تعليمدروس

ما هي الكشوفات الجغرافية البرتغالية

ماهي الكشوف الجغرافية

تعني الكشوف الجغرافية رحلات انتشرت بشكل كبير في القرن الخامس عشر الميلادي، حيث قام أشخاص من أوروبا بالاكتشافات لاستكشاف المناطق الجديدة واستغلال الموارد المختلفة، وأدت هذه الرحلات إلى نتائج عديدة وآثار هامة في العصر الحديث.

تمكنت هذه الاكتشافات من فتح آفاق واسعة أمام العلماء لإجراء المزيد من الأبحاث العلمية، حيث تم تعديل عدد كبير من النظريات في أوروبا، وظهور نظريات جديدة تدعو إلى الحيوية في البحث، باستخدام منهج علمي مناسب يقوم على التجربة.

رحلات الكشوف الجغرافية البرتغالية

من أول رحلات الكشوفات الجغرافية التي قام بها البرتغاليون هي رحلة قام بها شخص يسمى هنري الملاح، وقد استطاع أن يجذب اهتمام البرتغاليين عندما حاول الوصول للهند باستخدام طريق جديد، وكان الهدف من ذلك هو الوصول لأراضي تتواجد في جنوب جزر الكناريا والوصول إلى منطقة راس بوجادور.

وكان الهدف من هذه الرحلة هو تسهيل عملية التجارة في البرتغال وزيادة حجمها مع استمرار الحروب ضد المسلمين واستكشاف المناطق التي يسيطرون عليها في أفريقيا، وهناك عدد من العوامل التي ساعدت هنري في اكتشاف الطريق البحري إلى الهند في عام 1405 والقيام برحلات استكشافية في أفريقيا، وتتمثل هذه العوامل فيما يلي:

  • تم إجراء بعض التحسينات على تصميم الأسفن وطريقة بنائها، مما أتاح للبرتغاليين صناعة القوارب الخفيفة التي تزن حوالي 200 طن، وهي قوارب قادرة على الإبحار بفعل الرياح.
  • استخدام البوصلة في الملاحة، مع إجراء التعديلات المناسبة على البوصلة القديمة وإضافة مؤشرات اتجاه الرياح، وساعد هذا على تطوير الملاحة البحرية.
  • نجح الملاح هنري في الحصول على الكثير من المعلومات المتعلقة ببلاد النيجر خلال عام 1415.
  • ساعدته الأوضاع السياسية في بلده ورغبته الشديدة في مواصلة الحرب الصليبية ضد المسلمين.
  • القدرة على التغلب على الصعوبات، وخاصة تلك التي يواجهها المسافرون عند السفر إلى الجنوب، حيث من بين هذه الصعوبات توجه الرياح من الشمال الغربي، وهذا يجعل العودة صعبة، كما أن العثور على الطعام في منطقة الساحل يكون صعبًا.

الكشوفات الجغرافية خلال القرن الخامس عشر ميلاديًا

في الفترة ما بين عام 1430 إلى 1500، وصل البحارة البرتغاليون إلى منطقة الساحل الغربي لأفريقيا، وابتدأوا بالإبحار جنوبًا حتى منطقة الكاب، ثم اتجهوا منها إلى المحيط الهندي، وكان الدافع الرئيسي لهم هو الحصول على طريق يؤدي إلى الشرق الأقصى.

وتم ذلك ليحل محل الطريق البري الذي يمتد عبر أراضي الإمبراطورية العثمانية الإسلامية، وواجه البرتغاليون العديد من الصعوبات، بما في ذلك التيارات البحرية والضباب في صحراء الكبرى الجافة، ولكنهم في النهاية تمكنوا من الوصول إلى كيب بوجادور في عام 1434.

ونجحت الاستكشافات الجغرافية البرتغالية أيضا في الوصول إلى منطقة سيراليون في عام 1461، ومن ثم إلى جزيرة فرناندو بو في عام 1472، وأنشأوا محطات تجارية على الساحل الأفريقي، وكانت هذه المحطات هي أول نقطة لقاء تجاري بين غرب قارة أفريقيا وقارة أوروبا.

لعبت المحطات التجارية دورًا كبيرًا وحيويًا في جمع الرقيق والعبيد من القارة وتجميعهم للتصدير إلى أمريكا، حيث تم الوصول إلى مصب نهر الكونغو لأول مرة في عام 1484، ثم تم الوصول إلى المحيط الهندي، وكان بارتولوميو دياز هو أول من وصل إليه.

حيث أنها كانت رحلة فريدة من نوعها لأنه لم يقوم بالإبحار في طريق موازي للساحل، بل قام بالاتجاه حتى دائرة عرض 40 في الجنوب، ثم اتجه إلى الشرق بمساعدة الرياح الغربية، وفي نهاية المطاف وصل إلى خليج موسل في عام 1488، ولكنه كان مضطرًا للعودة إلى مدينة لشبونة مرة ة أخرى بعد تمرد البحارة.

تجارة الحبشة والكشوف الجغرافية

كان شعب فينيسيا يسيطر على تجارة الحبشة لفترات طويلة، ولذلك كانوا يمتلكون معلومات فريدة حول هذه المنطقة، حيث جمعوا هذه المعلومات من السكان المحليين ومن خلال الرحلات، مثل زيارة كوفيليهام لهذه المنطقة عام 1487.

اكتشف البرتغاليون في نفس الوقت أنه من الضروري بسط نفوذهم السياسي والعسكري على منطقة الحبشة للمساعدة في تأمين الطريق التجاري إلى الهند، ويظهر ذلك واضحا على خريطة العالم. ونتيجة لذلك تم جمع المعلومات الجغرافية عن البلد، ولقد كانت لبعثات التبشير البرتغالية تأثير كبير في هذه الكشوفات.

الساحل الغربي

على الرغم من أن الاتصال بين الأوروبيين والساحل الأفريقي يعود إلى العصور الوسطى، إلا أنهم لم يقموا برحلات استكشافية في الأجزاء الداخلية للساحل الغربي، وكان كل ما استطاعوا القيام به هو الحصول على بعض المعلومات المتعلقة بالمناطق التي كان العرب يذهبون إليها.

وكذلك بعض المعلومات المتعلقة بالرحالة المهتمين بالتجارة في شمال أفريقيا في القرن الثالث عشر والقرن الرابع عشر، وفي عام 1446، قام أحمد النجار برحلة إلى منطقة توات، وهي مركز رئيسي للتجارة في الساحل الغربي لأفريقيا.

أهم الآثار العلمية للكشوفات الجغرافية البرتغالية

من أهم الآثار العلمية لهذه الكشوفات ما يلي:

  • دخلت الدولة العثمانية في صراع مع الأوروبيين في منطقة البحر الأحمر والمحيط الهندي والخليج العربي.
  • حثت البرتغال وإسبانيا على نشر الديانة المسيحية بين سكان أمريكا الشمالية والجنوبية وفي البلدان التي وصلوا إليها.
  • تم اكتشاف المعرفة في مجال الجغرافيا عن طريق اكتشاف مجموعة من الأراضي الجديدة.
  • المساهمة في زيادة المعلومات المتعلقة بالبحار والقارات والمحيطات.
  • انتشرت تجارة الرقيق بين سكان العديد من البلدان التي استعمرها الأوروبيون.
  • تم إطلاق مسميات جديدة على الطريق الجنوبي للقارة الأفريقية، ويمكن للشخص ملاحظة هذه المسميات المختلفة على خريطة العالم باللغة العربية والتعرف على هذه الأماكن.

أهم الاستنتاجات المتعلقة بالكشوفات الجغرافية

  • ظهرت حركة الكشوفات الجغرافية في أوروبا خلال القرن الخامس عشر الميلادي، ومن خلال هذه الحركة ظهرت حركة أخرى وهي حركة النهضة الأوروبية التي ساهمت في عبور أوروبا العصور المظلمة.
  • ساعدت الكشوفات الجغرافية البرتغالية في التحكم في مناطق مختلفة وتحقيق الهيمنة الكاملة عليها.
  • انتشرت رحلات البرتغاليين بشكل كبير لاستكشاف المناطق الجديدة واستغلال الموارد المختلفة.
  • نجح البرتغاليون في تنفيذ عدة محاولات مختلفة للوصول إلى الهند، وكانت المحاولة الرائدة في ذلك هي محاولة هنري الملاح لجذب اهتمام العديد من البرتغاليين والحصول على دعمهم للوصول إلى الهند، وذلك باستخدام العديد من الطرق والوسائل.
  • اكتشف البرتغاليون عددًا كبيرًا من المناطق بما في ذلك الساحل الشرقي والحبشة والكونغو وجنوب أفريقيا.
  • أفادت الكشوفات الجغرافية البرتغاليين بتوفير الكثير من المعلومات، ولقد ساعد هذا الأمر على تطوير أساليب الملاحة البحرية المختلفة باستخدام أجهزة حديثة، وتطوير المعرفة العلمية بشكل عام، وحفظ سلامة البحارة خاصةً في الرحلات الطويلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى