ما هي الشفاعه العظمى
ما هي الشفاعة
الشفاعة هي التوسط للغير لجلب الفائدة له أو لدفع الضرر عنه.
ما هي الشفاعة العظمى
الشفاعة العظمى هي جزء من أقسام الشفاعة الخاصة، وهي شفاعة للرسول صلى الله عليه وسلم فحسب دون مشاركة أي شخص من الخلق.
هذه هي الشفاعة المثبتة، وهي المقام الحميد الذي وعده الله عز وجل. قال تعالى: `ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا`، سورة الإسراء.
وهذه الشفاعة هي عندما يشفع النبي صلى الله عليه وسلم لجميع الخلق، حينما يؤخر الله حسابهم، فيطول انتظارهم في أرض المحشر، ويصل بهم الغم والكرب، فيقولون: من سيشفع لنا؟ فيأتي الناس إلى الأنبياء فيقول كل واحد منهم: لست قادرا، حتى إذا وصلوا إلى نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول: “أنا قادر عليها، أنا قادر عليها.” فيشفع لهم في قضية القدرة، فهذه هي الشفاعة العظمى، وهي من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم.
وفقًا للصحيحين وغيرهما، وما رواه البخاري في صحيحه (1748) عن ابن عمر رضي الله عنهما، فإن الناس يوم القيامة سيصبحون في وضع الجثث، وكل أمة تتبع نبيها، حيث يطلبون الشفاعة منهم، حتى يصلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود.
يتبين من الحديث أن الشفاعة العظمى مخصصة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقط، وقد وعده الله بها، ولذلك فهي تسمى الشفاعة العظمى.
الشفاعة لأهل الجنة لدخول الجنة
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `سألت عن باب الجنة فيوم القيامة فيفتح لي الخازن ويقول: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك` .
في رواية له رقم 332، أنا أول شفيع في الجنة.
لا يمكن لأي شخص من الخلق فتح باب الجنة يوم القيامة قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وسيشفع لأهل الجنة حتى يدخلوها.
شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عمه أبو طالب، وقال: “لعله ينفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه”، ورواه البخاري (1408) ومسلم (360)
يرمي هذا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم سيحاول الشفاعة لعمه يوم القيامة، وذلك عسى أن يتقبل الله تعالى شفاعته.
شفاعته الرسول في دخول أناس من أمته الجنة بغير حساب
ربما يتساءل شخص ما كيف يمكنه الحصول على شفاعة النبي، والجواب في هذا الحديث الذي رواه أبو هريرة الطويل عن الشفاعة، حيث يقال: “يا محمد، ارفع رأسك، فاسأل تعطى، واشفع تشفع، فأرفع رأسي وأقول: أمتي يا رب، أمتي يا رب، أمتي يا رب”. فيتم قول: “يا محمد، أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب”. وهذا الحديث رواه البخاري (٤٣٤٣) ومسلم (٢٨٧) .
لقد أدخر النبي صلى الله عليه وسلم دعوته المستجابة لأمته في يوم القيامة، وهي دعوته للشفاعة لدخول بعض أفراد أمته الجنة بغير حساب.
الشفاعة العامة
الشفاعة العامة هي للرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن الملائكة والنبيون والصالحون يشاركون فيها، وتنقسم إلى عدة أقسام
الشفاعة لأناس قد دخلوا النار حتى يخرجوا منها
والأدلة على هذا القسم كثيرة جداً منها :
وفقا لصحيح مسلم (269)، ذكر في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه بصيغة المرفوع: `فوالذي نفسي بيده، ليس منكم أحد أشد مناشدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار.` فيقولون: `ربنا، كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون.` فيقال لهم: `أخرجوا من عرفتم.` فيحرم صورهم على النار، فيخرجون خلقا كثيرا… فيقول الله عز وجل: `شفعت الملائكة وشفع الأنبياء وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين.` فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط .
في شفاعة القيامة، يشارك النبي الملائكة والنبيين والصالحين في الشفاعة، وذلك بناءً على حجة الخلق يوم القيامة بأن من يرغبون لهم الشفاعة، كانوا يتعاملون بالخير معهم في الدنيا .
الشفاعة لأناس قد استحقوا النار في أن لا يدخلوها
وهذه قد يستدل لـها بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ذكر مسلم في كتابه `الجنائز` (1577) أنه لا يموت مسلم ويصلي عليه أربعون رجلًا لا يشركون بالله شيئًا إلا شفعهم الله له في الآخرة
يدل الحديث على أن شخصًا إذا كان يستحق دخول النار، ومشى في جنازته 40 رجلًا يوحدون الله، سيقبل الله شفاعتهم فيه ويكونوا سبب دخوله الجنة .
الشفاعة لأناس من أهل الإيمان قد استحقوا الجنة أن يزدادوا رفعة ودرجات في الجنة
،مثال على ذلك ما رواه مسلم رحمه الله في حديثه رقم (1528) عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث دعا لأبي سلمة قائلاً: “اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره، ونور له فيه.
إن كان الشخص من أهل الإيمان ودخل الجنة، فستفيده الشفاعة ليحصل على درجة أعلى فيها.
شروط شفاعة الآخرة
شفاعة في الآخرة لا تقع إلا بشروط هي :
- رضا الله تعالى عن المشفوع له ، لقول تعالى: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) الأنبياء/ 28 . وفي صحيح البخاري ( 97 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِه “ِ
- أن يأذن الله بالشفاعة لقوله تعالى : (من هو الذي يشفع لديه إلا بإذنه) البقرة/255
- رضوان الله علي الشافع، لقوله تعالى: يأتي من النجم/26: `(إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى).
- كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم أن اللعانين لا يكونون شفعاء يوم القيامة كما روى مسلم في صحيحه ( 4703 ) عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” إِنَّ اللَّعَّانِينَ لا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ وَلا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَة “ِ.
أقسام شفاعة الدنيا
الشفاعة المتعلقة بالدنيا ، نوعان :
الأول: إذا كان العبد قادرًا على القيام بهذا الأمر ، فهذا جائز بشرطين
- أن تكون في مباح، فلا تصح الشفاعة في ما يترتب عليه ضياع حقوق الناس أو ظلمهم ، كما لا تصح الشفاعة أمر محرم، قال تعالى: ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) المائده/2 .وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنها ” أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ فَقَالُوا مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلا أُسَامَةُ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا ” رواه البخاري ( 3261 ) ومسلم ( 3196). ، وفي صحيح البخاري (5568) ومسلم (4761 ) عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ طَالِبُ حَاجَةٍ أَقْبَلَ عَلَى جُلَسَائِهِ فَقَالَ” اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا وَلْيَقْضِ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا أَحَب “َّ.
- ينبغي التوكل فقط على الله وحده، ويجب أن يعرف أن هذا الشافع هو مجرد وسيلة أذن بها الله، وأن النفع والضرر بيد الله وحده، وهذا واضح في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم .
إذا لم يتم تحقيق أي من هذين الشرطين، فإن الشفاعة غير مؤكدة وغير مقبولة .
الثاني : ما لا يكون في مقدرة العبد القيام به ، مثل طلبه الشفاعة من الأموات أو من أصحاب القبور ، هذه هي الشفاعة التي تدخل تحت إطار الشرك بالله ، وهي منهي عنها في القرآن الكريم وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك لما فيها من وصف لصفات الخالق عز وجل ، لأنه هو وحده من يحي ويميت .