ما هي النسبة المئوية التي يستخدمها الدماغ البشري ؟
هناك العديد من أفلام الخيال العلمي والمسلسلات التي تتحدث على القدرة الجبارة للعقل البشري وأن البشر لا يستخدمون كل هذه القدرة الحقيقية التي لديهم، وسبب هذا هو النظرة التي تم تداولها كثيراً بين الناس عن أن الإنسان يستخدم جزء من قدراته العقلية المقدرة ب 10% أما ال90% الباقي لا يستخدمها الإنسان.
علم النفس العصبي
ظهرت العديد من المسلسلات والأفلام التي تتحدث عن وجود جهاز أو عقار يمكن أن يزيد من قدرات الدماغ وجعل الإنسان خارقًا بذكائه وقوته العقلية، مما يمكنه التحكم في الأشياء بالقوة العقلية والقيام بمهام خارقة أخرى.
في حقيقة الأمر أن هذه النظرية تعد شيقة للغاية ومن الممكن أن نحقق العديد من الإنجازات إذا استطعنا أن نصل إلى استخدام القدرات الكاملة للدماغ البشرية فإذا كانت هذه النظرية حقيقة وأننا نستخدم 10% فقط من قدراتنا العقلية وقد وصلنا بهذا القدر المحدود من القدرة البشرية إلى كل هذه الإنجازات التي توصلت إليها البشرية من اختراعات واكتشافات وفنون وغيرها من الأمور المذهلة التي توصلت إليها البشرية فسيكون من الرائع التوصل إلي إمكانية استخدام القدرة العقلية بشكل كامل.
للأسف، تم تأكيد عدم صحة هذه النظرية، وأن الإنسان يستخدم كل قدراته العقلية في جميع الوظائف، مثل حل المشاكل والتعرف والعمل والتفكير والاختراع والقدرة على الفهم والحس. أثبت العلماء أن جميع أجزاء الدماغ تعمل في الأعمال اليومية التي نقوم بها، وذلك بواسطة تقنيات حديثة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير بالإصدار البوزيتروني التي تصور الدماغ أثناء العمل.
أثناء البحث في مختلف مناطق الدماغ والدراسات المتعددة التي أجريت حول هذا الأمر لقياس نشاط الخلايا العصبية الفردية، لم نتمكن من اكتشاف أي منطقة غير نشطة في الدماغ أثناء أداء الأفراد لأي نشاط، مثل قراءة هذه المقالة الآن. جميع أجزاء العقل المتعلقة بالقراءة والفهم والحفظ والرؤية تعمل بكامل قوتها دون أي جزء غير نشط.
ومن الانتقادات الموجهة لهذه الأسطورة أن الأفراد الذين يصابون بتلف في الدماغ بسبب السكتة الدماغية أو التسمم بأول أكسيد الكربون أو إصابة في الرأس، من الممكن أن تؤثر هذه الإصابات على ال 90 % التي لا يستخدمها الإنسان مما يجعله يعيش بطريقة عادية بال 10% المعتاد على استخدامها، ولن يؤثر هذا في عمله اليومي، بالإضافة إلى هذا فإن بعض الدراسات أثبتت أن تلف ولو أجزاء بسيطة من الدماغ قد يسبب العديد من المشكلات في النطق أو التذكر وغيرها من الأمور.
أصل أسطورة الدماغ البشري
تأتي الجاذبية الكبيرة لهذه الأسطورة بسبب ما يمكن فعله بكل هذه الإمكانيات التي نستطيع عملها بالقوة الكاملة للعقل عند فتح أبواب عقلك، وهناك العديد من البشر يعتقدون بهذه الأسطورة بسبب الكتب ومحاضرات المساعدة الذاتية وما تم ترسيخه في بعض الدراسات في علم الأعصاب قديماً والتي تحتوي على العديد من الأخطاء.
يمكن تشبيه هذه الأسطورة بالرسائل التي تقدمها الكتب والرسائل التي تهتم بتحسين الذات وتنمية البشرية، حيث توفر العديد من الطرق لتعزيز قدراتك.
على سبيل المثال، واحدة من أبرز الكتب في مجال التنمية البشرية وتحسين الذات هي كتاب `كيف تكتسب أصدقاء وتؤثر في الناس`، الذي يذكر في مقدمته أن الشخص العادي يمكنه تطوير فقط 10% من قدراته العقلية. ويرجع هذا الرقم إلى عالم النفس ويليام جيمس، الذي يقول إن الفرد قادر فقط على استخدام قدرة عقلية أعلى مما يستخدمه فعليا. ويزعم أن أينشتاين كان يستخدم فقط 10% من قدراته، ولكن هذه المزاعم غير صحيحة ولم يتم تأكيدها بشكل علمي.
نسبة استخدام الإنسان للعقل البشري
في النهاية، كما أوضحنا سابقا، يستخدم الإنسان كامل قواه العقلية في كل الوظائف التي يعمل بها في حياته بشكل عام، والتي يتحكم فيها مثل القراءة والكتابة والتفكير، والتي لا يتحكم فيها مثل التنفس أثناء النوم وغيرها من الأمور الأخرى. ومع كل هذه الاختراعات، لا يمكن أن تبرر صحة هذه النظرية، وكما قال العبقري إديسون مخترع المصباح الكهربائي، فإن واحدا فقط من المئة هو إلهام، والـ99% الباقية هي جهد.