احكام اسلاميةاسلاميات

ما هي انواع الفتوى

تشمل الفتوى جميع تصرفات العباد، لا يخرج عنها الاعتقاد، أو القول، أو العمل، وهذا يشمل علاقة المكلف بربه، وبنفسه، وبالآخرين، وبالدولة التي يعيش فيها، وعلاقة الدولة بغيرها من الدول في زمن السلم والحرب.

ينطبق الفتوى على مختلف المجالات، بما في ذلك العقيدة والعبادة والمعاملات والمال والاقتصاد والأسرة والسياسة والحكم والقضاء وغيرها.

معنى الفتوى

الفتوى هي إعلان الحكم الشرعي المسؤول عنه للمستفتي، وهي جواب المفتي على سؤال محدد، وتشمل هذه الفتاوى كل ما يتعلق بسؤال الحكم الشرعي وغيره، والمقصود هنا هو الحكم الشرعي المتعلق بالسؤال.

يقال: يُطلق على الفَتْوى الحكم الشرعي الذي يصدره الفقيه بناءً على سؤالٍ أُوجِّهَ إليه، وهي عبارة عن حكم الله تعالى المتعلق بأفعال المكلفين.

انواع الفتوى من حيث الحدوث

  • فتوى واقعية.
  • فتوى افتراضية.
  • انواع الفتوى من حيث المصدر

 الفتوى الفردية

الفتوى الفردية، عندما تتوافر فيها الشروط وتلتزم بالضوابط، تُعدُّ إحدى مظاهر حرية الرأي والتعبير، وتمثل شكلاً من أشكال التطور وتعتبر مرتبة مهمة ضمن مراتب الاجتهاد .

مع تطور المجتمع وازدهار حضارته، تطورت فقه الإفتاء وانتشرت بين الناس.

وذهب الإمام الشاطبي في كتابه “الموافقات” إلى أن الاختلاف في الفروع بين علماء الأمة المسلمة يعد رحمة، حيث يتيح هذا الاختلاف مدى من السعة للمسلمين .

الفتوى الجماعية

لاحظ الإفتاء الجماعي في العقود الأخيرة زيادة الاهتمام به، حيث خصصت له عدد من المؤلفات والأطروحات الجامعية والفصول والمباحث في عدد من التصانيف، كما تم مناقشته في ندوات ولقاءات علمية مرتبطة بهذا الموضوع .

مستويات ممارسة الفتوى الجماعية

  • توجد هيئات قارة تضم علماء مجتهدين من مختلف الأقطار والمذاهب الإسلامية، يجتمعون ويتدارسون القضايا المطروحة، ويصدرون الرأي بالاتفاق أو الأغلبية .
  • يوجد هيئات مشابهة ولكنها تقتصر علىعدد محدود من علماء الدين أو المذاهب الواحدة.
  • تتمثل الجمعيات العلمية في اجتماع عدد من العلماء بشكلٍ منتظم أو غير منتظم من قطر واحد أو عدة أقطار لدراسة قضيةٍ معينة وإصدار رأيهم الجماعي حولها
  • يقوم أحد العلماء أو مجموعة منهم بإصدار فتوى أو اجتهاد علمي، ثم يقومون بتقديمه لعدد من العلماء للدراسة والتقييم، ويتم صياغته بشكل مقبول لديهم .

انواع الفتوى من حيث الحكم

  • الإفتاء في الأحكام الاعتقادية:

تشمل المسائل التي يتم بحثها في أمور العقيدة، إلى جانب الإيمان بالله واليوم الآخر، العديد من الأمور الأخرى.

  • الإفتاء في الأحكام العملية:

يشمل هذا النوع من الأحكام جميع العبادات والمعاملات والعقوبات والأنكحة، وتشمل الأحكام التكليفية الواجبات والمحرمات والمندوبات والمكروهات والمباحات، بالإضافة إلى الأحكام الوضعية مثل الإفتاء بصحة العبادة أو التصرف أو بطلانهما.

 انواع الفتوى من حيث كونها عامة أو خاصة

  •  فتوى عامة

تتعلق هذه الفتاوى بأمور عامة تخص المسلمين أو المجتمع بشكل عام، مثل النوازل العامة والمشاكل العامة التي يواجهها المجتمع والفتاوى المتعلقة بتلك الأمور.

  • فتوى خاصة

تتعلق بسائل بعينه، وبحسب واقعة السؤال، وقد تتغير هذه الفتوى بسبب تغير جهات الفتوى. كما أن الفتوى الخاصة المبنية على أساس الضرورة لا تعم جميع الأحوال والأزمان والأماكن والأشخاص إذ إن الضرورة تقدر بقدرها، وهي حالة استثنائية تنتهي بمجرد انتهاء موجبها، ويجب السعي لإيجاد بديل عنها قدر المستطاع.

انواع الفتوى من حيث واقعة السؤال

  •  فتوى في المسائل التقليدية

يشار إلى الدراسات التي أجريت سابقًا حول هذه المسألة من قبل الفقهاء وعلماء الشريعة، ومن السهل معرفة الحكم الشرعي فيها من خلال الاطلاع على مصادر الفقه.

  • فتوى في النوازل المعاصرة والحوادث المستجدة، والفروع الجديدة:

هذه هي المسائل التي برزت في العصر الحديث ولم يتناولها الفقهاء المتقدمون في البحث، وتحتاج إلى النظر والبحث والتكييف الفقهي، وذلك بضوء أدوات الاجتهاد وفهم الواقع.

انواع الفتوى من حيث طريقة الصياغة

  •  فتوى مختصرة

يقتصر حكم المفتي الشرعي على بيان الرأي الراجح في المسألة، مع ذكر بعض الأدلة التي يستند إليها، وقد يتم إصدار الفتوى بدون ذكر الأدلة في بعض الأحيان. كما يشار في بعض الفتاوى المختصرة إلى آراء الفقهاء في المسألة بشكل مختصر، وذلك وفقًا للموضوع وحالة السائل وهدفه.

  • فتوى مطولة

تتمحور حول بيان الحكم الشرعي وعرض آراء الفقهاء في المسألة ونصوصهم وأدلتهم، ثم بيان الراجح من الخلاف الفقهي ودليله، وذلك حسب المقام وحال السائل وغرضه.

الفرق بين الفتوى والقضاء

فالفتوى هي: يتمثل الفرق بين الإخبار بالحكم الشرعي من جهة لا يمكن أن تلزم من أخبرته بسلطة القانون، وبين القضاء الذي يجبر على الإخبار بالحكم الشرعي.

نظرًا لتعقيد الكثير من القضايا المعاصرة التي يتم طرحها على المفتين، يتطلب الوصول إلى تصورها وفهمها وتكييفها وإدراك حكمها تضافر جهود العلماء وإصدار الرأي الذي يتفقون عليه.

عواقب الإقدام على الإفتاء من غير المؤهلين

  • يعتبر الانغلاق والتزمت شائعين، ويتيح للمستشار القانوني الذي يصدر الفتوى لنفسه أن يلتزم بما اختاره دون التزام آراء الآخرين.
  • يؤدي إلى تفشل ظاهرة الاستمرار في التهرب من الواجبات عن طريق استغلال الرخص والإذنيات .
  • يؤدي إلى حالة الفوضى في الإفتاء.
  • تمثل هذه الفكرة تصورًا خاطئًا لأعداء الإسلام والمسلمين، إذ تتيح لهم فرصة للتشكيك في الدين والطعن في قيمه ومبادئه، بزعم أن المفتين يحرمون ويحللون حسب رغباتهم ومصالحهم الخاصة، وأنهم يسعون لتحقيق مصالح آنية .

حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من عواقب الإفتاء بغير علم، حيث نقل الشيخان في صحيحيهما عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

يؤكد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله لا يأخذ العلم بشكل جماعي من الناس، وإنما يأخذ العلم بواسطة المتعلمين. وعندما ينفد العلماء، يصبح الناس يتبعون جهلاء يحاولون الإجاب على الأسئلة ويعطون إجابات خاطئة، مما يؤدي إلى الضلال والخطأ، وهذا ما يشير إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم

شروط وضوابط الفتوى

يجب أن تحتوي الفتوى على ما يلي بغض النظر عن نوعها:

  • أن تكون ألفاظها محررة.
  • يجب أن لا تكون الفتوى بألفاظ مجملة (متعددة الاحتمالات).
  • أن لا تشتمل الفتوى على جزم بأنها حكم الله، إلا بنصٍّ قاطع أما الأمور الاجتهادية فيتجنب فيها ذلك، وقد استدل العلماء على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك، فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا؟ [أخرجه مسلم].
  • يجب أن تكون الفتوى موجزة وواضحة وتلبي احتياجات المستفتي.

صفات المفتي

وقال النووي أيضًا: يجب أن يكون المفتي معروفًا بورعه وديانته الظاهرة والصيانة الباهرة.

وكان مالك رحمه الله يعمل بما لا يلزمه الناس، ويقول: لا يكون شخصًا عالمًا حتى يعمل في مجال خاص به ولا يلزم الناس، ومثال على ذلك قصة شيخه ربيعة.

وينبغي للمفتي أن يكون حذرًا من تلبيس إبليس الذي لبس به على بعض المنتسبين إلى الفقه؛ فيما ذكره ابن الجوزي بقوله: (ومن ذلك: أن إبليس لبس عليهم بأنَّ الفقه وحده علم الشرع، ليس ثم غيره، فإن ذكر لهم محدثٌ قالوا: ذاك لا يفهم شيئًا، وينسون أنَّ الحديث هو الأصل، فإن ذكر لهم كلام يلين به القلب قالوا: هذا كلام الوعاظ.

ومن ذلك: إذا توقفوا عن إصدار الفتاوى ولم يتخذوا قرارًا، فسيكون ذلك أفضل، بدلاً من إصدار فتاوى خاطئة والتي قد تتعارض مع النصوص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى