ما هي الوصية ؟
لا يموت أحد من عباد الله جل شأنه إلا ويبدأ ذريته أو ورثته في تقسيم ميراثه، الذي ورثوه عنه، أي تركه. ولكن، يجب أولا التحقق مما إذا كان المتوفي مديونا أم لا؛ لأن الدين الإسلامي يشترط سداد الديون. ثم يجب التحقق من وجود وصية جزئية تتضمن توصية المتوفي بتقسيم جزء من ميراثه لورثة محدد أو شخص آخر. بعد ذلك، يتم تقسيم الميراث بين الورثة وفقا لحصتهم، كما جاء في الدين الإسلامي .
تعريف الوصية :- الوصية بمعناها العام هي أن يقوم الفرد أو الإنسان، وذلك في حياته، بالتبرع إلى شخص ما أو جهة ما. وتكون تنفيذ تلك الوصية موجبة بمجرد وفاته وقبل أي تقسيمات أخرى لتركته أو ميراثه على الورثة الشرعيين له. وقد اجتمع علماء المسلمين من الحنفية والشافعية والحنبلية على جواز تنفيذ وصية المتوفي للوارث، ولكن بشرط أن تكون مرضية أو متوافق عليها من بقية الورثة الشرعيين. وإذا اجتمعوا على الموافقة على ما جاء في تلك الوصية، فإنها ستنفذ، وإذا لم يجتمعوا على القبول بها فإنها لا تنفذ في تلك الحالات، بينما رأى المذهب المالكي أنه لا يجوز قبول الوصية للوارث من الأساس، وإنما تكون ملزمة للورثة الشرعيين فقط. وإذا أحب الورثة تنفيذ الوصية وقاموا بتنفيذها، فإنها في تلك الحالة تكون تبرعا، وتسري عليها أحكام التبرع وليست أحكام الوصية الشرعية. ويجب مراعاة أن تكون الوصية لغير الوارث في حدود الثلث فقط من التركة، حيث حدد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم نسبة الوصية للصحابي الذي كان يريد أن يوصي، حيث قال له: “الثلث والثلث كثير”. وإذا كانت الوصية تشمل نصيبا للوارث أكثر من الثلث، فإن ما زاد عن الثلث يجب أن يتم تنفيذه عن رضا الورثة الشرعيين .
أركان الوصية الأساسية :-
أولاً :- الموصي :- و هو المتوفي وهو صاحب الوصية في الأصل أي الذي صدرت فيه الوصية .
ثانياً :- الموصي له :- وهو ذلك الشخص أو المؤسسة التي صدرت من أجلها الوصية .
ثالثاً :- الموصي فيه :– وهو ذلك المال أو العقار ، و ما إلى خلافه .
رابعاً :- صيغة الوصية :- حيث يجب أن تكون شاملة شرط القبول ، حيث يكون الإيجاب من الموصي و القبول من الموصي إليه .
أنواع الوصية :- توجد العديد من أنواع الوصية بما في ذلك:-
أولاً :- الوصية الواجبة هي تلك التي يخصص الموصي فيها ماله لرد الديون والودائع والأمانات، ولا يعلم بها إلا الموصي، وتعتبر هذه الوصية قضاء للحقوق الشرعية، سواء كانت لله عز وجل مثل الكفارات والزكاة، أو لأشخاص آخرين مثل الودائع والديون، أو لرد المغصوب أو المسروق وغيرها من الأمور .
ثانياً :- – الوصية المستحبة: هي الوصية الموجهة للأقارب غير الورثة الشرعيين للمتوفى، وكذلك للمساكين والفقراء، أو للجمعيات الأهلية وجهات الخير المتعددة .
ثالثاً :- – الوصية المحرمة: هي الوصية التي توصية محتواها خاص بمعصية أو ذنب، مثل توصية ببناء كنيسة أو معبد أو مرقص أو دار نشر للكتب الضالة، أو كيفية الإضرار بالورثة أو التحيز لوارث وتجاهل الآخرين .
رابعاً :- – الوصية المكروهة: – وهي تلك الوصية التي تكون مشابهة لوصية من فقير ومحتاج .
خامساً :- الوصية المباحة هي نوع من الوصية يتم تقديمها من غني للأغنياء من الأقارب أو حتى من الأجانب لهم .
شروط صحة الوصية :- يجب مراعاة الشروط التالية لصحة الوصية:
أولاً :- أن يكون الموصي أو المتوفي مؤهلاً للتبرع .
ثانياً :- يجب أن يكون هو من اتخذ القرار بشأن الوصية دون إكراه .
ثالثاً :- – الشيء الموصى به يجب أن يكون هو مالكه .
رابعاً :- لا يمكن الاعتمادعلى جهة معينة لأنصحنا بها، سواء كانت جهة خير أم معصية .
خامساً :- يتعين عدم إرث أكثر من ثلث المال للورثة الشرعيين، خاصةً إذا كان هناك ورثة شرعيون آخرون .
سادساً :- يتطلب الحصول على الإيجاب من الموصي إما عن طريق القبول أو الكتابة أو الفعل قبل وفاته وقبول الموصى به بالوصية .