اسلامياتالقران الكريم

ما هي صفات المؤمنين في ” سورة المؤمنون ” وعددها

التعريف ب سورة المؤمنون

سورة المؤمنون هي سورة مكية تم نزولها قبل هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتركز على الموضوعات المتعلقة بالإيمان والكفر والعقيدة الصحيحة والعقيدة الباطلة،

يتضمن فائدة سورة المؤمنون توضيح الجزاء الذي يناله المؤمنون والكافرون، بالإضافة إلى أنها تتناول موضوع الإيمان والعقيدة. فهي سورة تحتوي على دروس عظيمة وثابتة لكتاب الله الكريم بأكمله

عندما ننظر إلى موضوعاتها، قد نلاحظ أنها تبدأ ببيان الفلاح للمؤمنين، والفلاح هو الفوز بالشيء بعد جهد من الفلح، وهو شق الأرض، ولذلك يكون الفلاح دائمًا مع المفلحين

 يتضمن بداية السورة بيانًا للمؤمنين، ووصفًا لله تعالى بأنهم يتمتعون بصفات جليلة ورائعة، ويكشف الوصف عن المجاهدة التي يقومون بها ضد النفس والهوى والشهوات والرغبات، ويحثهم على الانضمام إلى شريعة الإيمان وإنجازها، ويذكر أن الفوز في النهاية بالجنة قد كتب لهم .

ترتيب سورة المؤمنون في القرآن الكريم

تحتل سورة المؤمنون المرتبة الثالثة والعشرون {23} في ترتيب المصحف الشريف، وفيما يتعلق بترتيب نزول سور القرآن الكريم، فإنها تحتل المرتبة السادسة والسبعين {76} قبل سورة تبارك، وتتألف من 118 آية وهي مكية .

6 صفات للمؤمنين ذكرت في سورة المؤمنون

: في هذا النص، يريد الله سبحانه وتعالى إعطاء بشرى للمؤمنين، وذلك من خلال قوله العزيز المتعالي: “قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم عن اللغو معرضون، والذين هم للزكاة فاعلون، والذين هم لفروجهم حافظون، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون، والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون، والذين هم على صلواتهم يحافظون، أولئك هم الوارثون، الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون

سورة المؤمنون تحتوي على بعض صفات المؤمنين في القرآن الكريم، التي يجب أن يتحلى بها كل مسلم ومسلمة. بدأ الله تعالى الآيات بكلمة `قد`، وهي تأتي بعد الفعل الماضي للتأكيد على حدوث الفعل وهو الفلاح والفوز بحسن الخاتمة

إحدى جماليات بداية السورة هي التحفيز على الإيمان، حيث يتم ذكر الأشخاص الذين تحلى بصفات الإيمان في الماضي، وفازوا بالفلاح والجنة، وهذه هي صفات المؤمنين التي يجب الالتزام بها والحفاظ عليها

الخشوع في الصلاة

في قوله تعالى {الذين هم في صلاتهم خاشعون}، يتضح أن الصلاة هي فضل من الله علينا في الحياة الدنيا، حيث تمثل الصلة والرباط بين العبد وربه. ومن الواجب تقديم الخشوع أثناء الصلاة، حيث يتمثل الخشوع في الخوف من عظمة الله سبحانه وتعالى .

و لأن الخشوع مطلوب في ديننا الإسلامي في كل وقتا و حين و لكنه يفضل أن يكون في وقت الصلاة و ذلك لأن أثناء الصلاة يكون العبد بين يدي الله سبحانه و تعالى ، فمن شروط الصلاة أن يكون المرء خاشعا بقلبه ، مؤمنا بربه و بشروط الصلاة . و أن يكون حاضر القلب و الذهن  . و هناك بعض الأفكار التي تجعل صلاتك مقبولة و خاشعة و منها :

  • يتذكر المؤمن أثناء الصلاة أنه في حضرة رحمة الله عز وجل
  • يشعر الشخص في قلبه بأن صلاة الوقت الحالي قد تكون آخر صلاة يصليها في حياته .
  • أن يكون فكرك خاليا تماما من مشاغل الدنيا ، سواء كانت المشاغل حسية أو مشاغل معنوية . و لهذا نهى الدين الإسلامي عن الإتيان إلى الصلاة و أنت مسرع ، بل لابد و أن تكون هادئ الفكر و الروح ، و نهى أيضا على أن تكون تاركا لطعام تشتهيه أو حاقنا بمعنى حابسا للبول ، أو حاقباً بمعنى غائط .

الإعراض عن الباطل من قول أو فعل

يقول الله تعالى {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ}، وهذا يعني أن المؤمن يجب أن يحرص على تفادي اللغو والخلافات الباطلة، وأن يكون مشغولًا بذكر الله يوميًا من خلال قول أذكار الصباح والمساء، وتذكر الله في كل وقت وحين .

فالمؤمن القوي هو الذي لا يتدخل فيما لا يعنيه تاركا شؤون الآخرين لهم  . فتفكيره الوحيد هو أن يسعى دائما للفوز بالآخرة و حسن الخاتمة . فألسنتهم دائما معطرة بذكر الله ، تاركين ما يعطلهم و يضيع أعمالهم و وقتهم  ، و قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من حّسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه )

تزكية النفس وتزكية المال

يقول الله تعالى (والذين يقومون بفعل الزكاة)، تعتبر الزكاة ركنا من أركان الإسلام التي يجب على المؤمن أداؤها. فالزكاة بمعناها الأصلي في المعجم اللغوي تعني التطهير. فالإنسانية مليئة بالذنوب والمعاصي، وقد تحتاج في بعض الأحيان إلى الرجوع والتوبة .

شرع الدين الإسلامي زكاة المال بهدف تطهير النفس وتطهير الأموال من الذنوب والمعاصي، ولابد للمؤمن من التعرف على أن الزكاة لا تنقص من المال شيئًا، بل تزيده وتبارك فيه، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما نقص مال عبد من صدقة)

الحفاظ على الفروج من الحرام

يقول الله تعالى { وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ } ، يعتبر ترويض الرغبة الجنسية من أصعب أنواع كبح الرغبات .

تعد الرغبة الجنسية طبيعية في الإنسان، ووضع الله إطار الزواج كدعة لها، حيث يمثل الزواج في الإسلام العفة والطهارة والوقاية من الخطأ والمعصية وممارسة الرزيلة والخطيئة .

و قد غلب الشيطان  على بعض الناس و جعلهم يصرفون شهواتهم في الزنا و اللوط و العادة السرية ، و هذه العادات قد تهدم من عادات المجتمع و قيمه و مبادئه . و لكن المؤمن بقلبه و روحه قد ينتبه لمثل هذه التصرفات و لا يقومون بصرف شهواتهم في غير إطار الزواج و إقامة حياة زوجية كريمة قائمة على المودة و الرحمة .

أداء الأمانة و الوفاء بالعهود

يقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}. الأمانة هي كل حق يجب على الإنسان الحفاظ عليه في وقته المناسب. فالوظيفة أمانة، والحقوق الزوجية أمانة، والأطفال أمانة، والزوجة أمانة، والبيع والشراء أمانة أيضًا .

أما إذا سلطنا الضوء على العهود ، فهي الحقوق التي يجب الوفاء بها مثل و عود الشخص لأخيه ، فتعتبر عهد لابد من الوفاء به ،  و الخلاف على الوفاء بهذه العهود قد تعتبر نفاق  ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، و من كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر )

المحافظة على الصلاة

يقول الله عز وجل: (والذين هم على صلواتهم يحافظون)، والمحافظة على الصلاة تعني أداء الصلاة في أوقاتها بدون تأجيل. فالصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي أيضا أول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة. وقد رفعت الصلاة إلى منزلة مرموقة، ومن يؤديها في وقتها، فقد فاز بحسن الخاتمة ومغفرة إلى يوم الدين .

جزاء من يتحلى بصفات المؤمنين

ذكر الله سبحانه وتعالى أن من يتحلى ويتمسك بالصفات الأساسية للإيمان، فقد ورث عظمة الفردوس، وذلك في قوله تعالى: {أولئك هم الوارثون، الذين يرثون الفردوس، هم فيها خالدون}

وذكر الله سبحانه وتعالى كلمة `ورث`، وهي من أعظم أسباب استحقاق المال. وقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `فإذا سألتم الله، فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن`  .

يجب علينا كمسلمين أن نعرف الصفات التي يجب علينا أن نتحلى بها، لكي نحقق رضا الله ونفوز بالفردوس الأعلى .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى