ما هي صفات الإمام البخاري ؟.. التي ساعدته في جمع الحديث
تعريف بالإمام البخاري
صفات الإمام البخاري
احفظ مئة ألف حديث صحيح، واحفظ مئتي ألف حديث غير صحيح”، واختبره أهل بغداد بمئة حديث مقلوبة السند والمتن، ثم أعادها عليهم بالترتيب كما سمعها بأخطائها، ثم رواها بالسند والمتن الصحيح لها، وقال عنه الإمام أحمد بن حنبل: لم يخرج خراسان مثله، وقال له الإمام مسلم: “أشهد أنه ليس في الدنيا مثلك”، وقال الحاكم: إنه إمام أهل الحديث.
نسب الإمام البخاري إلى إسماعيل بن إبراهيم بن بردزبة، حيث كان بردزبة فارسيا ثم أسلم على يد المغيرة وانتقل إلى بخارى ونسب إليها. وكانوا ينسبون الشخص ذات مرة إلى من أسلم على يده بسبب الولاء، أما والده إسماعيل فكان من رواة الحديث، وقد انتقد له ابن حبان في عمله “ثقات”. وكان معروفا عنه الاجتهاد والحرص على العمل الشريف حتى تبين أنه لا يعلم بأي شيء من المال المحرم أو المشبوه، وعندما توفي كان ابنه محمد صغيرا.
رافق الإمام البخاري أمه وأخيه في رحلة الحج إلى مكة المكرمة، وقام بالتعلم وحفظ الأحاديث، وساعد بعض أهل الحديث في التصحيح عندما كان في سن 11 عاما، ثم سافر إلى بلاد الشام، ومصر، والجزيرة العربية، والبصرة، والحجاز، والكوفة، بحثا عن المزيد من العلم. وظهر الإمام البخاري في عائلة ثرية ومتدينة، وكانت والدته تردد أنه فقد بصره عندما كان صغيرا، لذا دعت الله تعالى ليعيد بصره، وأجاب الله تعالى دعوتها.
صفات الإمام البخاري في جمع الحديث
تميز الإمام البخاري في جمع الحديث بعدة سمات، حيث وضع شرطين لقبول الحديث وخاتمة في كتابه الصحيح، وأوضح هذان الشرطان كما يلي:
- طول الصحبة: ذكر البخاري فترة ارتباط الراوي بشيخه الذي يحكي عنه وارتباطه به، وهذا الشرط يشمل إثبات ارتباط السند بالنبي صلى الله عليه وسلم وتحقيق العدل في جميع الرواة والوصول إلى الصحابة، وأيضا شرط أن يكون راوي الحديث من الطبقة الأولى في سلسلة الرواة عن طريق شيخه. على سبيل المثال، رواة الإمام ابن شهاب الزهري ينقسمون إلى خمس فئات بناء على قوة حفظهم ودقتهم واجتهادهم وفترة ارتباطهم.
- خصّ الإمام البخاري أحاديث أهل الدرجة الأولى الذين استوفوا حالته ويمكنه أحيانًا أن يذكر أحاديث موثوقة لأناس من الدرجة الثانية دون فهمها، وغالبًا ما يعلق عليها، أما بالنسبة لأهل الدرجة الثالثة، فيذكر العديد من أحاديثهم كتعليقات واعتمد على تخصيص حديث الراوي الذي يتسم بالثقة والعدالة وندرة الأخطاء.
- يقول الحافظ أبو الفضل بن طاهر المقدسي عن حال الإمام البخاري في صحيحه: شرع البخاري في كتابه الصحيح أنه لا يذكر إلا حديثاً رتبته ثقة صاحبه المشهور بشرط أنه لا فرق بين الرواة المعتمدين وصحة ارتباط سلسلة الرواة بغير انقطاع، ويوصي البخاري بحديث روايته عن راويين، ويكفي مع راوي واحد تحت سلطة الرواة الصحابي إذا صح حديثه.
- اللقاء والمعاصرة: عندما يتبع الإمام البخاري في كتابه الصحيح، يفرض شرط اللقاء والتزامن بين الراوي والشاهد الذي ينقل الحديث عنه، وأن يكون حديث الشاهد صادقا وخاليا من العيوب المزعجة في الحديث. والهدف من الاجتماع هو أن يلتقي الراوي الموثوق بالشاهد الذي ينقل الحديث عنه، حتى لو كان هذا الاجتماع يحدث مرة واحدة في العمر. ويشير الاجتماع إلى اللقاء الذي يحدث بين الراوي والشاهد في جلسة الاستماع المباشرة، وقد شرح الراوي هذا الأمر. وهذا هو الأسلوب الذي اتبعه الإمام البخاري في جميع أقواله الموجودة في كتابه الصحيح.
- ويقول الحافظ رحمه الله: يشرح الإمام البخاري ومنهجه في قبول الرواية في كتابه التاريخ وأكثر من ذلك في صحيحه بأكمله. حيث كان يقرأ أحاديث لا علاقة لها بالسورة على الإطلاق، وذلك للتلميح إلى استجواب الراوي من قبل شيخه الذي سبق أن رواه له بكلمة العنعنة. كما اعتمد الإمام البخاري على أحاديث الرواة الموثوق بهم الذين بلغوا أعلى درجات الثقة، وابتعد عن الرواة الذين قد يشتبه في موثوقيتهم أو صحة محاضراتهم.