احكام اسلاميةاسلاميات

ما هي الذنوب التي لا تغفر

هناك العديد من الذنوب التي لا يغفرها الله سبحانه وتعالى لصاحبها، إلا إذا تاب صاحبها بتوبة صادقة قبل وفاته. وتعتبر الذنوب الكبيرة من الأعمال العظيمة التي نهانا الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) عن ارتكابها، وتختلف هذه الذنوب في درجاتها   .

جدول المحتويات

ذنوب لا تغفر

يوجد السبع الموبقات التي ذكرها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف الذي رواه البخاري ومسلم والذي يحدد فيه الكبائر وأعظم الذنوب. وهذه السبع الموبقات هي: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرمها الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف أو الهروب من الجهاد في سبيل الله، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات. ويعد الشرك بالله سبحانه وتعالى من أعظم هذه الكبائر، إذ أنه الشيء الوحيد الذي لا يغفر يوم البعث، وهو الهلاك الأعظم ويخلد في النار أبدا .

الشرك الأكبر

قال الله سبحانه وتعالى: `إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء` (النساء: 48). وقال سبحانه وتعالى: `إنه من يشرك فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار` (المائدة: 72). وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار`، رواه مسلم في الإيمان. وقال القرطبي رحمه الله تعالى: `إن من مات على الشرك لا يدخل الجنة، ولا يناله رحمة من الله، وسيبقى في النار إلى الأبد، مع العذاب المستمر والعقاب الأبدي`، وقد اتفق كل من ابن حزم والقرطبي والنووي على أن المشرك سيبقى في النار إلى الأبد .

الشرك الأصغر

يوجد قولين في مسألة الشرك بالله

  •  القول الأول: يعتمد الأمر على الإرادة الإلهية، وهذا ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية، ويؤيده الإمام ابن القيم في الجواب الكافي .
  •  القول الثاني : إنها تحت التهديد، وقد تعرض بعض أهل العلم والفقهاء لهذا التهديد .

حقوق الناس ومظالمهم

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحللها منه، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم يأخذان من حسناته، ولكن سيئات أخيه تؤخذ منه، وإن لم يكن له سيئات، فسيئات أخيه تُحمَّل عليه.` رواه البخاري في كتاب الرقاق .

وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:” إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي وقد شتم هذا ، وقذف هذا وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا، وضرب هذا ، فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار” رواه مسلم في البر والصلة والآداب .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: “إن حقوق غير الله يجب إيصالها لأصحابها، وإلا فلن يحصل المتضرر على حُقه، ومن لم يستطع إيصالها بعد بذله جهده فعفو الله مأمول، فإنه يضمن التبعات ويجعل السيئات حسنات

القتل

تُعد مسألة القتل من بين السبع الموبوءات، لأن القتل يُتعلق بثلاثة حقوق، وهي كما يلي:

  1. حق الله سبحانه وتعالى.
  2. حق الولي والوارث.
  3. حقّ المقتول

إن حق الله سبحانه وتعالى يزول بالتوبة، أما حق الورثة فإنهم مخيرين بين ثلاثة خيارات

  1. إما القصاص.
  2.  إما العفو إلى غير عوض.
  3.  إما العفو إلى مال.

وأخر حق المقتول فعن جندب رضي الله عنه قال: حدثني فلان أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: `يأتي المقتول بقاتله يوم القيامة، فيسأله: لماذا قتلتني؟ فيقول: قتلتك على أمر من فلان`. فقال جندب: `فأعتقه`. رواه النسائي في كتاب تحريم الدم.

ولقد قال ابن القيم رحمه الله:” فالصواب والله أعلم أن يقال : إذا تاب القاتل من حق الله ، وسلم نفسه طوعا إلى الوارث ، ليستوفي منه حق موروثة  سقط عنه الحقان ، وبقي حق الموروث لا يضيعه الله. ويجعل من تمام مغفرته للقاتل أن يعوض المقتول لأن مصيبته لا تمحى بقتل قاتله ، والتوبة النصوح تذهب ما قبلها ، فيعوض هذا عن مظلمته ، ولا يعاقب هذا لإتمام توبته .

مغفرة الله للذنوب

يقول الله سبحانه وتعالى: “وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى” طـه الآية 82 ، ويقول الله سبحانه وتعالى:” وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب”، الرعد الآية 6 ، فإن الله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعا إذا شاء سواء أكانت زنا أو ما غيرها من الكبائر التي هي دون الشرك ، وإن مغفرة الله سبحانه وتعالى للذنوب والمعاصي والبعد عنها يتحقق على القول الصحيح عن طريق التوبة منها ، لأن من يتوب من ذنبه الذي ارتكبه وتاب الله عليه ، والتائب من الذنب يكون كمن لا ذنب له .

وعند وفاة الشخص الذي لم يتوب عن الكبائر، يعود الأمر إلى إرادة الله تعالى، فإذا أراد عذابه فسيعذبه، وإذا أراد الغفران له، فسيغفر له على جميع الذنوب باستثناء الشرك. ومن مات وهو مشرك بالله تعالى فإنه سيكون خالدا في النار، وهذا الأمر متفق عليه بين علماء المسلمين. وفي الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قال لا إله إلا الله ومات على ذلك دخل الجنة، وحتى لو ارتكب الزنا أو السرقة”. وعندما سأل أبو ذر “وإن زنى وإن سرق؟”، فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم “وإن زنى وإن سرق ثلاث مرات”، ثم قال في المرة الرابعة “على الرغم من أبي ذر”، فخرج أبو ذر يجر إزاره ويقول “وإن رغم أنف أبي ذر

كيفية وطرق الاستغفار الصحيحة

الاستغفار هو أفضل القربات إلى الله سبحانه وتعالى، وأي صيغة يستخدمها العبد في الاستغفار فإنها تكون على خير، مثل القول `أستغفر الله` أو `رب اغفر لي`، وغيرها من أساليب الاستغفار. وأما سيد الاستغفار فهو أن يقول المسلم: `اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، وأبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.` وهذا الاستغفار مذكور في الصحيح عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، ولا يوجد وقت أو مكان أو عدد محدد للمرات التي يستغفر بها الإنسان، وكلما زاد الإنسان في الاستغفار كان ذلك أفضل له، وقد سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: `سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة`، ورواه البخاري .

وعن الأغر بن يسار المزني رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `يا أيها الناس، توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أتوب في اليوم مائة مرة` رواه مسلم. ولا يؤذي المسلم أن يستغفر بنية قضاء أمر معين مما يفضله ويريده العبد، فقد قال الله سبحانه وتعالى فيما أخبر به عن سيدنا نوح عليه السلام: `فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم أنهارا` صدق الله العظيم نوح الآية 10، 11 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى