ما هي النجاسات التي تبطل الصلاة
يأمر الإسلام بطهارة المسلم ونظافته وضرورة تخلصه من الأقذار، وبالمعنى الاصطلاحي، النظافة تعني إزالة النجاسة. فما هو النجس؟ وما هي النجاسات التي تبطل الصلاة؟ النجاسة تعني القذارة في اللغة، والنجس هو ما يكون قذرا أو غير طاهرا، وفي الشريعة الإسلامية، هي القذارة المحددة التي تحول دون صحة الصلاة.
يجب على المسلم تجنب النجاسات أولا، وإذا حدثت عليه فعليه التطهر منها، وذلك تنفيذا لأمر الله تعالى في كتابه العزيز الذي أمر فيه بتطهير الثياب، كما قال تعالى في الآية الرابعة من سورة المدثر “وثيابك فطهر”، وكما قال في الآية الثانية والعشرين من سورة البقرة “إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين”. ولأهمية النظافة في الإسلام، وضع علماء الفقه قواعد وأحكام التطهير في فروع الفقه، وتناولت كتب الطهارة هذا الموضوع بشيء من التفصيل، وأكدت السنة النبوية المطهرة على أن النظافة جزء من الإيمان، فقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “الطهور شطر الإيمان.
ما هي النجاسات التي تبطل الصلاة
أشار العلماء إلى وجود أنواع مختلفة من النجاسات التي يتعين إزالتها وغسل الثياب والأجسام منها، وتتضمن هذه النجاسات ما يلي:
النجاسات العينية هي التي يتوجب التطهر منها وإزالة آثارها عن الثوب، ومنها
1 – يتشابه بول الإنسان، سواء كان كبيرا أو صغيرا، مع بول الحيوانات. وقد اختلف العلماء فيما يتعلق بنجاسة بول الحيوان الذي يؤكل لحمه، أما بول الإنسان فيعتبر نجسا جميعه، ويجب غسل الجسم أو الثوب إذا تعرض لملامسته.
2- دم الإنسان، وقد اختلف العلماء في تصنيفه كنجس أو طاهر، فبعضهم قال إنه نجس وبعضهم قال إنه طاهر، ولكن إذا خرج من أحد الممرين فإنه يعتبر نجسا.
يجب تجنب شرب الدم المسفوح الناتج عن ذبح الحيوان، باستثناء الدم المتبقي في عروق الحيوان بعد الذبح، حيث لا يعتبر مسفوحًا.
روث وبول ممنوعون من تناول لحوم الحيوانات التي حظرها الدين مثل الخنازير والكلاب وغيرها.
يشير المذي إلى الماء الرقيق الذي يخرج من الإنسان بسبب الشهوة، ويتم تنظيف الثوب منه بإراقة كف من الماء فوقه.
المني هو الماء الكثيف الذي يخرج من الإنسان بالشهوة، وإذا وصل إلى الثوب يتم تطهيره بفرك المني وغسله، وإذا بقي بعضه فإن الصلاة جائزة ولا تؤثر على صحتها.
القدر المعفي عنه من النجاسات
اختلف العلماء الفقهاء في تحديد القدر المعفي عنه من النجاسات، وهو الذي لا تبطل الصلاة به، فقد ذهب فقهاء المذهب الحنفي إلى التفرقة في النجاسة حيث قالوا أنها نوعين نجاسة مغلظة كالبول، ونجاسة مخففة كبول ما يؤكل لحمه، وأما القدر المعفي عنه في الصلاة من النجاسة المغلظة ما مقداره درهم أو أقل.
وبالنسبة إلى القدر الذي يمكن إعفاؤه في الصلاة، فإنه يكون إذا لم يتعد حجم الثوب ربعه أو إذا لم يكن الموضع ملوثا بالنجاسة المستوردة، ومع ذلك، قدم فقهاء المذهبين المالكي والشافعي أن القدر الذي يمكن إعفاؤه في الصلاة من النجاسة هو مقدار درهم، ولكنه يكون من الدم والقيح دون غيرهما من النجاسات بسبب صعوبة تفاديهما، أما فقهاء المذهب الحنبلي فقد قالوا إن القدر الذي يمكن إعفاؤه هو مقدار قليل من الدم باستثناء دم الحيوانات النجسة.
الشك في وجود النجاسة أثناء الصلاة
يرى بعض العلماء أنه لا يجوز للمصلي أن ينصرف من الصلاة إذا شك في وجود نجاسة على ثوبه، سواء كان يصلي لوحده أو كان إماماً، ويجب عليه إكمال الصلاة لأن المبدأ الفقهي يقول بأن الحكم يستند إلى اليقين، والأصل في الإنسان هو الطهارة ما لم يتيقن وجود النجاسة.