ما هي ثمرات الحياء في الآخرة
ما هو الحياء
هو رغبة الانسان المسلم بالتحلى بالخصال الحسنة ، و الاخلاق الفاضلة ، و السجايا الحميدة ، و عبارة عن امتناع الانسان المؤمن عن الافعال ، و الاقوال التي تسيء الى تعاليم الدين الاسلامي ، الاحياء هو قسم من اقسام الايمان ، و يثمر الخير ، و نيل رضا الله سبحانه و تعالى ، و اهم الاخلاق التي يجب ان تكون موجود في كل مسلم هي الحياء. و هناك الفرق بين الحياء والخجل .
و يوجد عدة انواع من الحياء ، و هي الحياء من الله سبحانه و تعالى ، و حياء من النفس ، و الحياء من الملائكة . و الحياء هو خلق الاسلام ، و الدليل على ذلك هو قول الرسول صلى الله عليه و سلم (إنَّ لكلِّ دينٍ خلُقاً، وخُلُق الإسلام الحياء ) . و قال اهل العلم ان اهم ثمرات الحياء في الاخرى هو الفوز بالجنة .
ما هي ثمار الحياء في الاخرة
- اولا : الفوزُ برضى اللهِ سبحانهُ وتعالى، والحصولُ على الجنةِ التي وعدَ بها اللهُ سبحانهُ وتعالى .
- ثانيا : الابتعاد عن الخطايا والذنوب، وضبط النفس، وهذه هي أيضا ثمرات الحياء في الدنيا.
- ثالثا : الحياء يجعل صاحبة يقوم بأمر بالمعروف ، و ينهي عن المنكر .
- رابعا : يمكن التقرب إلى الله سبحانه وتعالى من خلال أعمال الخير والطاعات .
- خامسا : يتسود المحبة والتقدير والاحترام في المجتمع الإسلامي، ويجب أن يكون الشخص المتحلي بالحياء متواضعا وصاحب سكين .
- سادسا : يتمتع الإنسان الذي يتميز بالحياء بشعبية كبيرة بين أفراد المجتمع .
- سابعا : يساعد الحياء على كسب صاحبه الشرف والوقار، ويدفع صاحبه إلى فعل الخير والأعمال الحسنة، بينما لا يكون سبباً في القيام بالأعمال السيئة والفواحش .
- ثامنا : يساعد الناس على تحقيق جميع الحقوق للجميع دون انتقاص أو نقصان، والسبب وراء ذلك هو الجهد والاجتهاد والتعامل بالعدل .
- تاسعا : ينال محبة ورضا الله سبحانه وتعالى، وينال محبة الوالدين ورضاهما، ومحبة واحترام المجتمع .
- عاشرا : يستطيع الإنسان الذي يتحلى بالحياء أن يرى نعم الله الكثيرة والتي لا تحصى، ويتمتع بهمة عالية .
- الحادي عشرا : يستره الله سبحانه و تعالى في الدنيا و الاخرة ، و يبعد عن كل اذى و مصيبة .
ما هي المفاهيم الخاطئة عن الحياء
اولا : يشعر البعض بالخجل من الإفصاح عن شرائعهم، مثل الخجل من بعض أقوال الناس، خاصة عندأداء بعض الفروض والسنن الإسلامية. وكما قيل، يعتبر الحياء من الأخلاق الحميدة، ومن المثاليات الإسلامية أن يكون الحياء سترًا للعورات .
ثانيا : الشعور بالخجل من الاستفسار و السؤال ، يخجل بعض الاشخاص من السؤال عن احد الفروض الدينية ، او اي امر يخص السنن النبوية ، بهذا يكون الشخص قد فوت عليه فرصة الثقافة ، و التعلم ، و يبقى جاهلا لا يعلم اله القليل من تعاليم الدين الاسلامي ، و الدليل على ذلك قول ابن عباس رضي الله عنه (اثنان لا يتعلمان مستحٍ و متكبّر ) . و الدليل على فرض الحياء و عدم الخجل ، قالت ام المؤمنين السيدة عائشة عليها السلام ، اثناء مدحها لنساء الانصار .
لانهم لم يترددوا ابدا في سؤال او ستفسار الرسول صلى الله عليه و سلم عن اي شيء يخص الدين الاسلامي ، و تعاليمه ، و فروضه ، و اركانه ، حيث قالت السيدة عائشة رضي الله عنها رحم الله نساء الأنصار لم يمنعهنّ الحياء أن يسألن عن أمر دينهنّ).
ثالثا : الخجل من انكار المنكرات و المعاصي، يوجد بعض الاشخاص يخجلون من انكار او رفض المنكرات ، و اذا كان الانسان لا يستطيع ان يقوم بنكر او رفض المنكرات مثل تدخين ، و شرب المحرمات ، و اي اشياء اخرى لقد نكرها الدين الاسلامي ، فسيكون هذا الشخص ضعيف الايمان ، و الشخصية ، و يكون الحياء معدوم عنده .
ما هي علاقة الحياء و الايمان
يعتبر الحياء من الايمان ، لان كلا من الحياء و الايمان يدعيان الى الايمان و التقرب الى الله سبحانه و تعالى ، و يبعد عنه الشر و الأذية ، فالحياء يمنع صاحبة من التقصير في حق الله سبحانه و تعالى ، و الملائكة ، و الرسول صلى الله علية و سلم . كما ورد في الصحيحين فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( لإيمان بضع وسبعون شعبة، أفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان ) .
احاديث نبوية عن فضل الحياء
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعاتب أخاه في الحياء، فقال له: إنك تستحيي، وكأنه يقول له إنه يضر بك. وفقاً لقول رسولالله صلى الله عليه وسلم
عليه وسلم: دعه، فإنّ الحياء من الإيمان .
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الحياء والإيمان مترابطان، فعندما يزداد أحدهما يزداد الآخر.
أخرج الإمام الترمذي في سننه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اسْتَحْيُوا مِن اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْتَحْيي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ: لَيْسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الاسْتِحْيَاءَ مِن اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَتَتذكَّر الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ»، (أخرجه الترمذي) .
و في القران الكريم ايضا ورد عن الحياء في سورة الاحزاب : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ) .
بُنِيَ عَلَى النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ بخُبْزٍ وَلَحْمٍ، فَأُرْسِلْتُ عَلَى الطَّعَامِ دَاعِيًا، فَيَجِيءُ قَوْمٌ فَيَأْكُلُونَ وَيَخْرُجُونَ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ فَيَأْكُلُونَ وَيَخْرُجُونَ فَدَعَوْتُ حَتَّى مَا أَجِدُ أَحَدًا أَدْعُو، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا أَجِدُ أَحَدًا أَدْعُوهُ، قَالَ: فارْفَعُوا طَعَامَكُمْ. وَبَقِيَ ثَلاثَةُ رَهْطٍ يَتَحَدَّثُونَ فِي الْبَيْتِ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَانْطَلَقَ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَقَالَتْ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، كَيْفَ وَجَدْتَ أَهْلَكَ، بَارَكَ اللَّهُ لَكَ. فَتَقَرَّى حُجَرَ نِسَائِهِ كُلِّهِنَّ، يَقُولُ لَهُنَّ كَمَا يَقُولُ لِعَائِشَةَ، وَيَقُلْنَ لَهُ كَمَا قَالَتْ عَائِشَةُ. ثُمَّ رَجَعَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَإِذَا ثَلاثَةٌ مِنْ رَهْطٍ فِي الْبَيْتِ يَتَحَدَّثُونَ – وَكَانَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – شَدِيدَ الْحَيَاءِ – فَخَرَجَ مُنْطَلِقًا نَحْوَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَمَا أَدْرِي آخْبَرْتُهُ أَوْ أُخْبِرَ أَنَّ الْقَوْمَ خَرَجُوا، فَرَجَعَ حَتَّى إِذَا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي أُسْكُفَّةِ الْبَابِ دَاخِلَةً وَأُخْرَى خَارِجَةً أَرْخَى السِّتْرَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَأُنْزِلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ»