منوعات

ما هي الفلسفة العدمية

تعريف الفلسفة العدمية

الفلسفة العدمية هي إحدى فروع الفلسفة التي تؤمن بأن جميع القيم والأخلاق لا تمتلك أي أساس صحيح، وهذا النوع من الفلسفة يظهر عدم قدرة أي شخص على نقل أي شيء بشكل صحيح ولا وجود لغرض لأي شيء، ويعتبر هذا المفهوم مرتبط بشكل كبير بالتشاؤم والشك، وهناك عدد من الفلاسفة الذين يؤمنون بالفلسفة العدمية ويتحدثون عنها بجرأة ويوضحون تأثيرها على الهدف الكوني .

ما هو مفهوم العدمية

تعني كلمة العدمية “لا شيء”، حيث يعتقد الأشخاص الذين يؤمنون بالعدمية أنه لا يوجد قيم أخلاقية أو مبادئ، ولكن الشخص العدمي ليس بالضرورة متشككًا، ولكنه مرتبط بهذه الفكرة بشكل ما، ومع ذلك، قد يوجد عدم اتفاق بينهم في بعض الأحيان .

الفلسفة العدمية ونيتشه

في ما يتعلق بالفلسفة، ستكون هناك الكثير من الأسئلة الوجودية، ويأتي دور عدد من الفلاسفة، ومنهم الفيلسوف نيتشه الذي اكتشف فلسفة العدمية وأثرها على الحضارة والثقافة والقيم. ولكن فلسفة العدمية كان لها أثر سلبي بلا شك، حيث أنها أدت إلى الشعور بالكآبة والقلق والغضب والخوف .

هذا كله جعل نيتشه يرتبط ارتباط وثيق بالعدمية ، فاستطاع أن يخترق جميع الواجهات وقال إن جميع القيم لا أساس لها من الصحة ، وقال إنه لا يوجد عالم حقيقي ، وقام نيتشه بـ نبذ كل القيم والمعاني وأن كل شيء يستحق الهلاك لأن العدمية مطلقة ، والقيم قد تقلل من قيمتها ، ومع الأسف هذه الفلسفة تقوم بتدمير كل المعاني والقوة ، مما قد يتسبب في ازمة بشرية مدمرة .

العدمية الوجودية

ارتبطت العدمية الوجودية في القرن العشرين بفكرة واحدة، وهي أن الحياة لا معنى لها ولا هدف، وأن الفلسفة الوجودية تتضمن أفعالا ومعاناة وشعورا، كلها بلا معنى، وتحتوي الفلسفة العدمية بلا شك على تشاؤم شديد في أعماقها .

في مجال الفلسفة المعاصرة، ناقش العديد من الفلاسفة مفهوم العدمية وكيفية استحالة التوصل إلى السعادة، وأن البؤس يؤثر بشكل أكبر من السعادة. في فترة النهضة، ظهر شكسبير ليوضح وجهة نظره العدمية المرتبطة بالوجودية .

اقتباسات عن الفلسفة العدمية

  • “لقد انجذبت إلى كل الأشياء الخاطئة : أحببت الشرب ، كنت كسولاً ، لم يكن لدي إله ، سياسة، أفكار ، مُثل ولقد استقريت في العدم ، وهو نوع من عدم الوجود ، وأنا قبلته ولم أجعل شخصًا مثيرًا للاهتمام ولم أكن أريد أن أكون ممتعًا ، ولقد كان الأمر صعبًا للغاية ، وما كنت أريده حقًا هو مجرد مساحة ضبابية ناعمة للعيش فيها ” .  تشارلز بوكوفسكي .
  • الحاجة إلى الأصالة كانت دائما السمة الأولى والتوصية للفعالية والنشاط والتطبيق العملي، في كل مكان وفي جميع أنحاء العالم منذ العصور القديمة.” – فيودور دوستويفسكي
  • قال تشاك بالانيك: “إذا كان بإمكانك أن تكون إما أسوأ عدو لله أو لا شيء، فماذا ستختار؟
  • يذكر برنت ويكس في وصفه لنفسه أنه تحمل العقوبات على جرائمه وخطاياه، ويرى أنه دليل على سخافة تلك التجريدات الرجالية الخاطئة، ويعتقد أن الكون العادل لن يتسامح مع وجوده
  • إذا لم نؤمن بأي شيء، وإذا لم يكن لأي شيء أي معنى، وإذا لم نتمكن من تأكيد أي قيمة على الإطلاق، فكل شيء ممكن ولا يكتسب أي أهمية. – ألبير كامو
  • في قول جون فاولز: `أعتقد أننا مجرد حشرات، نعيش لفترة قصيرة ثم نموت، وهذا كل شيء، ولا يوجد رحمة في الأشياء، ولا يوجد شيء
  • تشكل العدمية نتيجة طبيعية لثقافةمعينة، تتحكم فيها وتنظمها فئات تسعى لإخفاء التلاعب والسيطرة على الشعوب والطبيعة، كما قال كورنيل ويست

العدمية الأخلاقية

قد يُطلق على العدمية الأخلاقية ” الشك الأخلاقي ” ، وتحتوي على مجموعة من الآراء التي تنكر دور العقل فيما يخص الأخلاق ، ومن المثير للدهشة أنه لدى الكثير من الاشخاص مشاعر قوية للغاية اتجاه العدمية الأخلاقية ، حيث أن يكون لدى كل شخص معرفة جيدة بالأخلاقيات ، وحتى إنه يعلم الحقائق التي تتناسب مع العالم المادي .

والعدمية الأخلاقية ، هي عبارة عن نظرة فوقية تقول إنه لا يوجد شيء أخلاقي ، أو غير أخلاقي ، وهذا ينطبق على كل شيء ، والأشخاص الذين يتبعون العدمية الأخلاقية يرون أن الأخلاق تخيلية ، وأنها مجموعة معقدة من القواعد التي قد لا تتوافق مع الواقع ، ولكنها تعطي مزايا للأشخاص نفسية ، واقتصادية ، واجتماعية .

العدمية في الإسلام

هناك بعض الأشخاص التي تؤمن بـ “زوال الله” ، وهذا الفكر والاعتقاد مرتبط بالعدمية كثيرًا ، ومن خلاله يتم إزالة كل من الأفق المكانية والزمانية ، وهذا الاعتقاد قد يبدو سخيفًا للغاية بالنسبة للكثيرين ، ولكن فكرة زوال الله عز وجل قد تمثل مشكلة بحتة ، وقد اظهر الإسلام العدمية على أنها ميول غريبة تعمل على إبادة الذات .

العدمية في الأدب

الأدب يرتبط بشكل كبير بالفكر الفلسفي الخاص بالعدمية الوجودية، ولقد رأينا ذلك مع العديد من الفلاسفة والشعراء، حيث قدموا توضيحا بأن الحياة فارغة من أي هدف ذو أهمية، والسؤال الأهم الذي يبقى هو “هل للحياة معنى؟.”، وهذا الاستفهام أشغل الإنسان كثيرا، وحاول الفلاسفة وأهل الدين وحتى علماء الرياضيات إيجاد العديد من الإجابات، ومن بينها جاءت العدمية الوجودية لتؤكد أن الحياة ليست لها معنى، وأننا غير مهمين في الكون .

تحدثت الأعمال الأدبية عن الفلسفة العدمية بكثرة، وتناول العدم الوجودي بعض الفلاسفة والأدباء البارزين، مثل جان بول سارتر وفريدريك نيتشه، الذين أكدوا أن الحياة فارغة من أي هدف أو معنى، وأن البشر لا يتصلون بأي مخطط كوني كبير .

العدمية السياسية

تواجه السياسة المعاصرة في الوقت الحالي ركودًا سياسيًا ونقصًا في الرؤية الخاصة بالسياسات التقدمية، وقد حدثت على مر السنين حركات اجتماعية مختلفة، أوضحت الكثير من المفاهيم المتعلقة بالسياسات المؤسسية وغير المؤسسية .

حتى العدمية لها علاقة بالسياسة، حيث أن العدمية السياسية تعني الهدم والفشل والتغلب على كل جانب إيجابي، ومن المهم اقتراح دراسات تشمل تطور العدمية عبر التاريخ، والتي تدعم بشكل كبير المعارضة والمحرومين، وهذا يجعل النقد السياسي أقل تشددًا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى