اسلاميات

ما هي الضروريات الخمس

الضروريات الخمس

تضمن القرآن الكريم في آياته العديد من الضروريات الخمس التي جعلها الله سببًا للحفاظ على مصالح الناس ومصالح المجتمع، وتتمثل هذه الضروريات الخمس في:

  1. حفظ الدين .
  2. حفظ النفس .
  3. حفظ النسل .
  4.  حفظ المال .
  5. حفظ العقل .

حفظ الدين

أمر الله تعالى في كتابه الكريم بحفظ الدين وحمايته والدفاع عنه وتثبيت وجوده والمحافظة على أداء أركانه والحفاظ على تشريعاته وأحكامه وتطبيقها، والنهي عن الشرك وأداء العبادات. وقسم الإمام الشاطبي حفظ الدين إلى جزئين

  1. الأول: الحفاظ على الدين يعني إقامة أركان الإسلام وتثبيت قواعده .
  2. الثاني: يتضمن حفظ الدين عدم السماح بالفساد والممارسات الخاطئة من خلال توجيه الآخرين للخير ونهيهم عن الشر .

حفظ النفس

أوجد الله لنا أمانة النفس وأمرنا بحفظها وعدم إهلاكها أو تدميرها، ويجب حمايتها من كل ما يؤذيها، حتى إذا كانت تعاني من فيروس أو وباء، ويجب توفير الطعام والمأوى لحمايتها

نهى الله تعالى عن القتل لأن قتل الأشخاص بلا حق يعد محرمًا، ومن يقتل نفسًا بدون حق فإنه وكأنه قتل الناس جميعًا، وذلك لأن الإعتداء على الإنسان يعتبر إعتداءً على دمه المحفوظ وتدميرًا لكرامته وسلامته

ونهى إيضًا عن إيذاء النفس بالإنتحار أو تسبب الأذى لها عمومًا .كذلك نهانا عن كل ما فيه إضرار أو إيذاء للنفس ففي الحديث: لا ضرر ولا ضرار يكون الأذى ممنوع للنفس وللغير .

حفظ العقل

خلق الله العقل للإنسان ليفكر ويتدبر آياته، ويسعى للحصول على العلم، والعقل هو ما يميزنا عن باقي المخلوقات، لذا يجب حماية العقل والحفاظ عليه وعدم إفساده أو تدميره، وللعقل منزلة عظيمة في الإسلام

أشار الله تعالى إلى أهمية العقل في آيات عديدة، وأعطاه أهمية بالغة، حيث يتحمل المسؤولية والتكليف، ونفى الحساب والعقاب عن أولئك الذين فقدوا عقولهم. وأمرنا بالتدبر والتفكير، وحذرنا من الالتزام بمذاهب العقول التي تجعل العقل غير واعٍ أو غير مدرك للأمور، مثل الخمر والمخدرات، على سبيل المثال .

الحفاظ على العقل وصيانته من الضروريات التي تفيد الإنسان في مصالحه وفي جميع جوانب حياته، ويجب تغذية العقل ماديًا ومعنويًا حتى يؤدي دوره على أكمل وجه .

حفظ العرض و النسل

حثنا الله تعالى في كتابه الكريم على النكاح والزواج وحفظ النسل وإنجاب ذرية صالحة تعمر وتحمي الشرع، وشجعنا أيضًا على حماية الشرف والعفة وذلك وفقًا لقوانين الإسلام الصحيحة التي تقبلها الفطرة السليمة، ونهانا عن الفاحشة وارتكابها ونشرها

وكان لهذه الجريمة عقاب رادع لمرتكبها، حتى لا يكررها الناس، ونهانا أيضا عن الهمز واللمز والتحدث عن الناس، وعن قذف المحصنات، وأمرنا الله تعالى الرجال والنساء بغض البصر، حتى لا يتحول النظرة إلى بداية للفاحشة وتنتشر الفاحشة بين الناس

يتعين الحفاظ على النسل وبقاء النوع الإنساني والعرض وفقًا للقوانين التي حددها الشريعة، حتى يتم المحافظة على المجتمع بأكمله .

حفظ المال

حثنا الله تعالى على الحفاظ على المال وصيانته لكي لا يتلف، وحثنا على الكسب الحلال، وحفظ أموال الناس عمومًا والأيتام خصوصًا، ونهينا عن أكل أموال الناس بطرق غير مشروعة وظالمة، ونهينا عن إعطاء الأموال للأشخاص الغير متعلمين والفاسدين حتى لا يتطمعوا فيها أو يسرفوا بها ويضيعوها بدون فائدة أو يفسدوها

يحذرنا الإسلام من الرشوة والربا، وأمرنا الله تعالى بعدم سرقة المال، وإذا ارتكب السارق هذه الجريمة، فإنه سيتعرض لعقاب شديد يتمثل في قطع يده، حتى يتذكر ما فعله ولا يقوم بهذا الفعل مجددًا، ويكون عبرة لمن يريد الاستفادة من هذا العقاب

هناك عدة أمثلة شعبية قديمة تحث على الحفاظ على المال وعدم استخدامه فيما لا يفيد، وعدم الإسراف فيه لأن ذلك يؤدي إلى نفاده، وهو ما نهانا عنه الله، ويجب تجنب الإسراف في جهات أو أماكن غير مشروعة، وأمرنا الله بالزكاة والصدقات لتعاون المجتمع فيما بينه .

تشريعات حفظ الضروريات 

وضعت الشريعة الإسلامية تشريعات متعددة لحفظ الضروريات الخمس في الإسلام، تشمل ذلك

  •  حد الردة : وذلك لحفظ الدين .
  • القصاص من القاتل عمد : وذلك لحفظ النفس .
  • حد الشرب : وذلكلحفظ العقل على من تناول مسكرا .
  • حد الزنا : هذا للحفاظ على نسبة الحقوق بين من ارتكب تلك الجريمة .
  • حد السرقة : وذلك لحفظ المال  .
  • حد القذف : وذلك لحفظ العرض .

ترتيب الضروريات الخمس

تباينت آراء العلماء في ترتيب الضروريات الخمس ولكن مما لا شك فيه أن حفظ الدين مقدم على جميعهم وذلك لما للدين من ضرورة في حياة الإنسان حيث أنه يقوي الإنسان روحانيًا فعبادة الله تجعله ذو ضمير ووجدان وتضيف إليه السعادة والآمان والأطمئنان ولقد تم ترتيبها في المرافي في أصول الفقه للعلامة الشنقيطي كما يلي  : 

دين فنفس، ثم عقل، نسب مال إلى ضرورة تنتس

– ورتبن، ولتعطفي مساويا *** وعرضا على المال تكن موافي

فحفظها حتما على الإنسان في كل شريعة من الأديان..

وهم جميعا مختلفي الرتبة عدا المال والعرض فهم في مرتبة واحدة، ولهذا قال: (ورتبن) ( ولتعطفن مساويا عرضا على المال).

مقاصد الشريعة والضروريات الخمس

مقاصد الشريعة هي الأهداف التي يهدف إليها الشرع، أو التكاليف الشرعية التي حددها الله. خلق الله الإنسان لعبادته وخلق الكون وجعله متاحا لمساعدته في تسهيل هذه المهمة. وقد وفر الله القوانين والشرائع التي تهدف إلى مصلحة الإنسان في الدنيا والآخرة، وتساعده في مهمته العبادية. فالضروريات هي تلك الأشياء التي يجب توفرها لتحقيق المصالح وليعيش الإنسان بأمان واطمئنان في حياته .

وتنقسم هذه المقاصد إلى قسمين هم :

  1. المقصد العام: تعني تفعيل المصالح الخاصة بالدنيا والآخرة عن طريق الأحكام التي تقرها الشريعة الإسلامية .
  2. المقاصد الخاصة: تشير المصالح إلى الأهداف التي يتعين تحقيقها في مجال محدد مثل المجال الاقتصادي أو أي مجال آخر من مجالات الحياة ، ويتم ذلك من خلال الأحكام التفصيلية المخصصة لهذا الغرض .

أهمية مقاصد الشريعة

الهدف أو المقصد الذي نريد تحقيقه في العمل يحدد الطريقة التي نسلكها للوصول إليه، وللأهداف والمقاصد الشرعية أهمية كبيرة في حياة المسلم، ومن بينها:

  • توضح المقاصد الصورة العامة للإسلام والشريعة، فكل ما يحقق المصالح والمنافع من الشريعة يعتبر جزءًا منها، وكل ما يسبب الأذى والضرر ليس جزءًا منها .
  • تزيد معرفة أهداف المقاصد التشريعية من إيمان الإنسان وقناعته وتدينه .
  • تُعَد المقاصد مفيدة للجميع وتحمي من الأضرار .
  • توضح المقاصد والفوائد المراد تحقيقها هدف الدعوة الإسلامية .
  • المقاصد هي مسعى الأنبياء والرسل عبر العصور، ويجب علينا اتباع طريقهم والسير على خطاهم فيها .
  • تُساعد مقاصد الشريعة على فهم النصوص الشرعية وفهم الأحكام الشرعية العامة والخاصة .
  • عند وجود مسائل فقهية جديدة، يتم الرجوع إلى مقاصد الشريعة لإصدار الأحكام بطريقة صحيحة .

أقسام مقاصد الشريعة

يتم تقسيم المقاصد إلى ثلاث أقسام هم :

  • الضروريات : وهي المصالح التي يتوقف عليها حياة الناس في الدنيا وفي الآخرة وفقدانها يؤدي إلى الاختلال والتدمير والضرر الشديد في حياة الناس .
  • الحاجية : هي المصالح التي تعين الناس وتساعدهم، وتسهل حياتهم، ولكن فقدها لا يؤدي إلى تدمير حياتهم في الدنيا أو الآخرة .
  • التحسينية : هي المصالح التي يحتاجها الأفراد ليعيشوا بصورة أفضل وأرقى مثل الأخلاق والمروءة، وعدم وجود هذه المصالح لا يدمر حياتهم، بل وجودها يفيدهم كثيرا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى