ما هي ” المعوذات ” ؟
تعريف المعوذات
معروف أن المعوذات هي الثلاث سور الخاتمات في كتاب الحق سبحانه وتعالى، ومعروف أيضا أنها الثلاث سور الأفضل في جميع الكتب السماوية المنزلة، سواء كانت التوراة أو الزبور أو الإنجيل، بالإضافة إلى الفرقان العظيم، وذلك لأن قراءة المعوذات لها فضل عظيم، وفيما يلي سيتم توضيح الشرور التي تحمينا منها المعوذات؛
الشرور المستعاذ منها في هذه السور
- شر سائر المخلوقات ، وذلك لقوله تعالى ” مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ” ، اي من شر جميع المخلوقات سواء في الدنيا ام في الاخرة، فهنا الانسان يستعيذ من شر الشياطين ومن شر الانس ومن شر الجن ومن شر الهوام ومن شر السِّباع ومن شر النفس ومن شر ومن شر الهوى ومن شر العمل ، وذلك بالاضافة الى نفس المستعيذ.
- يحدث الشر في الليل عندما يقترب الظلام، ويدل على ذلك قول تعالى: `ومن شر غاسق إذا وقب`، وهنا يعني `الغاسق` الظلام الشديد ووقت حدوثه. ويحدث الشر بشكل أكثر خلال هذا الوقت، ويصعب تجنبه. وقد حكى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نظر إلى القمر في ليلة ما وقال لعائشة رضي الله عنها: `استعيذي بالله من شر هذا، فإن هذا الغاسق إذا وقب`.
- وفي مقولة أخرى، يقال إن الغاسق يشير إلى كل شر يتعرض له الإنسان، فالشر يرتبط دائمًا بالسواد والظلمة، بينما الوقوب هو الهجوم.
- الاستعاذة من شر كل نفس خبيثة تشمل الوقاية من السحرة الذين يربطون العقد وينفثون عليه. والدليل على ذلك هو قوله تعالى `ومن شر النفاثات في العقد`. والنفث هنا يشير إلى نفخ الهواء بالنفس من الفم، وعلى الرغم من أن النفث عمل عام، إلا أنه مشهور بما يقوم به السحرة، حيث يربطون خيوطا ثم ينفثون عليها بالتعاويذ والرقى المعروفة لديهم، بهدف إيصال الشر إلى الأشخاص المستهدفين بواسطة نفوسهم الشريرة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى قتل الأبرياء أو إثارة النزاعات بين المحبين أو حدوث طلاق أو تعطيل الرزق وغيرها من أنواع الفساد في الأرض. ولكنهم لن يلحقوا ضررا بأي شخص إلا إذا أرادوا ذلك.
- كما جاءت العديد من الاحاديث الصحيحة التي تثبت ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان دائم القراءة للمعوذات ، كما كان ينفث حين قرائتها نفس الخير لا محالة ، ومن هنا يتضح ان كل نفس تنفث ما وقر بداخلها ، وان النفث ماهو الا ايصال للقوة الروحانية وذلك الى مايراد وصول الاثر له ، وهذا دليل على ان النفث شرا وخيرا.
- أسوأ المتحاسدين، وذلك لأنهم يتمنون أن تزول النعم عن أصحابها، ويدل على ذلك قوله تعالى `ومن شر الحاسدين إذا حسد`، أي الذي يظهر حسده ويعمل بجهده لجلب سوء الحظ للمحسود، ولذلك فإن ضرر الحسد كبير بسبب ما يصيب به الحاسد، ويدل على ذلك أيضا حديث علي رضي الله عنه `لله در الحسد ما أعدله، بدأ بصاحبه فقتله`
- يتم الاستعاذة من شر شيطان الجن والإنس، حيث يُوسوس لنا شيطان الجن ويُنفِّذ لنا شياطين الإنس، وقد يُوسوس لنا أيضًا.
الوقت المستحب فيه قراءة المعوذات
ينبغي قراءة أو الاستماع إلى المعوذات الثلاثة “سورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس” ثلاث مرات بعد صلاتي الفجر والمغرب، وفيما يتعلق بالصلوات الأخرى، ينبغي قراءتها مرة واحدة فقط، وجاء هذا التفصيل في مجموع حديثين صحيحين وليس فقط في حديث واحد، وكما يستحب أيضا قراءة آية الكرسي في هذه الأوقات .
أما بالنسبة للحديث الأول ، حديث عن عبد الله بن خبيب رضي الله ، أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال له : ” قُلْ : ” قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ” ، وَالمُعَوِّذَتَيْنِ ، حِينَ تُمْسِي وَتُصْبِحُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ” وهذا الحديث رواه الترمذي ، حيث قال الترمذي ، هذا حديث صحيح وحسن ، ولكن يجب الانتباه إلى أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم ، ” حين تمسي وتصبح ” تعتبر أعم من أعقاب صلاة الفجر وصلاة المغرب ، اي لو تم قرأة هذه السور الثلاثة من بعد الفجر حتى طلوع الشمس ، ومن قت العصر حتى غروب الشمس ، سوف يتحقق فضلها له إن شاء الله .
وأما بالنسبة للحديث الثاني ، فهو ما تم روايته من قبل عقبة بن عامر رضي الله عنه حيث قال ، ” أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، أَنْ أَقْرَأَ بِالْمُعَوِّذَاتِ ، فِي دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ ” وهذا الحديث تم اخراجه في “المسند” وفي “السنن” و “ميزان الاعتدال”، واما بالنسبة
وتمت صياغة هذه الروايات بصيغة الجمع بعبارة `أن أقرأ بالمعوذات`، وذلك من خلال التواتر بين يزيد بن محمد وعلي بن رباح وعقبة بن عامر. أما صياغة `بالمعوذتين` بالصيغة المثناة، فجاءت من خلال التواتر بين ابن لهيعة ويزيد بن أبي حبيب وعلي بن رباح وعقبة بن عامر. والمقصود بـ `أن أقرأ بالمعوذات` هو قراءة الثلاث سور، وذكر سورة الإخلاص معهم للتأكيد، وذلك بسبب تضمنها صفات الله عز وجل، حتى لو لم يتم ذكر التعويذة بالحرف .
وقد تم تضمين إخراج أصحاب السنن الثلاثة أحمد وابن حبان وابن خزيمة للحديث المذكور عن عقبة بن عامر، حيث قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، تعوذ بهن، فإنه لم يتعوذ بمثلهن، واقرأ المعوذات بعد كل صلاة. ولذلك، فمن المشهور والمعتاد عند جمهور العلماء أنه ينبغي قراءة قول: `قل هو الله أحد`، و `قل أعوذ برب الفلق`، و `قل أعوذ برب الناس` بعد كل صلاة، ويجب أيضا تكرارها ثلاث مرات بعد صلاة الفجر والمغرب، أو يمكن أن يقرأها كل فرد بقدر استيعابه.
والدليل على أهمية قراءة المعوذات قبل النوم هو قول السيدة عائشة رضي الله عنها إن الرسول الكريم كان يجمع كفيه عندما يستلقي على فراشه، ثم ينفث فيهما ويقرأ سورتي `قل هو الله أحد` و`قل أعوذ برب الفلق` و`قل أعوذ برب الناس`، ثم يمسح جسمه بهما قدر ما يستطيع، وكان يبدأ بالرأس والوجه ثم يمر إلى الجسم الباقي. ويعتبر وقت قراءة آية الكرسي قبل النوم أيضا من الأوقات المستحبة (4982).