امراض نفسيةصحة

ما هي المازوخية

تُعد المازوخية حالة من الحالات النفسية القاسية في الطب النفسي، والتي تؤدي إلى حدوث أضرار كبيرة للفرد وللمحيطين به، وتتضمن أعراضها وطرق علاجها .

ما هي المازوخية

المازوخية ، أو الماسوشية ” Masochism ” وهو اضطراب نفسي يتم من خلاله إشباع حاجة مُعيدة بوجود الألم النفسي ، وتم اشتقاق هذا المصطلح من اسم ” شوفالييه ليوبولد فون ساشر ماسوشي ” ، وهو شخص من النمسا له كتابات عن شعوره بالراحة نتيجة لتعرضه لحالات من الضرب والخضوع .

الشخص الماسوشي، أو المازوخي هو الشخص الذي يستمتع بشدة بالألم الجسدي أو الألم الروحي، أو بكلاهما، ويستمتع بالمعاناة. يحقق ذلك عن طريق وضع نفسه في مواقف صعبة ومحرجة. وقد أشارت الطب النفسي إلى أن هذا المرض يؤدي إلى تحقيق حالة من الرضا من خلال المعاناة والإذلال في أي حالة يمارس فيها، وقد يسبب هذا الضرر لشخص آخر .

تعرف هذه الحالة في بعض الأحيان في الاضطرابات النفسية باسم “الشلل الجنسي .

تم وصف هذه الحالة النفسية في بعض المصادر كممارسة غير طبيعية يقوم بها شخص منحرف، حيث يستمتع باستخدام العنف والتعذيب على نفسه في أي حالة .

يختلف مدى الألم الذي يشعر به الفرد أثناء تعرضه لأفعال إذلال نفسي، مثل العنف والتعذيب الشديد والضرب .

على الرغم من ذلك، يستطيع الشخص المازوخي السيطرة على نفسه وإنهاء أفعال العنف التي يمارسها قبل أن يتعرض لجروح حادة .

من بين التعريفات الاجتماعية الأخرى للمازوخية، أنها السلوك الذي يتبعه بعض الأشخاص الذين يبحثون عن الشعور بالإيذاء والإذلال والإساءة إلى أنفسهم والتمتع به .

المازوخية هي صفة نادرة ومعزولة عن المجتمع، وعادة ما تظهر في حالات جنسية 

طبيعة الشخصية المازوخية

تعود أصول هذه الشخصية إلى فترة طفولة الفرد، وما يترتب عليها من سيطرة مفرطة للوالدين وضعف إرادة الطفل في ما يعرف بـ `معركة الإرادة`، ويُطلق على هذه الشخصية المازوخية اسم `الشخصية المغلوبة على نفسها` .

في هذه المرحلة، يحرص الوالدان على الحفاظ على السيطرة بأقصى درجة، بغض النظر عن الظروف والنتائج. وبالمقابل، يتعين على الطفل أن يطيع أوامرهما ويستجيب لهما طوال الوقت، دون أن يتاح له الفرصة للتعبير عن نفسه أو احتياجاته أو آرائه بالموافقة أو الرفض، ولا يمتلك الحرية الكاملة في حالاته المختلفة. وعلاوة على ذلك، يكون حبهما مشروطا دائما .

تتميز تلك المرحلة القاسية بأن الوالدين يسيئان معاملة الطفل دائمًا، ويمارسان أعمال الذل والإيذاء تجاهه، ويهددهما الطفل الدائم بالتخلي عنه، ومعاقبته إذا لم يمتثل لأوامرهما .

نشأة الطفل ونموه في هذا السياق لهما تأثير عميق على نفسية الطفل؛ فهؤلاء الأطفال يحملون العديد من الآلام ورغبتهم في اللجوء إلى والديهم دون أن يستطيعوا ذلك، وكل محاولات الانتقام التي يقومون بها تتجسد بشكل سلبي وعنيف وحاد، ويكون سلوك الوالدين الصوت النقدي الداخلي الذي يصاحبهم .

في معظم الأحيان، يتفق الأشخاص المازوخون البالغين إلى حد كبير مع المجتمع، ولكنهم يفتقرون إلى الإبداع ويفضلون اختيار الوظائف والأعمال الشاقة التي تتطلب الكثير من الجهد وتصاب بالملل والروتينية .

أعراض الشخصية المازوخية

بعض الأعراض والسلوكيات التي تميز الشخصية المازوخية هي كالتالي:

  • العمل بشكل مفرط والمعاناة من أجل تحقيق الأهداف يؤدي إلى الإرهاق ويضر بالذات، لأنه يضع على الفرد أعباءً لا يستطيع تحملها .
  • الشخص المازوخي يشعر بالإهانة بشكل كبير داخله، ولكنه في الواقع شخص عادي، ولا يجب عليه الشعور بالإهانة، ويحرص على القيام بأعمال إضافية غير ضرورية لعدم الكشف عن مشاعره الحقيقية أمام الآخرين .
  • يشعر بشكل دائم بأنه شخص غير محبوب، وأنه يحتاج إلى العمل بشكل أكبر من المحيطين به حتى يتم قبوله من قبل الآخرين في مجتمعه، ولكن هذا لا يكفي له .
  • يقوم صوت الناقد الداخلي بمهاجمته بشكل دائم، ويدفعه إلى التطرف حتى يُثبت وجوده ومكانته بين المحيطين .
  • يتميز الشخص المازوخي بوضعية جسم صلبة، وذلك للدفاع عن نفسه ضد الإساءة والأذى والسلوكيات السلبية التي تعرض لها خلال طفولته .
  • هذا الشخص يعاني من حيرة دائمة، حيث لا يستطيع التعبير عن رفضه لأي موقف ولا يمكنه أيضًا إثبات وجوده، ويحاول تعويض ذلك بمحاولة إرضاء نفسه، في حين يشعر بالاستياء والاضطراب وعدم التوازن الداخلي .
  • من سماته أنه يشكو كثيرًا من حياته الشخصية، وعلى الرغم من ذلك لا يتخذ أي إجراء لحل مشاكله، كما أنه يرفض أي مساعدة تُقدم له .
  • من السمات المميزة للأشخاص المازوخيين أيضًا أنهم يميلون إلى تكوين علاقات سيئة وغير محببة بهدف الشعور بالعار والذل الدائم، مع رغبتهم في تحمل الألم والمشاعر السلبية الناتجة عن هذه العلاقات، وعدم الإفصاح عن مشاعرهم السلبية والحفاظ على الاستقرار، مما يؤدي إلى شعورهم بالفخر بأنفسهم .
  • يعاني هذا الشخص من شعور دائم بالهزيمة الذاتية، ولا يستطيع الاستمتاع دون أن يشعر بالذنب والعار، كما يشعر باليأس تجاه مستقبله .
  • يسعى هذا الشخص إلى تجربة الألم من الآخرين، أو يلجأ إلى إيذاء نفسه للشعور بالألم .
  • تؤثر هذه الحالة التي يشعر بها الشخص بالضيق سلبيًا على حياته الشخصية والاجتماعية والمهنية

طرق علاج المازوخية

البحث عن معالج

هذه هي الخطوة الأولى في علاج المازوخية، حيث يساعد المعالج على فهم تاريخ المريض الوهمي المدمر، ومن ثم يمكنه اتخاذ القرارات الصحيحة بناءً على دوافعه ومحفزاته الحقيقية .

التحكم في القلق

يعد القلق عائقًا رئيسيًا يواجه هذا المريض عند اتخاذ أي تغيير في حياته، والحصول على مساعدة من المعالج هو الحل الأمثل للسيطرة على القلق، حيث يمكن للمريض الحصول على بيئة آمنة تمكنه من التعبير عن مخاوفه وحقيقته دون تعرضه لأي عقوبة .

مواجهة الناقد الداخلي

يجب فهم صوت الناقد النفسي الداخلي، ومعرفة ما يريده ومتى يظهر، حتى تتمكن من كبحه وإيقافه .

تحمل مسئوليتك الشخصية

يجب على المريض تحمل مشاعره وأفعاله دون إلقاء اللوم على الآخرين، وأن يتعامل مع الغضب الذي يشعر به بسبب طفولته بشكل فعّال، والوصول إلى طريقة فعّالة للتعبير عن هذا الغضب، كما يجب أن يوجد معالج يكون أكثر فاعلية في علاج هذه الحالات .

التحسر على الماضي

الشعور بالحزن والأسى تجاه الماضي، وتجاه الحب الذي لم يتلقاه هذا الشخص من والديه في طفولته، والعمل على تذكرها بمساعدة المعالج، والإصرار على شفاء هذا الألم سيعمل على تحريره من الماضي ومساعدته على اتخاذ خيارات أفضل لحياته .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى