوا أكثر من ذلك فليصلوا قياما وركبانا)، وروى البخاري هذا الحديث

دعاء الخوف والقلق

يشعر الإنسان دائما بحالة الخوف من المستقبل، وعندما يشعر بالخوف يتلجأ إلى الله عن طريق الدعاء، ويمكن أن يتم قول هذه الأدعية ثلاث مرات، وذلك للتخفيف من القلق والخوف الذي يشعر به الشخص

  • أعاذني بكلمات الله التامة من شر ما خلق.
  • باسم الله الذي لا يضرّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم.
  • نحن نجعلك في حصونهم، ونعوذ بك من شرورهم.
  • اللهم، يا رب السماوات السبع وما بينهن، ورب الأرضين وما عليها، ورب الشياطين وما أضلّوا، اجعلني محصنًا من شر خلقك جميعًا، ولا يغلبني أحدٌ منهم، ولا يُضرني جاري في ديني ودنياي، واجعل ثناءك، يا الله، مجلياً لجميع أموري، ولا إله غيرك، ولا إله إلا أنت.
  • يا رب، اطهر قلبي من كل ضيق واجعل أموري سهلة في كل طريق. يا رب، أنت تعلمبما يحمله قلبي، فارزقني بكل ما هو خيرٍ ونافعٍ لي.

صلاة الخوف للفرد

وافق العديد من العلماء على جواز أداء صلاة الخوف للشخص الذي يشعر بالقلق والخطر حتى وإن لم يكن هناك قتال. ولكن إذا كان الشخص في مكان إقامته، فليس عليه أن يقصر الصلاة. وقال الإمام الشافعي: يجب على المسافر والمقيم إذا حان وقت الخوف أن يصلي صلاة الخوف. وليس على المقيم أن يصليها إلا بأداء كامل عدد صلوات المقيم. وللمسافر أن يقصر في صلاة الخوف إذا أراد السفر، وإذا أكمل صلواته فإنه جائز، ويفضل القصر له .

صلاة الخوف كم ركعة

هناك عدد من الآراء حول عدد ركعات صلاة الخوف وتم تفسير ذلك من خلال بعض الأحاديث النبوية ، وتبعاَ لحديث أبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَازِلًا بَيْنَ ضَجْنَانَ وَعُسْفَانَ مُحَاصِرَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّ لِهَؤُلَاءِ صَلَاةً هِيَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ أَبْنَائِهِمْ وَأَبْكَارِهِمْ، أَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ ثُمَّ مِيلُوا عَلَيْهِمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً، فَجَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَمَرَهُ أَنْ يَقْسِمَ أَصْحَابَهُ نِصْفَيْنِ، فَيُصَلِّيَ بِطَائِفَةٍ مِنْهُمْ، وَطَائِفَةٌ مُقْبِلُونَ عَلَى عَدُوِّهِمْ قَدْ أَخَذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ، فَيُصَلِّيَ بِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ يَتَأَخَّرَ هَؤُلَاءِ وَيَتَقَدَّمَ أُولَئِكَ فَيُصَلِّيَ بِهِمْ رَكْعَةً ، تَكُونُ لَهُمْ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَةً رَكْعَةً ، وَلِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَانِ) . تم تفسير هذا الحديث على أن الجيش صلى ركعتين الركعة الأولى مع النبي صلى الله عليه وسلم والثانية مع أنفسهم.

وفي حديث آخر ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَهْدَمٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِي بِطَبَرِسْتَانَ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْخَوْفِ؟ فَقَالَ: حُذَيْفَةُ: أَنَا، فَقَامَ حُذَيْفَةُ (فَصَفَّ النَّاسُ خَلْفَهُ صَفَّيْنِ، صَفًّا خَلْفَهُ وَصَفًّا مُوَازِيَ الْعَدُوِّ، فَصَلَّى بِالَّذِي خَلْفَهُ رَكْعَةً ثُمَّ انْصَرَفَ هَؤُلَاءِ إِلَى مَكَانِ هَؤُلَاءِ، وَجَاءَ أُولَئِكَ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً وَلَمْ يَقْضُوا)

يختلف تفسير بعض السلف لهذا الحديث، حيث يرون صلاة الخوف على أنها ركعة واحدة، في حين يرون آخرون أن هذا ينطبق فقط في حالات الخوف الشديد، كما ذكرنا سابقاً.

اتفق العلماء على أن صلاة الخوف تتألف من أربع ركعات وفقا لهذا الحديث الشريف. قال أبي عياش الزرقي: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عسفان، فأدى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر، وفي ذلك الوقت كان خالد بن الوليد على رأس المشركين، فقال المشركون: لقد أصابنا ضرر منهم ونحن غرة، ولقد أصابنا ضرر منهم ونحن غافلون، فنزلت هذه الآية) ،

فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْعَصْرِ، فَفَرَّقَنَا فِرْقَتَيْنِ، فِرْقَةً تُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِرْقَةً يَحْرُسُونَهُ، فَكَبَّرَ بِالَّذِينَ يَلُونَهُ وَالَّذِينَ يَحْرُسُونَهُمْ، ثُمَّ رَكَعَ فَرَكَعَ هَؤُلَاءِ وَأُولَئِكَ جَمِيعًا، ثُمَّ سَجَدَ الَّذِينَ يَلُونَهُ وَتَأَخَّرَ هَؤُلَاءِ وَالَّذِينَ يَلُونَهُ ، وَتَقَدَّمَ الْآخَرُونَ فَسَجَدُوا، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ بِهِمْ جَمِيعًا الثَّانِيَةَ ، بِالَّذِينَ يَلُونَهُ وَبِالَّذِينَ يَحْرُسُونَهُ، ثُمَّ سَجَدَ بِالَّذِينَ يَلُونَهُ، ثُمَّ تَأَخَّرُوا فَقَامُوا فِي مَصَافِّ أَصْحَابِهِمْ وَتَقَدَّمَ الْآخَرُونَ فَسَجَدُوا، ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَكَانَتْ لِكُلِّهِمْ رَكْعَتَانِ رَكْعَتَانِ مَعَ إِمَامِهِمْ ، وَصَلَّى مَرَّةً بِأَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ ).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى