اسلاميات

ما هي درجات الحرام

ما هي درجات الحرام في الشريعة الإسلامية

المحرم هو ما يمنع شرعا ولا يجوز القيام به، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في هذا المعنى: {وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم علىٰ أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون} [القصص: 12]

 أي منعنا عنه المرضعات، ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى: لكل ملك حماية، وإن حماية الله لحماية محارمه”، وهذا حديث متفق عليه من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه، ولفظه لمسلم.

فالشيء الذي حرمه الله سبحانه وتعالى هو أمر أو أمور تعتبر من المعاصي، وهذه الأمور أو المعاصي هي التي يمنع ارتكابها والإقدام عليها، وهي المحرَّمة.

منها على سبيل المثال: القتل والزنا والسرقة والقذف وشرب الخمر والكذب والغيبة والنميمة وأمثالها، كلها أعمال حرام وفاسدة. ولكن هناك درجات مختلفة للحرام، وتنقسم إلى حرام بحد ذاته وحرام للآخرين

  • الحرام لذاته

ليست جميع الأفعال الحرام متساوية، فالكفر ليس مثل الكذب، والزنا ليس مثل فقدان البصر، وهناك أفعال تختلف في درجة حرمتها، والحرام هو ما يضر بذاته ولا يمكن فصله عنه، والمقصود هنا أن هذه الأفعال لا يمكن أن تكون حلالة، ومن أمثلة الأفعال الحرام لذاتها:

  • السرقة.
  • الربا.
  • القتل.
  • الخمر.
  • أكل لحم الخنزير.

فيما يتعلق بحكم الحرام بحد ذاته، فإنه لا يجوز فعله، والفاعل هو آثم، وإذا كان هناك آثار، فليس لها تبعات، وبشكل أكثر وضوح، يمكن توضيح ذلك بالاستناد إلى نفس الأمثلة السابقة كالتالي:

في المثال الأول، إذا قام شخص بسرقة محفظة نقود لغيره، فإن السرقة تعتبر حراما والسارق مذنب أيضا، ولا يعتبر هذا العمل مسببا شرعيا للامتلاك. فإذا قام الشخص بشراء أي شيء باستخدام النقود التي تم سرقتها، فإن كل ما يأتي من هذا المال حرام، ولا يمكن اعتباره ممتلكات شرعية، وبالتالي فإن تحويل هذه النقود إلى طعام أو ملابس لن يجعلها حلالا

شراء وبيع الخمور وشربها وحملها كلها أمور حرام، وكل من يشارك في هذه الأفعال يعتبر آثما، وتترتب على ذلك أفعال أخرى حرام، مثل بيع الخمور بسعر فاسد وغيرها

الزنا هو أمر محظور شرعا ويعاقب عليه، وكل ما يترتب عليه من أمور هو محرم شرعا

الزواج أو النكاح من أحد المحارم حرام وفاعله آثم، ولا يترتب عليه أي آثار، فإذا تزوج الرجل امرأة من أحد المحارم، فلا يحق له العيش معها، ولا يترتب عليها أي حقوق مثل الإرث وغير ذلك، ويعد هذا الفعل كزنا المحارم

  • الحرام لغيره

المحرم لذاته هو تحريم عارض، أي في وقت معين وليس في وقت آخر. وهذا يشير إلى أن المحرم لذاته هو الأقوى من المحرم لغيره، لأن المحرم لذاته أمر غير مشروع من الأصل، إذ تعرضت أصوله وأسبابه ووصفه للتشويش، وفقد ركنا من أركانه أو شرطا من شروطه. وكما سبق البيان، فإن الباطل شرعا لا يترتب عليه حكم.  

أما بالنسبة للمحرم على غيره، فإنه بحد ذاته مشروع ويمكن أن يكون له أسباب شرعية وتأثيرات مترتبة عليه، لأن التحريم هو أمر ثانوي وليس أمرا أساسيا في الأصل، ولذلك قال العلماء والأئمة الأربعة إن الطلاق البدعي هو طلاق صحيح يحدث، والسبب في ذلك هو أن التحريم على غيره لا يؤثر في الجوهر أو الوصف طالما تم استيفاء الأركان والشروط

التحريم في بعض الأحكام يأتي بسبب خطرها على المجتمع، وهذا النهي يأتي كتبعية وليس كأمر أساسي، كتحريم البيع بعد النداء الثاني في يوم الجمعة لأداء صلاة الجمعة، ومثال آخر هو النظر أو اللمس أو الخلوة بين الرجل والمرأة، وذلك لأن هذه الأفعال يمكن أن تؤدي إلى الزنا

أقسام المكروه

فيما يتعلق بمعنى المكروه، فهو الأمر الذي يجوز تركه بناءً على الامتناع، ولا يُعاقَب فاعله وإن كان مذمومًا، وهذا هو تعريف المكروه من حيث الحكم والنتيجة التيتعود على الشخص الملزم بالفعل. ويمكن القول أن المكروه هو الأمر الذي نهى عنه الشرع ويجب تجنبه.

ومع ذلك، فإن الأمر ليس إجباريًا، ويتضح ذلك من نتيجته، فلا يجزأ تاركه بالإقدام عليه، ولا يعاقب الفاعل، ويتضح ذلك من قول الله تعالى: `كل ذلك كان سيئًا عند ربك مكروهًا` [الإسراء: 38].

والمكروه منه المكروه باللفظ، مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ المَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ))، والمكروه والمكروه بالنهي مثل قول الله تعالى: ﴿ لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ﴾ [المائدة: 101].

والمكروه بذكر الثواب لمن ترك مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ، وَإِنْ كَانَ مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ)).

المكروه الرابع والأخير هو ترك النبي صلى الله عليه وسلم التنزه، على سبيل المثال قول النبي صلى الله عليه وسلم: `لا آكل متكئًا`.

أمثلة عن المكروه

بخصوص المكروه، فهو ما نص عليه الشريعة بتركه وليس إجبارا على تركه، مثل أخذ الأشياء أو إعطائها باليد اليسرى، وكذلك تابع النساء للجنائز، ومن ضمنها التحدث بعد وقت العشاء وكذلك الصلاة بثوب واحد دون أن يكون معلقا على الكتف

وكذلك الصلاة النافلة بعد الصبح حتى طلوع الشمس، وبعد العصر حتى غروب الشمس، ومن المكروهات التي ذكرها العلماء هو الشرب واقفًا أو واقفةً.

هل المال الحرام درجات

يختلف درجة المال الحرام وفقًا للحق الذي انتهك، فهناك حق الله في الربا الذي حرمه الله، وحق المسروق أو المغرر به في السرقة، وكل حق له درجته وقدره. وهناك درجات مختلفة للمال الحرام، حيث يمكن أن يكون أشد درجاته في الربا، على سبيل المثال.

الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس، وذلك لأنهم يزعمون أن البيع مثل الربا، ولكن الله حل البيع وحرم الربا. فمن جاءته نصيحة من ربه وترك الربا، فله ما سلف وأمره إلى الله. وأما الذين يعودون إلى الربا فأولئك هم أصحاب النار وهم فيها خالدون.” (من سورة البقرة، الآية 275).

من حصل على مال حرام، يجب عليه التوبة إلى الله، ولا يمكن الإعتبر التوبة صحيحة إلا بتحقق الشروط، ومن هذه الشروط التخلص من المال الحرام، ويوجد أنواع مختلفة من المال الحرام، وأسباب مختلفة للحصول على المال الحرام، فمنهم من يستولي عليه بالإكراه ودون موافقة صاحب المال.

مثل المال المسروق والمال المغصوب، ومن هذا أيضاً الفائدة الربوية التي تزيد على رأس المال والتي تؤخذ من الشخص المقترض، فإن الله سبحانه وتعالى سماها ظلماً وإن تم أخذها برضاء من المقترض، أو أن يكون ذلك المال تم أخذه منه بإرادته وبرضاه أي يكون المعطي والآخذ كلاهما اشتركوا في ارتكاب الفعل الحرام.

  • فيما يتعلق بالنوع الأول، فهو أخذ المال بالظلم من صاحبه، والواجب هو إعادة المال إلى صاحبه.
  • النوع الثاني هو ما أخذه صاحبه بالرضا ولم يعتبره الناس ظلمًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى