ما هي شروط جواز المسابقات
حكم المشاركة في المسابقات
المسابقات في اللغة هي كلمة مشتقة من السبق وتعني أن شخصًا تغلب على شخصًا آخر وبلغ الغاية قبله، أما تعريف المسابقة فهي بمعنى المنافسة في أمور ما وهناك الكثير من المسابقات المختلفة التي تجرى في شتى المجالات وبطرق مختلفة، وقد ورد في القرآن الكريم في سورة يوسف الأية 17 ” قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا”
كان النبي صلى الله عليه وسلم يسابق السيدة عائشة. وقد روي عن عائشة أنها قالت: `خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة وكنت جارية لم أحمل اللحم ولم أكن مفتحة، فقال للناس: تقدموا. ثم قال لي: تعالي حتى أسابقك.` فسابقته وتفوقت عليه، لكنه تركني وعندما حملت اللحم وفتحت، نسيت أني خرجت معه في رحلة. فقال للناس: تقدموا. فتقدموا. ثم قال: تعالي حتى أسابقك. فسابقته وتفوقني. ثم ضحك وقال هذه بتلك.
يدلّ الحديث الشريف على جواز المسابقات، والحكمة وراء إباحتها هي وجود العديد من الفوائد، منها:
- تُساعد في تنمية العقول وتقوية الأجسام، وتحث الإنسان على البحث والاستكشاف.
- تعتبر المسابقات أيضًا وسيلة للتسلية والترويح عن النفس وقضاء وقت الفراغ بطريقة مفيدة ونافعة.
شروط جواز المسابقات
والأصل في المسابقات هو الجواز كما ذكرنا، ولكن هناك بعض أنواع المسابقات المكروهة، وهناك أيضا مسابقات محظورة. ومن جهة أخرى، هناك مسابقات مستحبة مثل المسابقات الرياضية أو العلمية بين الطلاب في المدارس، وسباقات الإبل والخيل لأنها تقوي الجسم وتشجع الشباب على تعلم فنون ركوب الخيل. كما تشمل المسابقات مسابقات حفظ القرآن الكريم، وهي من أعظم أنواع المسابقات حيث تشجع الفتيان والفتيات على حفظ وإتقان القرآن الكريم. على سبيل المثال، مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده، حيث يتنافس المشاركون من جميع أنحاء العالم. يجب تشجيع هذه المسابقات ودعمها.
ومن شروط جواز المسابقات:
- يجب ألا يُشَغَّل المتسابقون عن أداء الواجبات الدينية، مثل الصلوات المفروضة، حتى لو كانت ذاتها غير محرمة، فقد يؤدي تركها إلى فعل محرم، وهذا ما يحذر منه الله عز وجل، حيث يقول: “إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر، ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة، فهل أنتم منتهون؟ .
- يجب ألاتتضمن المسابقات في ذاتها أفعالًا مخالفة للشريعة، مثل الرهانات أو تناول الكحول أو غير ذلك من الأفعال المحرمة.
- يأمرنا الله تعالى بعدم إلقاء أنفسنا في التهلكة والتسبب في إصابات خطيرة أو حتى الموت خلال المشاركة في الأنشطة الخطرة.
- هل يمكن أن نتجنب إيذاء الآخرين في الألعاب التي تتضمن ضربًا عنيفًا أو أفعال مشابهة؟ فهذه الأفعال تشكل معصية.
- يجب أن لا يسبب استخدام الحيوانات أي ضرر أو إيذاء لها، ولا يجوز استخدامها كهدف للتصويب بالأسلحة، فهذا الاستخدام محرم ومنهي عنه، وقد ذكر في الحديث الشريف “لا تتخذوا شيئًا فيه الروح غرضًا” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- ينبغي عدم استخدام النرد في المسابقة، حيث ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله: `من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله`.
- يجب عدم الكشف عن العورة خلال السباق، حتى بين الرجل والرجل أو المرأة والمرأة.
محرمات يفعلها المتسابقين
يرتكب بعض الأشخاص وسائل مختلفة للغش في المسابقات منها:
- تعاطي المنشطات خلال المسابقات الرياضية يمثل تزويرًا للفوز، ويؤدي أيضًا إلى إيذاء الجسم.
- اتخاذ السحر أثناء إجراء المسابقات.
هل ربح المال من المسابقات حلال
لا يشترط دفع مبالغ مالية كجوائز في المسابقات. وتتضمن بعض المسابقات جوائز معنوية مثل شهادات التقدير، ويتضمن بعضها الآخر منح هدايا أو جوائز مادية أخرى غير مالية. وهناك أيضا جهات مختلفة تمنح جوائز المسابقات، بما في ذلك الحكومة أو ممثل الحاكم أو أجهزة الدولة، أو جهة خارجية تبرع بهذا المال، أو أن يكون أحد المتسابقين نفسه أو شخص آخر خارجي يهدف للربح من وراء ذلك.
وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال” لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر” وهذا يعني انه لا يجوز دفع جوائز مالية في المسابقات المباحة إلا في مسابقات سباق الخيل أو المبارزة أو سباقات البعير، وقد رجح العلماء أن الحكمة من إباحة الجوائز المالية في تلك المسابقات هو تشجيع الشباب على تعلم الفنون القتالية ليكونوا مستعدين دائمًا للجهاد في سبيل الله.
ومع ذلك فقد أباح العلماء أيضًا دفع المال كجائزة في المسابقات التي تشمل فائدة علمية أو دينية تعود بالنفع على المسلمين، وأن يكون هدف المانح من تلك المسابقة هو تحفيز المتسابقين على التعلم والبحث والاستقصاء سواء في العلوم الشرعية أو العلوم الدنيوية الأخرى مثل الطب أو الكيمياء أو غيرها وليس جمع المال.
حكم ربح المال من المسابقات التلفزيونية
تنطبق على المسابقات التلفزيونية نفس الأحكام المنطبقة على غيرها من المسابقات، فإذا كانت المسابقات نافعة ولا توجد فيها شبهة حرام، وتقدم جوائزها من قبل جهة تسعى لنشر العلم أو تحفيز المتسابقين على حفظ القرآن أو تقديم عمل نافع للمجتمع، فلا يوجد مانع من المشاركة فيها.
إذا كان مقدم الجائزة يسعى لتحقيق الربح المادي مثل المسابقات التلفزيونية السابقة التي تتطلب من المتسابق الاتصال أو إرسال رسائل قصيرة بمبالغ ضخمة تفوق قيمة الرسائل العادية، لكي يفوز في المسابقة دون بذل أي جهد سوى الاتصال أو الإجابة على أسئلة تافهة، فإن هذه الأموال تكون محرمة، وقد وضعها العلماء في مستوى القمار لأن القمار ينطوي على غرم أو غنم لكلا الطرفين، أي أن المتسابق قد ينفق مبالغ كبيرة مسبقا في الرسائل، والطرف الآخر يحقق مبالغ طائلة من هذه الرسائل.
حكم المشاركة في مسابقات السحب
تنظم بعض المحال التجارية مسابقات لعملائها، حيث تمنح المشترين أرقاما أو كروتا أو ما شابه ذلك، وفي نهاية المسابقة يتم إجراء سحب قرعة، ويحصل الفائز بالقرعة على القيمة المالية للجائزة. وهذا النوع من المسابقات يكون جائزا إذا كان المتسابق قد اشترى بالفعل بعض السلع من هذه المحلات ودفع ثمنها كاملا، وبنفس ثمن السلعة الأصلي دون زيادة بسبب المسابقة. وعادة ما يكون هدف المتسابق في تلك الحالة هو الشراء وليس المسابقة، لذلك فإن هذا النوع من السحوبات لا يعد قمارا بل يعتبر بيعا وشراءا.
في حالة شراء المتسابق لقسيمة مخصصة للمشاركة في المسابقة دون شراء أي سلع أو خدمات أخرى من تلك المحال، فإن هذا يشكل شبهة قمار وهو محرم.
شروط جواز مسابقات السحب
حدد الشيخ بن عثيمين -رحمه الله- شرطين لجواز مسابقات السحب التي تنظمها المحلات التجارية، وهما:
يجب ألا يرفع البائع سعر السلعة الأصلي في المسابقة.
لا ينبغي للمشتري شراء سلع لا يريدها ولا يحتاج إليها في نية دخول السحب أو المسابقات، ففي تلك الحالة توجد شبهة إضاعة المال، وقد نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن ذلك.