ما هي الشخصية الاستهزازية
كم مرة نظرت إلى ملابس الرياضة، أحذية الجري، ملابس السباحة، أو مجموعة التمارين وشعرت بالرغبة الشديدة في العناية بجسدك، ثم بعد 5 ثوانٍ فقط، وجدت نفسك جالسًا على الأريكة تتصفح الفيسبوك أو تشرب فنجاناً من القهوة.
مفهوم الشخصية الاستهزازية
أكاد أجزم أن هذه الأشياء قد حدثت لك ربما مرات كثيرة لكنك لا ترغب بالاعتراف بها. الرغبة بممارسة الرياضة موجودة في عقلك ، أنت تعلم أنها جيدة لك ، لتقليل الألم ، لتحسين الصحة، أو تطوير شكل جسمك، فلماذا إذا بعد ثواني من الاندفاع نجد أنفسنا نقوم بفعل الأشياء الأقل إنتاجية ( الطعام، التلفاز، النوم).
يمكن أن تكون هذه العادة مقلقة عندما تخطط لشيء جيد قبل النوم ثم تستيقظ في الصباح وتعود إلى نفس الروتين القديم. لماذا لم تمارس التمرين؟ لماذا لم تكتب ذلك المقال؟ لماذا لم توافق على الصفقة عندما تم عرضها عليك
السبب الذي يدفعنا لتجنب الأشياء التي يتعين علينا فعلها هو عدم وجود الطاقة اللازمة للقيام بالخطوة الأولى في مشروع أو هدف، والسبب الذي يدفعنا للتفكير في أسباب القيام بعمل آخر هو التردد
سمات الشخصية الاستهزازية
– يحد التردد أو كونك شخص استهزازي من قدراتنا على تحقيق أهدافنا في الحياة الشخصية والعملية. الشيء الأهم هو الحركة للقيام بالمهمة، وبعد ذلك يأتي الدافع الذي يعد شيئًا مبالغًا في تقييمه ويأتي مباشرة بعد القيام بالمهمة.
يأتي التحرك أولاً، ثم يأتي الدافع وراءه، ولا تنتظر وقوع الصدمة التي تدفعك للخروج من منطقة الراحة، لأنه قد يحدث ذلك دون حثك. عندما نتردد في البدء بعمل ما، يتركز المجال للافتراضات السلبية التي تغزو ذهننا، ولكن عندما نتحرك بشجاعة ونبدأ الخطوة الأولى، نمنح فرصة للأفكار الإيجابية القوية لدخول حقل وعينا.
يمكن أن يكون الدماغ المساعد الأكبر والعدو الأكبر، حيث ينقسم دور الدماغ إلى قسمين: الدماغ السريع والدماغ البطيء، ويعمل الدماغ على هذه الأصعدة ويلعب الوقت دورًا مهمًا.
يتصل دماغنا السريع بالعواطف ويستدعي التجارب السابقة ليمكننا اتخاذ القرارات السريعة استنادًا إلى حقائق محدودة. ومن ناحية أخرى، يفكر الدماغ البطيء بشكل عقلاني جدًا ويأخذ في الاعتبارالاحتمالات والنتائج المحتملة الممكنة بناءً على التجارب السابقة.
الاستهزازية والتردد
فما هي علاقة ذلك بالتردد؟ لا تسمح لعقلك بالاعتراض على ما يبدو جيدًا في المدى البعيد. التفكير والتوقف ليسا شيئًا جيدًا هنا رغم أهميتهما في معرفة السبب وراء ما تفعله، فالتفكير بعقل سريع هو ما سيجعلك تتحرك في الوقت المناسب.
من الصعب ربما اتخاذ القرارات للبدء في التحرك، والقيام بالتمارين والأشياء الصغيرة التي يتطلبها عملك. وتجنب التردد لا يجعل العمل أسهل، ولكنه يزيد من إنتاجيتك وفعاليتك، وبدوره سيخلق نتائج جديدة تزيد من الدافع لمتابعة العمل.
اكسر حاجز التردد وابدأ في العمل، لا تجعل نفسك أسيرًا للألم والقلق، وعندما تشعر بالتردد، ابدأ بالعد التنازلي وعندما تصل إلى الرقم 1، تحرك. التحرك هو الدواء، وهذا ما يؤمن به العديد من الأشخاص الناجحين.
علاج الشخصية الاستهزازية
غالبًا ما يكون لدينا أفكار ثانوية أو نتردد في لحظة معينة، وعادة ما يكون هذا لسبب جيد، ربما تظهر معلومات جديدة أو لا يكون الميزانية كافية أو يكون الفريق غير قادر على تحمل المزيد من العمل.
هذه الأسباب قد تكون كافية للشعور بالتردد، وعادة ما ينصح الناس باتباعغرائزهم، ومن المهم أيضًا معرفة الفرق بين التردد وإلغاء العمل بسبب عدم معرفة كيفية البدء أو طريقة البدء.
لا يجب أن تكون المشاكل الصغيرة أو الكبيرة التي يمكن تجاوزها عائقًا في سير العمل عندما تتوافر كل العوامل الأخرى. عندما يبدأ عدم القدرة على اتخاذ القرارات أو التردد في الذهاب إلى مرحلة ما بعد جمع المعلومات والتخطيط الأولي، يجب اتخاذ الخطوة الأولى.
إذا كان اتخاذ القرار هو المشكلة، ابحث عن الأسباب الممكنة: الخوف من الفشل والخوف من النجاح، وقلة المصادر أو الخبرات، وضيق الوقت أو حتى الكسل الكبير، كلها تعوق عملية اتخاذ القرار.
يمكن حل جميع هذه المشكلات، فالمخاوف، حتى عندما تكون مبررة، تكون مخيفة فقط إلى حد ما يجعلها تبدو بهذا الشكل. الفشل ليس قاتلًا، والنجاح يأتي بمتعة خاصة، فلنرى ما سيحدث عند اكتمال مشروع ما ونبدأ من هذا.
ضع تخيلاتك في العمل، واسمح لنفسك بالحلم قليلا. فكر في الأشياء الجيدة التي يمكن أن تحدث بدلا من الأشياء السلبية. عندما تواجه نقصا في الموارد، اعتبر هذه الفرصة لاكتشاف قدراتك وما يمكنك القيام به في هذه الظروف .
تحتاج إلى البحث عن طرق للاستفادة من الموارد المتاحة لديك والتكيف مع التغيرات. هذا الأمر ليس سهلا، ولكن المنظمات تواجه تحديات مماثلة كل يوم.
إذا كانت لديك خبرة قليلة، فانشغل بنفسك وتعلم، وابحث عن مدرس، وابدأ بأخذ الدروس، واقرأ أي شيء تجده، واستفد من خبرة زملائك في العمل.
إذا كان الكسل هو المشكلة، فاقترح أن تتراجع جانبا لأولئك الأشخاص الذين يمكنهم العمل بجد، إذا كان ترددك يسبب مشكلة في أي عمل، فربما المشكلة ليست في العمل ذاته.
الاستهزازية عند الأطفال
يعني التردد أو الاستهزاء الشعور بعدم الارتياح أو الحاجة إلى المزيد من المعلومات حول الوضع. والطفل الحساس هو الذي يشعر بالحياة بشكل أكبر، لذلك، عندما يُطلب منه القيام بشيء ما دون توضيح التفاصيل اللازمة حول الوضع، فإنه سيشعر بالخوف والتردد .
هذا سلوك طبيعي وصحي، ويجب علينا أن ندرك أنه لا يوجد أي خطر عندما يتسلل الأطفال، فهم يكتشفون العالم من حولهم، والذي يمكن أن يكون مخيفًا بالنسبة لكثير من الأطفال.
كيف تتعامل مع الشخصية الاستهزازية
إعطاء معلومات أكثر : في بعض الأحيان، تكون الأشياء مخيفة لأننا لم نقم بها من قبل أو لم نفهمها، ويحتاج الأشخاص الاستهزائيون إلى فهمهم. يحتاجون الصوت والقرار، ومن خلال إعطائهم معلومات أكثر، يمكننا مساعدتهم على التغلب على خوفهم والتحرك نحو الأشياء التي يرغبون في فعلها.
القيام بتشجعيهم : جميعنا بحاجة للتشجيع، خاصة الأشخاص الحساسين. في بعض الأحيان يكونون خجولين ولا يرغبون في تجربة الأشياء الجديدة. هناك مثال لطفل لم يرغب في تجربة التزلج على الجليد، ولكن بعد بعض التشجيع، قرر إعطاء هذه التجربة فرصة واكتشف فيما بعد أنها كانت تجربة رائعة.
الاستماع الجيد : يتوقع الأشخاص الاستهزائيون منا أن نكون متواجدين في حياتهم، وفي بعض الأحيان ينتج ذلك عن الخوف أو القلق أو أسباب أخرى، على سبيل المثال، يوجد طفل كان يخاف من استخدام دورة المياه بمفرده لأنه يعتقد أن الوحوش مختبئة هناك، وعندما استمع الأهل إليه، تمكنوا من مساعدته على تخطي هذا الخوف.
رؤية ما وراء الاستهزازية : تردد الإشارة يمكن أن يكون مؤشرا مهما، إذ يعني أن الفرد قد يكون خائفا أو غير مرتاح أو يشعر بالحيرة، ولكن التردد ليس بالأمر السيء، إذ يمكن أن يدل على أن الفرد غير مستعد حاليا للقيام بذلك العمل، وربما يحتاج إلى مزيد من المعلومات التفصيلية أو الإشراف والتشجيع.
في حال كنت تربي طفلاً حساسًا أو تتعامل مع شخصية استهزائية، يجب عليك أن تكون واعيًا بأنهم يحتاجون إلى أشياء مختلفة منك، ومن بين هذه الأشياء هي مساعدتهم على التحكم في خجلهم حتى يتمكنوا من تقدير أنفسهم بشكل أفضل والانطلاق بثقة للمشاركة في الحياة.