ما هي شروط فسخ الخطوبة ؟.. ومتى تكون ضرورية
ما هي شروط فسخ الخطوبة ومتى تكون ضرورية
أقيمت خطبة الزواج في الشريعة الإسلامية لتمكين الطرفين المقبلين على الزواج من التعرف على طباع وخلق بعضهما البعض. وتتشابه خطبة الزواج في الإسلام مع خطبة الزواج في الشرائع السماوية الأخرى بشكل عام، ولكنها تختلف في بعض النقاط الصغيرة مثل المهر وإعلان الخطبة والمدة المتفق عليها وإذن الولي وشروط الخطبة وإلغائها، ويعتبر الخطيبون في الإسلام الأفضل انضباطا وحفظا للحقوق.
لا توجد شروط محددة للخطوبة أو إلغائها، ولكن هناك بعض الشروط للزواج مثل بلوغ الطرفين والموافقة والقبول وموافقة ولي الأمر وما إلى ذلك. يحق لكل طرف في العلاقة فسخ الخطوبة في أي وقت يشاء. على سبيل المثال، إذا شعر أحد الأطراف بعدم القبول بالآخر أو لوحظ عدم وجود توافق فكري بينهما، يمكن فسخ الخطوبة.
تم تقديم مفهوم الخطوبة في الأساس للتعرف على مدى وجود قبول وتوافق بين الطرفين، ولمعرفة العادات والتفكير والخلق الخاص بالشخص الآخر، وذلك لتحديد ما إذا كان الطرفان يرغبان في المتابعة أو الانفصال.
من الأمور الضرورية والمهمة في إتمام الزواج هو وجود توافق فكري واجتماعي بين الشاب والفتاة، ويجب أن يكون هناك تقارب في المستوى العلمي والمالي والمهني بينهما، وأن يكون لديهما بعض الصفات والاهتمامات المشتركة. يكمن السبب في ذلك في أنه لا يجب أن يكون الترابط بينهما مجرد نتيجة للزواج فقط، ولكن يجب أن يكون هناك توافق فكري وعقلي بينهما.
هذا التوافق يسبب تناغما بين الزوجين، مما يسهل لهم العيش معا ويجعل الحياة الزوجية أكثر استقرارا وهدوءا، وإذا ظهرت علامات عدم الارتياح للخاطب عند الفتاة، ينبغي على الأهل عدم إجبارها على الزواج.
حكم الهدايا المقدمة للعروس بعد الفسخ
تتعلق أحكام الهدايا، وبالأخص الشبكة بعد الفسخ، بشيئين، الأول هو أن تكون الشبكة جزءًا من المهر، والثاني هو أن تكون الشبكة هدية من الخاطب للخاطبة
- الأول: إذا كانت الشبكة المقدمة للعروس تعتبر جزءا من المهر، وتم التأكيد والتنبيه على ذلك، أو بناء على عرف البلد، فإن الشبكة في هذه الحالة يتم إرجاعها للخاطب مباشرة بعد إلغاء الخطبة، سواء كان الإلغاء من جانب العروس أو الخاطب، لأنه في الإسلام لا يحق للمرأة أن تمتلك المهر إلا بعد عقد النكاح.
- الثاني: إذا كانت الشبكة المقدمة كهدية، فهناك خلاف بين الفقهاء في حكمها، ولكن الرأي الأكثر تفضيلا هو
إذا تم الفسخ من قِبل الخاطب، فلا يحق للعروس المطالبة بالهدايا التي قدمها الخاطب لها، ولكن إذا قامت المخطوبة بالفسخ، فللخاطب الحق في المطالبة بها في أي وقت يشاء، لأن هدية الخاطب ليست من نوع الهدايا العادية.
هناك دول لا ترد هدايا العروس في المطلق، سواء كانت عبارة عن شبكة أو غير ذلك، وفي بعض الدول الأخرى يرد الطرفان هدايا على بعضهما البعض، وذلك يتم وفقا للعادات المتعارف عليها داخل تلك الدول.
الخطوبة في الإسلام
الخطوبة في الإسلام هي فترة يمرون بها الشباب والفتيات قبل الزواج للتعارف، وتتمثل في طلب الشاب لخطبة تلك الفتاة، والخطبة مشروعة في الإسلام، كما قال تعالى: `ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء`.
في الإسلام، الخطبة تعني وعد الزواج وتمثل الطريق الصحيح للوصول إلى الزواج وتأسيس الأسرة، وتتضمن الخطوات والضوابط الشرعية التي يجب الالتزام بها، ومن بين هذه الخطوات، الرؤية الشرعية، وهي رؤية الخاطب للفتاة بناء على قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا خطب أحدكم امرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل).
كيفية إتمام الخطبة في الإسلام
تتضمن إتمام الخطبة في الإسلام عدة خطوات، وهي كالتالي:
- عندما يرغب الشاب المسلم في خطبة أي فتاة، يجب عليه التوجه إلى ولي أمر الفتاة مع والدها أو أخيها الأكبر أو أحد أقاربها أو المنوب عنه، ويجب على من ينوب عن الشاب التحدث إلى ولي أمر الفتاة بشأن الخطبة، وذلك بناء على رغبة الشاب في إتمام مشروع الزواج.
- يجوز للشاب رؤية الفتاة بحضور أهلها، وذلك فيما يسمى “النظرة الشرعية”، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إذا خطب أحدكم المرأة، فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل.
- عند موافقة أهل الفتاة والفتاة نفسها، يتم الاتفاق بين جميع الأطراف على كل ما يتعلق بالزواج، بما في ذلك التكاليف والمهر وغيرها. .
- من الأمور المتعارف عليها بين الناس هو قراءة سورة الفاتحة عند الخطبة، ولكن هذا ليس من السنة، بل من السنة أن يتم قول خطبة الحاجة، حيث روى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: `علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الحاجة`.
- يتم الزواج على الفور بعد انتهاء فترة الخطبة المتفق عليها من قبل الخاطب وأهل العروس، بشرط وجود توافق فكري وعقلي بينهما، وبغض النظر عن مدة فترة الخطبة.
ضوابط الخطبة في الإسلام
في حالة الخطبة فقط دون عقد القران، يتم تطبيق العديد من الضوابط التي يجب على كل من الطرفين الالتزام بها، وتشمل هذه الضوابط ما يلي:
- يجب على الفتاة الالتزام باللباس الشرعي الساتر، الذي لا يصف ولا يشف ولا يحدد، ويغطي جميع بدنها، وعدم القيام بالتبرج أو التزين لأن ذلك لا يمثل سوى مجرد وعد من شخص بالزواج.
- يجب وجود محرم عند جلوس الفتاة والشاب سوياً.
- يتعين على الشاب الالتزام بتعاليم وأخلاق الإسلام، وأن لا يتجاوز في الحديث مع الفتاة، ويجب أن يكون هذا الحديث في حدود التعارف فقط.
- يجب تجنب الحديث عبر الهاتف المحمول لفترات طويلة إلا في الحالات الضرورية.
- عدم حضور الشاب للمنزل بدون وجود أهله.
- لا يجوز مصافحة الأيدي أو مسك الخاطب ليد خطيبته، سواء كان ذلك في الشارع أو في المنزل أثناء جلوسه معها.
- لا يجوز للأهل القبول بتصرفات الخاطب غير الأخلاقية أو المخالفة لآداب الإسلام.
آيات قرآنية واحاديث نبوية تتحدث عن الخطوبة في الإسلام
هناك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تتحدث عن الخطبة في الإسلام، مثل ما يلي:
- وفي كتاب الله عز وجل في سورة البقرة يقول: لا يجوز أن تتزوجوا النساء المشركات حتى يؤمنن ولا تتزوجوا الرجال المشركين حتى يؤمنوا، فالعبد المؤمن أفضل من المشرك وإن كان يعجبكم. إن تلك الأشخاص يدعون إلى النار، والله هو الحكم.
- قول النَبيُّ صَلى اللُه عَلَيهِ وَسَلَم : من نعم المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها وتيسير رحمها
- عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (عندما يخطب أحدكم امرأة، فلا يكن هناك مانع عنه في النظر إليها، إذا كان ينظر إليها فقط لأجل خطبتها وإذا كانت هي لا تعلم).
الخطوبة في الإسلام هي إحدى الشرائع التي وضعت لتحقيق الحالة الزوجية المثالية والاستقرار بين الزوجين، وذلك مبني على الآية الكريمة التي جاء فيها: (ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء)، وهناك العديد من الأحاديث النبوية التي تؤكد ذلك.