ما هي سنن الاذان
يسن للمؤذن ان يلتفت يمينا وشمالا عند قوله
يسمح للمؤذن بأن يلتفت يمينا وشمالا عند قوله `حي على الصلاة` و `حي على الفلاح`. عند قوله `حي على الصلاة` يجب عليه أن يلتفت يمينا، وعند قوله `حي على الفلاح` يجب عليه أن يلتفت شمالا. يجب أن نذكر أن الالتفاف نحو اليمين والشمال في هاتين العبارتين هو من سنن الأذان وليس شرطا لصحة الأذان. وهذا يعني أنه إذا لم يلتفت المؤذن نحو اليمين والشمال في هاتين العبارتين، فإن أذانه صحيح. في الواقع، هناك اختلاف في الآراء بشأن الالتفات في هاتين العبارتين أثناء الأذان.
- يعتبر الالتفات في الحيعلتين أمرًا مستحبًا وفقًا لبعض العلماء.
- يعتبر الالتفات في الحيعلتين أمرًا مستحبًا وفقًا لبعض العلماء إذا كان المكان واسعًا، أما في حالة الضيق أو العدد القليل فيكون الالالتفات غير مستحب.
- يرى بعض العلماء أن الالتفات في الصلاة غير مستحب، حيث كانت الاستحبابية من أجل إسماع الناس من اليمين والشمال، ومع وجود مكبر الصوت، لا يوجد حاجة للالتفات.
من سنن الاذان
- الأذان في أول الوقت
- القيام عند الأذان
- استقبال القبلة عند الأذان
- الالتفاف في الحيعلتين
- أن يكون الأذان من مكان مرتفع
- أن يجعل المؤذن إصبعيه في أذنيه
الأذان في أول الوقت
من المستحب أن يكون الأذان في أول الوقت باتفاق كل من المذاهب الفقهية الأربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة. ويمكن الاستدلال على ذلك من قول الصحابي جابر بن سمرة رضي الله عنه (كان بلالٌ رَضِيَ اللهُ عَنْه لا يُؤخِّرُ الأذانَ عن الوقتِ، وربَّما أخَّر الإقامةَ شيئًا) وفي قول آخر (كان بلالٌ يؤذِّن إذا دَحَضَت، فلا يُقيمُ حتَّى يخرجَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فإذا خرَج أقامَ الصَّلاةَ حين يَراهُ). كما أن الأذان في أول الوقت أفضل من أجل إبلاغ الناس بدخول وقت الصلاة.
القيام والوقوف عند الأذان
يفضل أن يقوم المؤذن عند الأذان، وهذا اتفاق بين المذاهب الفقهية الأربعة: الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة. ويمكن الاستدلال على ذلك من المجموع للنووي: السنة أن يؤذن قائما مستقبل القبلة، لما ذكره المصنف، فلو أذن قاعدا أو مضطجعا أو إلى غير القبلة، كره وصح أذانه، لأن المقصود الإعلام وقد حصل، هكذا صرح به الجمهور). فإذا أذن قاعدا أو مضطجعا دون عذر، صح أذانه مع الكراهة. والأفضل أن يؤذن كما أذن مؤذني رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال رضي الله عنه: (يا بلال قم فأذن بالناس بالصلاة).
استقبال القبلة عند الأذان
يجب على المؤذن استقبال القبلة عند الأذان وذلك في المذاهب الحنفية والشافعية والحنبلية والأرجح عند المالكية. وذلك لأن مؤذني رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يؤذنون مستقبلين القبلة. وكما هو الحال مع القيام عند الأذان فإن استقبال القبلة هو الأفضل وفي حال ترك استقبال القبلة صح الأذان مع الكراهة.
أن يكون الأذان من مكان مرتفع
يفضل أن يتم أذان الصلاة من مكان مرتفع وفقا لاتفاق الأربعة المذاهب الفقهية: الحنفية والشافعية والحنبلية والمالكية. يمكن استنتاج ذلك من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إن بلالا يؤذن بالليل؛ فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم”، حيث كانا يسكنان بالقرب من بعضهما فقط. وهذا يشير إلى أنه يجب أن يكون أذان الصلاة من مكان مرتفع لكي يسمع بوضوح.
أن يجعل المؤذن إصبعيه في أذنيه
يستحب أن يضع المؤذن إصبعيه في أذنيه، وهذا متفق عليه بين المذاهب الفقهية الأربعة الحنفية والشافعية والحنبلية والمالكية، وذلك لأن وضع الإصبعين في الأذنين يجعل الصوت أقوى وأوضح للناس، حتى يراه الناس المؤذن من مكان بعيد أو الذين لا يستطيعون السمع، وبذلك يعرف الناس أن المؤذن يؤذن.
هل يجب على المؤذن أن يستقبل القبلة أثناء الأذان
يجب على المؤذن أن يستقبل القبلة خلال الأذان، واستقبال القبلة خلال الأذان من سنن الأذان وليس شرطا لصحة الأذان، وإذا اختلف المؤذن في استقبال القبلة فإن ذلك مكروه لكن يصح أذانه، ويمكن الاستدلال على ذلك من قول ابن قدامة: (المستحب أن يؤذن مستقبل القبلة، لا نعلم فيه خلافا، فإن مؤذني النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يؤذنون مستقبلي القبلة). وإذا اختلف المؤذن في استقبال القبلة فإنه يترك الأفضل لكن يصح أذانه في هذه الحالة، كما يمكن الاستدلال على ذلك من الشرح الكبير للدردير خلال حديثه عن مندوبات الأذان: ((مستقبل إلا لإسماع) فيجوز الاستدبار ولو ببدنه)، وكذلك من المجموع للنووي: (السنة أن يؤذن قائما مستقبل القبلة لما ذكره المصنف، فلو أذن قاعدا أو مضطجعا أو إلى غير القبلة فإن ذلك مكروه ولكن يصح أذانه، لأن المقصود الإعلام وقد حصل، هكذا صرح به الجمهور).
أي أن المستحب هو استقبال المؤذن للقبلة أثناء الأذان وذلك لأن استقبال القبلة من سنن الأذان وذلك من الإجماع من ابن المنذر وابن قدامة والكاساني. علاوًة على ذلك، أن مؤذني النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يؤذنون مستقبلي القبلة. ومن الأسباب الأخرى التي تدل على استحباب استقبال القبلة أن الأذان هو عبارة عن دعاء إلى جهة القبلة لذلك من السنة استقبال القبلة أثناء الأذان. وأخيرًا أن الأذان هو عبارة عن دعاء وتوحيد إلى الله تعالى والأحسن أن يكون المؤذن مستقبل القبلة.
صفة الالتفات في الحيعلتين
المقصود بصفة الالتفاف في الحيعلتين هي التفاتتان يمينا وشمالا في حي يدل على الصلاة يمينا وحي يدل على الفلاح شمالا. في الحقيقة، لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أي شيء يدل على جوازية التفاتة المؤذن نحو اليمين عند قول حي على الصلاة والتفاتة المؤذن نحو الشمال عند قول حي على الفلاح، ولكن ذلك ورد عن بعض الصحابة. يمكن استدلال صفة الالتفاف في الحيعلتين من قول ابن قدامة: (ويستحب أن يدير وجهه نحو يمينه إذا قال “حي على الصلاة” ونحو شماله إذا قال “حي على الفلاح” ولا يزيل قدميه عن القبلة في التفاتته) وقول أبي جحيفة: (رأيت بلالا يؤذن، وأتبع فمه هنا وهنا وأصابعه في أذنيه) وهذا متفق عليه. وفي قول آخر: (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وهو في قبة حمراء من الأدم ـ فخرج بلال فأذن، فعندما بلغ حي على الصلاة وحي على الفلاح، التفت يمينا وشمالا ولم يستدر).
وفقًا لقول الشيخ ابن عثيمين: يتم الالتفات في الحيعلتين لدعوة الناس للصلاة من الجهة اليمنى والجهة الشمالية. وبناء على ذلك، لا يجب الالتفات من خلال استخدام مكبر الصوت، لأن الصوت يصدر من السماعات الموجودة في المنارة، وإذا تم الالتفات فسيتضعف الصوت وسينحرف عن المستقبل. في الواقع، هناك آراء متباينة حول الالتفات في الحيعلتين. بعض المذاهب تعتبر الالتفاف في الحيعلتين سنة مطلقة، مثل المذهب الحنفي الذي يروج لأن الالتفاف في الحيعلتين يعد من سنن الأذان، حتى إذا تمت الإذاعة عبر مكبر الصوت. وبعض المذاهب تروج لفكرة أن الالتفات في الحيعلتين يحدث لسبب وهدف محدد، وهو توزيع الصوت نحو اليمين والشمال، وإذا تمت الإذاعة عبر مكبر الصوت، فلا حاجة للالتفاف.