العالم

ما هي الدول التي تشغل منطقة الاندلس اليوم

الدول التي تشغل منطقة الأندلس اليوم

الدول التي تحتل منطقة الأندلس الآن هي إسبانيا والبرتغال، والتي كانت تقع فيها منطقة الأندلس، التي كانت تبلغ مساحتها حوالي ستمائة ألف كيلومترمربع، وهي الآن جزء من إسبانيا والبرتغال معًا. ويفصل منطقة الأندلس عن المغرب العربي مضيق جبل طارق.

في أي القارات تقع الأندلس

عند النظر إلى خريطة العالم الإسلامي في العصور السابقة، توضح أن الأندلس تقع في الجنوب الغربي من قارة أوروبا، وتتخذ شكل مثلثي من الأرض، يضيق نحو الشرق ويتسع نحو الغرب، وتربطها سلاسل جبال البرتات بفرنسا من الشمال، ويحيط بها الماء من كل جانب بحيث يحيط بها البحر المتوسط من الشرق والجنوب الشرقي، والمحيط الأطلسي من الغرب والجنوب الغربي والشمال. ولذلك، سماها العرب بجزيرة الأندلس.

تعتبر جبال البرينية حاجزًا طبيعيًا يفصل بين إسبانيا وفرنسا، ويحيط بها الأندلس من الشمال، مما يعطيها مظهرًا يبدو وكأنها تفصل بينها وبين أوروبا. ويقال إن الأندلس تشبه المغرب العربي في الكثير من النباتات والحيوانات، خاصة في منطقتي سبتة وطنجة.

تتميز الجزيرة بوجود هضبة المسيتا الكبيرة داخلها، حيث تتقاطع الجبال وتتدفق عليها الأنهار بكثرة، مما يجعلها تبدو كأنها تعيش فوق شبكة مائية.

سبب تسمية الأندلس بهذا الآسم

تُدعى بعض القبائل بالوندال باللغة العربية، وقد جاءت هذه القبائل من بلاد السويد والدنمارك والنرويج، ومن الممكن أنها جاءت من ألمانيا أيضًا. عاشت هذه القبائل في بلاد الأندلس لفترة من الزمن، وبسبب سلوكها العدواني، سميت البلاد التي عاشت فيها باسم فاندالوسيا تيمنًا بالقبائل، وتم تحريف هذا الاسم إلى أندلسيا ثم إلى أندلس.

بعدَ خروجِ تلكَ القبائلِ من الأندلس، حكمتها مجموعةٌ من النصارى يتبعونَ طائفةً أخرى، ويُسمونَ بقبائلِ القوطِ أو القوطِ الغربيين، وظلُّوا يحكموها حتى جاءَ الفتحُ الإسلامي.

الأسباب التي دفعت المسلمين لفتح الأندلس

كان المسلمون وقتها قد انتهوا من فتوحات بلاد الشمال الإفريقي، مصر وتونس وليبيا والجزائر والمغرب، ولم يكن لديهم إلا خيارين إما الإتجاه إلى الشمال، وعبور مضيق جبل طارق الفاصل بين الأندلس و المغرب العربي وفتح بلاد الأندلس، او الذهاب جنوبا إلى الصحراء الكبرى بمساحتها الواسعة وسكانها القلائل.

لم يكن الهدف من فتوحات المسلمين البحث عن مساحات واسعة أو الثروات، بل كان الهدف الرئيسي هو نشر الإسلام بين الناس وتعليمهم الشريعة الإسلامية.

لذا، كان من الطبيعي أن يتجهوا شمالا نحو بلاد الأندلس لنشر دين الله للجميع.

عقبات فتح الأندلس

لم تكن فكرة فتح الأندلس حديثة العهد، إنما هي فكرة قديمة منذ ولاية عثمان بن عفان، حينما حاصر المسلمون القسطنطينية ولم يستطيعوا فتحها، فقال لهم عثمان رضي الله عنه إذا أردتم فتح القسطنطينية يجب عليكم أن تقوموا بفتح الأندلس أولا، ثم بعد ذلك تتجهوا نحوا القسطنطينية من الأندلس.

عندما انتشر الإسلامفي بلاد شمال أفريقيا وكان الوالي عليها موسى بن نصير، بدأ في التفكير في نشر الإسلام في بلاد لم يصلها بعد، مثل الأندلس التي لا تفصلها عن شمال إفريقيا سوى المضيق الجبلي، ولكن كانت هناك عدة عقبات، ومن أهمها:

  • كانت المسافة البحرية بين المغرب والأندلس لا تقل عن ثلاثة عشر كيلومترًا، ولم يكن للجيش سفن كافية للعبور إلى الأندلس، نظرًا لأن معظم معارك المسلمين – باستثناء معركتي ذات الصواري وفتح قبرص – كانت برية، لذلك كان الجيش بحاجة إلى وجود السفن.
  • كان موسى بن نصير يحرص على حماية ظهره في كل خطوة يخطوها، وكانت هناك جزر تسمى البليار تقع شرق الأندلس، وعندما دخل الأندلس لم يكن ظهره محميًا بسبب وجود هذه الجزر.
  • لم يكن المسلمون قد فتحوا مدينة سبتة، التي تقع في المغرب وتطل على مضيق جبل طارق المعروف الآن باسم مضيق جبال الأندلس، ولذلك خشي موسى بن نصير من هجوم على الأندلس خوفًا من أن يتحالف حاكم سبتة يليان مع حاكم الأندلس لذريق في مقابل مادي، ويحاصروا الجيش الإسلامي ويقضوا عليه.
  • كانت العقبة الرابعة التي تواجه موسى بن نصير قلة عدد قوات المسلمين الفاتحين وقتها، حيث كان عددا كبيرا منها منتشر في بلاد الشمال الإفريقي، فكان لا يستطيع مهاجمة الأندلس بهذا العدد القليل من الفاتحين، ولا يستطيع سحب قواته من شمال أفريقي حتى لا تنقلب عليه البلاد اذا خرج بقواته منها.
  • يتميز العددالكبير لقوات النصارى، بالإضافة إلى عداتهم وقلاعهم وحصانهم، وقائدهم القوي.
  • كانت العقبة الأخيرة التي تواجه موسى بن نصير هي الطبيعة الجيوغرافية للأندلس، التي كانت غير معروفة للمسلمين في ذلك الوقت بسبب البحر الذي كان يفصل بينهما، وكان من الممكن أن يهزم الجيش بسبب عدم معرفته جيدًا بالأندلس.

 تغلب موسى بن نصير على عقبات فتح الأندلس

لم يستسلم موسى بن نصير لجميع العقبات التي واجهته في فتح الأندلس، بل عمل على إصلاحها جميعًا حتى نجح في تحقيق الفتح.

  • قام بالبداية ببناء الموانئ وإنشاء السفن، وعلى الرغم من أن هذه المهمة كانت طويلة الأمد، إلا أنه بدأ بحماس عالٍ حتى قام ببناء أكثر من ميناء في شمال إفريقيا.
  • أثناء بناء الموانئ وإنشاء السفن، اخذ موسى بن نصير في تعليم الامازيغ الإسلام، ولما اطمئن إلى فهمهم الإسلام بدأ الأعتماد عليهم وضمهم لجيشه، وهذا الصنيع من الصعب بل من المستحيل، أن تجده عند غير المسلمين، فلم تستطع دولة غير الإسلامية أن تغير من طبائع الناس وولائهم الذي كانوا عليه.
  • القائد دائما هو قبلة الجيش وعموده، لهذا ولي موسى بن نصير القائد الأمازيغي المحنك طارق بن زياد، ذلك القائد الذي جمع بين التقوى والورع والكفائة الحربية وحب الجهاد والرغبة في الأستشهاد في سبيل الله، وبالرغم من كونه امازيغي وليس عربي ولكن قدمه موسى بن نصير على غيره من العرب نظرا لكفائته، قدرته على فهم وقيادة قومه.
  • فتح جزر البليار وضمها إلى أملاك المسلمين، وبهذه الطريقة تم تأمين ظهره.

عندما تم حل جميع العقبات، بقيت هناك عاقبتان لم يتمكن موسى بن نصير من حلهما، وهما جزيرة سبتة وعدم معرفة المسلمين للطبيعة الجغرافية للأندلس.

في شيء غير متوقع، قرر حاكم سبتة يليان مساندة جيوش المسلمين في غزو الأندلس، بسبب كرهه الشديد لحاكم الأندلس الذي قتل الحاكم السابق للأندلس الذي كان على علاقة طيبة مع يليان.

ساعد المسلمون في تسهيل فتح الأندلس بتوفير بعض التسهيلات لهم. ولقد ساعد الأمر المسلمين كثيرا، وذلك بفهمهم لتاريخ الأندلس ومعرفتهم بوحشية حاكم الأندلس تجاه شعبه واضطهاده لليهود في البلاد. حتى أرسلوا وفدا لمقابلة طارق بن زياد وتشجيعه على فتح الأندلس، وذلك لتحقيق رغبة يليان في استعادة أملاك أولاد غطشة، الملك السابق للأندلس، الذي استولى عليها حاكم الأندلس آنذاك.

في ذلك الوقت، كان موسى بن نصير يفكر في العروض التي تم تقديمها له، وقام بإرسال يليان لطارق بن زياد في طنجة لتقديم عرض للتفاوض. وتضمن العرض البنود التالية:

  1. كانت مسألة تسليم ميناء سبتة مشكلة كبيرة للمسلمين حيث استمر البحث عن حل لها لعدة سنوات.
  2. نمدك بالمعلومات الكافية عن أرض الأندلس .

أما المقابل في الاتفاقية، فكانت أموال غطشة التي استولى عليها لذريق ليعيدها إلى أولاده.

فتح الأندلس

كانت هذه المرحلة من الغزو هي واحدة من أهم مراحل تشكيل العالم الإسلامي، وحدثت في السنة التاسعة والتسعين من الهجرة، خلال فترة حكم الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك. تمت بواسطة طارق بن زياد، ولذلك سمي المضيق الجبلي الذي يفصل بين الأندلس والمغرب العربي بمضيق جبل طارق بعد الفتح الإسلامي، وتظل آثار المسلمين موجودة في الأندلس حتى يومنا هذا .

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى