ما هي النار الأزلية
النار الأزلية هي عبارة عن شعلة نارية تنتج بشكل طبيعي في حقل بابا كركر في العراق نتيجة لتفاعلات الغازات الطبيعية والبترول الموجود في باطن الأرض. وهذا التفاعل مع البترول الطبيعي بفعل العوامل الطبيعية مع القشرة الأرضية مما يؤدي إلى إنفجارات أرضية وخروج لمجموعة من النيران المتناثرة في أماكن عديدة حول البئر البترولي
تاريخ النار الأزلية
تعود أصول الاستخدام المستمر للنفط إلى العصر العثماني القديم، حيث تم استخراج البترول من حقل بابا كركر في العراق، وكان يتدفق بكميات كبيرة ابتداء من عام 1927. كان العثمانيون يستخرجون البترول بطرق بدائية للغاية، وهذا أعطى فكرة للاحتلال الإنجليزي في ذلك الوقت للعمل على إنشاء البنية التحتية لحقل النفط واستغلاله فيما بعد.
بدأت عمليات التنقيب واستخراج النفط من حقل بابا كركر في العراق بشكل مستمر في عام 1934، ويعتبر هذا الحقل واحدًا من أكثر حقول النفط وجودًا في العراق، ويعد من بين أقدم الحقول التي تم اكتشافها قبل الحقول النفطية في المملكة العربية السعودية .
تعد جمهورية العراق من أكبر الدول العربية التي تحتوي على أكبر احتياطي نفطي في العالم ويعد النفط العراقي من أكثر الموارد الهامة التي تعتمد عليها الحياة الاقتصادية في البلاد. وتشير العديد من الإحصائيات أن العراق تمتلك أكثر من ١٤٠ مليار برميل بترول معروف مكان وجودهم في أماكن متفرقة من العراق وقد تزيد عدد البراميل النفطية إلى نحو ٢٢٠ مليار برميل في المستقبل جميعها يتركز وجودها في الجنوب من العراق ويتم تصديرها تباعا إلى ميناء البصرة إلى كل دول العالم .
حقل بترول بابا كركر
يعد حقل بترول بابا كركر في محافظة كركوك بالعراق من أشهر الحقول البترولية في الشرق الأوسط والعالم، ويعد من أكبر الحقول البترولية التي تم اكتشافها حتى الآن، والثاني من حيث الحجم بعد حقل الغوار في المملكة العربية السعودية، والخامس عالميا من حيث حجم الإنتاج من البترول والغاز الطبيعي .
تعتبر حقل بابا كركر واحدة من أكبر حقول النفط في العراق من حيث الإنتاج، حيث يصل إنتاجه اليومي من البترول إلى أكثر من 100 ألف برميل. استمر الإنتاج بهذا المستوى لفترة طويلة حتى وصلت حاليا إلى 35 ألف برميل يوميا فقط. تم اكتشاف هذا الحقل، المعروف أيضا باسم النار الأزلية، في عام 1927، ودخل إلى الإنتاج العالمي والدولي في عام 1934 بعد إنشاء البنية التحتية اللازمة وشبكة الأنابيب. تم نقل النفط من مدينة كركوك في العراق إلى ميناء حيفا في فلسطين عبر طرق مرور تشمل طرابلس ولبنان. تم إغلاق الممر النفطي الذي يمر في سوريا عندما اندلعت الحرب الإيرانية في عام 198 .
سبب تسمية النار الأزلية
يرجع السبب في تسمية حقل بترول بابا كركر في كركوك بالعراق إلى العوامل الطبيعية وطبيعة الأرض البترولية وتفاعلها مع القشرة الأرضية ؛ مما يؤدي إلى خروج النار من الأرض واحتراق الغازات والبترول الموجود في داخل الحقل البترولي هذا إلى جانب العديد من الانفجارات والحرائق البترولية بشكل مستمر و التي لا تنطفيء أبداً حتى أن العديد من رعاة الأغنام يستخدموه لتدفئة الأغنام الخاصة بهم في حالة البرودة الشديدة في الشتاء.
تتميز هذه البئر النفطية بقدرتها على الاحتفاظ بلهب النار في جميع الظروف الجوية والطبيعية المختلفة، ففي فصل الشتاء ومع هطول الأمطار وانخفاض درجات الحرارة، تبقى النار مشتعلة في البئر ولا تنطفئ أبدًا، وتخرج منها ألسنة من اللهب وتتدفق النفط على سطح الرمال .
حقل البترول الموجود في كركوك، المعروف بالنار الأزلية، هو أحد أهم حقول البترول في العراق، حيث يحتوي على حوالي 10 مليارات برميل من النفط الذي لم يتم اكتشافه بعد. وتصل سعته الاستخراجية للبرميل الواحد إلى أكثر من مليون برميل يوميا. ومع ذلك، تم تسجيل انخفاض كبير في إنتاج البترول، حيث أصبحت السعة الإجمالية للحقل الواحد 150 ألف برميل بترولي يوميا
بابا كركر و النار الخالدة
يشتهر حقل بترول بابا كركر بالنار الخالدة التي لا تهدأ أبدا وتستمر طوال العام ، فيعتبر حقل بترول بابا كركر في محافظة كركوك العراقية من أكبر حقول البترول مساحة وإنتاجية على مستوى العالم بعد الحقل البترولي الكبير في المملكة العربية السعودية وهو حقل الغوار والذي تم اكتشافه في عام 1948.
والنار الخالدة نسبة إلى حقل بابا كركر والموجودة بإستمرار في وسط الحقول النفطية الموجودة في المنطقة التي إحترقت واحترق الغاز الموجود في داخلها على مدار السنوات الطويلة التي تصل إلى أكثر من 4000 عام . وترجع الدراسات التاريخية إلى القول بأن هذا الحقل يرجع إلى سنوات طويلة قبل الميلاد ومن قبل معرفة استخدام النفط كأحد أهم وأبرز السلع على مر التاريخ ؛ حيث يرجع تاريخ اكتشاف بئر بابا كركر للبترول إلى عصر الكاتب اليوناني القديم هيرودوت إلى العام 425 قبل الميلاد.
كانت هناك العديد من القصص حول طبيعة الأرض التي تنبعث منها النار، وأن لهذه الألسنة اللهبية قيمة رمزية كبيرة بالنسبة لسكان منطقة كركوك. كانت هذه النيران تستمر بلا توقف وتستخدم كوسيلة للتدفئة في الماضي، حيث كان يستخدمها رعاة الأغنام لتدفئة ماشيتهم وحيواناتهم التي تساعدهم في الزراعة خلال فصل الشتاء .
تنتمي إلى القصص المضحكة والغريبة إلى حد ما، ومن بين استخدامات الألسنة اللهب الأبدية المستمرة، كانت النساء يلجأن إلى بئر بابا كركر للحصولعلى بركة لإنجاب طفل ذكر، وذلك بسبب تعبيرهن عن الخير والرزق الواسع والقوة التي تنبع من الألسنة اللهب المستمرة التي تنبعث من البئر.
تعود ألسنة اللهب المشتعلة إلى وجود العديد من الغازات الطبيعية والنفط المتسرب من الشقوق والصخور الكبيرة المنتشرة في منطقة بابا كركر في كركوك. كان النفط يتدفق منها بسرعة كبيرة طوال الوقت عبر الصحراء، مما تسبب في تهديد سكان المنطقة ومحاصيلهم وممتلكاتهم، وكان يشكل تهديدا على حياتهم أيضا بسبب تسرب الغاز الطبيعي والنفط إلى مياه الشرب التي يستخدمونها .
النار الأزلية من منظور قديم
كانت أرض البترول في العراق سابقا تشكل كتلة صخرية ضخمة في منطقة صحراوية صغيرة غنية بالنفط والغاز الطبيعي، وهي معروفة بحقول بابا كركر النفطية القديمة. كانت هناك نار مستمرة تشتعل طوال العام تخرج منها، وكانت تعد مركزا للعديد من الطقوس الدينية التي كانت تمارس في العراق القديم قبل الإسلام. كان الناس في الماضي يعقدون بها ولائمهم واجتماعاتهم لطرد الأرواح الشريرة والشياطين وطلب الأمن والبركة .
كان المزارعون في الأزمنة السابقة يستخدمون الطين الخارج من الأرض لدهن وتنظيف جلود الحيوانات لحمايتهم من الحيوانات المفترسة والأرواح الشريرة. يعود ظهور تلك الغازات خارج الأرض إلى تسربات ناجمة عن خروج الغازات من التشققات الأرضية وتلامستها مع الصخور الصغيرة وتشبعها بالهواء الخارجي المحمل بغاز الأكسجين. يتم خروج الغاز ثم انتشاره في الصحراء .