ما هي الصناعات التحويلية ؟ ” وأهميتها وأمثلة عليها
تعريف الصناعة
تتألف الصناعة من العديد من العمليات التي تحول المواد الخام إلى منتجات نهائية تلبي احتياجات الناس، وتأثرت الصناعة بشكل عام بالتغيرات في حياة الإنسان. تطورت المراحل الاقتصادية التي تؤثر في نمو المجتمع ورخاءه، حيث بدأ المجتمع بالاعتماد على رعي الماشية والتنقل بين المواقع، ثم تحول الاهتمام إلى العمل الزراعي، مما أدى إلى تحول المجتمعات إلى مجتمعات صناعية تعتمد على المؤسسات والشركات في مجال الصناعة. هذا المعتمد ساهم في تحويل الموارد الزراعية والموارد الطبيعية المتناثرة على سطح الأرض أو المستخرجة من باطنها إلى مجموعة من المنتجات المفيدة للمجتمع البشري.
مفهوم التصنيع
يمكن تعريف عملية التصنيع على أنها العملية الدقيقة التي يتم فيها إنتاج بعض المواد للاستخدام في حياة الإنسان، وتتكون عملية التصنيع من عدة مراحل، ويتطلب كل مرحلة وقتا محددا حسب المنتج المصنع.
كانت عمليات التصنيع هي واحدة من أهم أسباب تطور الحياة البشرية، حيث تم تطوير عمليات الإنتاج في أنظمة الحياة المختلفة. وعندما نتحدث عن عمليات الصناعة والإنتاج، فإن ذلك أدى إلى ما يعرف بالثورة الصناعية. وكان العالم في ذلك الوقت يشهد نقلة نوعية من نظام الحياة الريفية المعتمد على الزراعة إلى نظام صناعي متحضر. وكانت بريطانيا نقطة الانطلاق للثورة الصناعية، وذلك لإظهار بعض مفاهيم التصنيع.
ما هي الصناعات التحويلية
الصناعات التحويلية هي العملية التي تعتمد على القدرات البشرية والآلات، ووفقا لتعريف الأمم المتحدة، فإن الصناعة التحويلية تعني تحويل المواد غير العضوية أو العضوية بطرق ميكانيكية للحصول على مواد جديدة باستخدام الأدوات اليدوية أو الآلية في المنازل أو المصانع، وبالتالي، يمكننا أن نقول أن الصناعة التحويلية تهدف إلى تلبية جميع احتياجات البشر التي تزداد مع مرور الوقت من خلال توفير المنتجات الاستهلاكية أو المواد الأولية التي تستخدم في التصنيع.
أهمية الصناعات التحويلية
- تلعب الاقتصاديات دورًا هامًا في تنمية دول العالم، ويعكس ذلك تحقيق النمو المستدام في قطاعات الاقتصاد.
- يُعتقد أن الصناعات التحويلية تساهم بشكل إيجابي في زيادة الناتج المحلي الإجمالي.
- تؤثر نمو الصادرات والابتكار أيضًا على رفاهية المجتمع.
- تلعب قطاعات الأعمال دورًا هامًا وتواجه تحديات كبيرة في جميع أنحاء العالم.
- تعمل على تعزيز وتوفير العمالة الماهرة والمتميزة التيتلبي متطلبات صناعة التحويلية.
أمثلة على الصناعات التحويلية
تنقسم الصناعة التحويلية إلى عدة قطاعات، حيث يعمل كل منها في منطقة محددة. ومن أهم أمثلة الصناعات التحويلية: صناعة الطائرات وتجهيز الأغذية وصناعة المنسوجات والملابس والورق والنجارة وصناعة المنتجات البترولية والكيميائية والمنظفات والبلاستيك والمعادن وصناعة السيارات والأسلحة والمتفجرات والصناعات الإلكترونية مثل أجهزة الكمبيوتر والآلات والأجهزة الكهربائية.
تطور الصناعات التحويلية
لقد أثرت الصناعات التحويلية بشكل كبير على تاريخ الاقتصاد، حيث طورت العديد من المصطلحات والمفاهيم الاقتصادية ودعمت أصحاب رأس المال والعمالة في المجتمعات. وقبل تطور الصناعات التحويلية وصولًا إلى مستوى النشاط الاقتصادي الحالي، ظهرت عدة مهن تعتمد على جهود الأفراد والعمالتحويلية.
وفيما يتعلق بظهور الصناعة، فإنها تعود بشكل أساسي إلى مرحلة الثورة الصناعية في الفترة ما بين 1760-1840 م، أين تم الانتقال من الحرف اليدوية إلى الهندسة الميكانيكية؟ وساهم ذلك في تحول الصناعة التحويلية التي تأثرت بعدة أحداث كبرى، كان من أهمها تطوير الابتكارات التي ساعدت على تحسين وزيادة كفاءة الإنتاج؛ نتيجة لذلك، انخفضت تكاليف الحصول على المنتجات من مختلف الصناعات.
تأثرت قطاعات الاقتصاد في دول العالم، ولا سيما دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية واليابان، بشكل إيجابي بتطور الصناعات التحويلية، حيث أدى ذلك إلى دعم تطوير كفاءة القوى العاملة وتعزيز المهارات المهنية والوصول إلى مستويات معيشية أعلى. وتميزت المجتمعات الصناعية بقدرتها على مواكبة كل التطورات الصناعية، مما أدى إلى تحسينات في التعليم والتدريب، وتنوعت مجالات المعرفة البشرية في مجالات المحاسبة والاقتصاد والهندسة والطب والعلوم الطبيعية والرياضيات، وذلك لأن تحسين القطاع الاقتصادي في هذه البلدان أدى إلى زيادة الطلب على المتخصصين، وساعد على توفير قوة عاملة ماهرة تلبي متطلبات أنشطة الإنتاج.
متطلبات الصناعات التحويلية
يعتمد نموها على تلبية مجموعة من المتطلبات؛ ما يدفع نموها وتطورها بأفضل طريقة، ومن أهم الأمثلة المواد الخام والطاقة حيث أن القاعدة الأساسية لتنفيذ أعمال الصناعات التحويلية هي استخدام المواد الخام وتحويلها إلى شكل آخر، وبالتالي، فإن تحقيق النمو في هذه الصناعات يعتمد على الاستخدام الأفضل لجميع أشكال الموارد المتاحة، مع ضمان توفير العمالة الماهرة.
وبما أن المكونات البشرية لها أهمية كبيرة في تطبيق عمليات التصنيع، فإن استخدام الآلات والأجهزة الحديثة لا يعد سببًا للتخلي عن العناصر البشرية، بل يعتمد على الحاجة إلى عمال مدربين على العمل مع هذه الآلات والأجهزة للاستفادة من وجودهم في بيئة التصنيع.
يعد طلب السوق هو طلب آخر لنمو الصناعة التحويلية، إذ تستخدم لقياس حجم صناعة تصنيع معينة، وتساعد على تحديد حجم السوق الذي سيتواجد فيه تلك الصناعة، كما تساعد على معرفة المنتجات المصنعة المتاحة، مما يساعد على تحديد عناصر الإنتاج اللازمة لتحقيق هذه الصناعة.
الرأسمال هو أحد شروط نمو الصناعات التحويلية، حيث يسهم في إقامة أساس قوي لبناء أي نوع من الصناعات التحويلية، ويساعد أيضا في تطوير وتوسيع حجم الصناعات التحويلية الموجودة في الماضي، ويسمح بتوفير رأس المال من خلال التوفير المالي.
تصنيفات الصناعات في دول العالم
يعتمد الهيكل القطاعي للبيئة التصنيعية للصناعات التحويلية في دول العالم على تصنيفها في مجموعات تصنيفات مختلفة، ولكل مجموعة خصائص تميزها عن غيرها، وفيما يلي معلومات عن أهم هذه التصنيفات
- يتم تقسيم الصناعة إلى نوعين بناءً على التصنيع والاستخراج، وذلك من خلال دراسة تأثير المواد الخام وعملية التصنيع، حيث يُعد الأول للاستخراج والاستزادة من المواد الخام، والثاني لتحويل تلك المواد إلى منتجات نهائية.
- يتم تصنيف الصناعات إلى متوسطة وصغيرة حسب حجم المشروع.
- تعد ملكية الأعمال تصنيفًا يقوم على تقسيم الصناعات إلى صناعات مختلطة وعامة وخاصة وتعاونية.
- يتم تصنيف الأنشطة الاقتصادية وفقالتصنيف الدولي الموحد للأنشطة الصناعية والذي يعتمد على النشاط الرئيسي للصناعة، ويعد هذا التصنيف من أهم التصنيفات والأكثر استخدامًا في العمليات الإحصائية الدولية التي تصدرها الأمم المتحدة.
العلاقة بين المجتمع والصناعة
تعتمد العلاقة بين المجتمع والصناعة على طبيعة ونوعية المجتمع، ويمكن تصنيف المجتمعات إلى ثلاثة أنواع مختلفة
- في المجتمعات المتقدمة، لا تنظر الصناعة إلى أنها الهدف الرئيسي، بل هي وسيلة لتلبية احتياجات الناس وتعزيز الاستقلال السياسي، ويتم ذلك من خلال الاعتماد على الإنتاج الضخم بأسعار منخفضة والتكنولوجيا المتطورة لتطوير وسائل وأساليب الإنتاج.
- تعتبر مجتمعاتالعالم الثالث هي المجتمعات التي تابعة للبلدان الرأسمالية وتعتمد على نظام اقتصادي يعتمد على واردات الآلات والمواد، ويتميز بمتوسط دخل منخفض وضعف في الصناعة الوطنية من حيث المهارات والنوع والأساليب المستخدمة.
- تختلف الصناعة العربية ولم تحقق تكاملا اقتصاديا في مجتمعات الوطن العربي، وتختلف بين الدول العربية بسبب تنوع الظروف الخاصة بكل دولة واختلاف طبيعة التنمية الاقتصادية فيها.