ما هي الدراسة الحشدية
مقدمة حول الدراسة الحشدية
تُعد الدراسة الحشدية نوعًا من الدراسات الطبية التي تستخدم للبحث عن أسباب الأمراض وتحديد العلاقات بين عوامل الخطر والنتائج والمخرجات الصحية.
المصطلح “الحشدية” يشير إلى مجموعة من الناس، وتركز هذه الدراسة على مجموعة من الناس، ويمكن أن تكون الدراسة تقدمية أو تراجعية.
“تتم دراسة الحشود التقدمية في الوقت الحالي وتتابع الأفراد في المستقبل، وتركز هذه الدراسات على البيانات الحالية المتوفرة لتحديد عوامل الخطر لبعض الاضطرابات، وتكون التفسيرات محدودة لأن الباحثين غير قادرين على العودة وجمع البيانات المفقودة.
حقائق سريعة حول الدراسة الحشدية
- تراقب الدراسة الحشدية عادة مجموعة كبيرة من الأشخاص، وتراقب تعرضهم لبعض عوامل الخطر للعثور على الأدلة حول الأسباب المحتملة للإصابة بالمرض.
- يمكن أن تكون الطريقة الأولى تقدمية حيث يتم جمع البيانات من الوقت الحالي فصاعدًا، بينما الطريقة الثانية تراجعية حيث يتم النظر في البيانات التي تم جمعها بالفعل.
- يمكن أن تساعد هذه الأبحاث أيضًا في تحديد عوامل الخطر التي تؤثر على الصحة.
الفرق بين الدراسة الحشدية والدراسات الأخرى
التجربة المنضبطة بالعشوائية (RCT) تعتبر الأفضل، وهي الطريقة الأكثر صرامة في التجارب الطبية التداخلية، مثل قياس فعالية الأدوية الجديدة، لكن لا يمكن استخدام هذا النوع من الدراسة من أجل قياس سبب المرض. الدراسات الحشدية قائمة على الملاحظة، حيث يراقب الباحثون ما يجري دون أي تدخل.
في الدراسات التجريبية، مثل التجربة المنظمة عشوائيا، يتدخل العلماء، على سبيل المثال، من خلال إعطاء المشاركين دواء جديد وقياس النتائج والإخراجات.
عند البحث عن أسباب المرض، سيكون أمر غير أخلاقي تعريض الباحثون إلى عوامل خطر جديدة، كما هو الحال في (RCT)، بدلًا من ذلك، يقوم الباحثون في الدراسة الحشدية فقط بالمراقبة دون أي تدخل. من أجل قياس فعالية العقار، فإن الدراسة المنضبطة بالعشوائية هي الخيار الأفضل. حيث يقوم الباحثون بقياس فعالية وأمان العلاج.
قد تكون الأضرار في بعض الأحيان أكبر من الفوائد، ولكن هذا النوع من الاختبارات يعتبر مقبولًا لأن العقار قد تم اختباره عدة مرات، ويكون الباحثون متأكدين من سلامةالدراسة التي يجرونها (أي عدم وجود آثار جانبية خطيرة، وإلا فإن الدراسة تكون غير أخلاقية)
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يوافق المشاركون على الانضمام إلى التجربة، وقد يكون ذلك في بعض الأحيان بسبب حالتهم الصحية، ولكن هناك فرصة جديدة لتحسين صحتهم باستخدام الدواء.
دراسة حالة – شاهد
تعد دراسة حالة شاهد نوعًا آخر من الدراسات المستندة إلى المراقبة والتي تستخدم أيضًا لتحديد سبب المرض. وتعتبر الدراسات الحشدية أفضل من دراسة حالة الشاهد لأنها عادة ما تكون تقدمية. وعادةً ما تكون دراسة الحالة محدودة لأنها تكون رجعية وتشمل عددًا أقل من الأشخاص.
إيجابيات وسلبيات الدراسة الحشدية
الإيجابيات
- يمكن قياس عدة نتائج من تعرض واحد
- يمكن مراقبة أكثر من موقع تعرض
- يتم قياس التعرض قبل ظهور المرض في الدراسة الحشدية المستقبلية
- جيد من أجل قياس التعرض النادر
- يمكن أن يظهر الرابطة السببية
- يمكن أن يقيس معدل الإصابة والانتشار
السلبيات
- يستهلك الكثير من الوقت والجهد والمال
- قد يتعرض للتحيز بسبب فقدان المتابعة أو الرؤية الكاملة
- يمكن أن يحدث فقدان التواصل مع المشاركين في التجربة نظرا لأن الدراسة الجماعية تستغرق وقتا طويلا.
- قد يتسبب التحيز في الانحياز بسبب المعرفة المسبقة بنمط التعرض
- لا يمكن دراسة المرض النادر
فوائد الدراسة الحشدية
تصميم الدراسة الحشدية هو الوسيلة العلمية الأفضل من أجل قياس تأثيرات عامل الخطر المحدد. في الدراسة الحشدية التقدمية، قد يطرح الباحثون سؤال ويقومون بتشكيل افتراضية حول السبب المؤدي لظهور المرض. ثم يقوم بمراقبة مجموعة من الأشخاص، ويعرف ذلك باسم الحشد، على فترة من الزمن، قد تستغرق الدراسة عدة سنوات. ثم يقوم الباحثون بجمع البيانات التي تكون مرتبطة بالمرض.
يقوم الباحثون في هذه الطريقة بالتعرف على التغيرات في الصحة المرتبطة بعوامل الخطر التي تم تحديدها، عن طريق تسجيل تفاصيل نمط الحياة المحددة خلال فترة الدراسة من قبل المشاركين. بعد ذلك، يمكنهم تحليل العلاقات المحتملة بين المرض وعوامل الخطر.
محددات الدراسة الحشدية
تعتبر الدراسة الحشدية أحد أقوى أشكال البحث الطبي بعد التجارب المنضبطة بالعشوائية، ولكنها ليست دائمًا النمط الأفضل للدراسات التي تعتمد على التجارب.
إن للدراسة الحشدية بعض الحدود وهي تتضمن:
- هذا الأسلوب من الدراسة غير مناسب لجمع الأدلة عن الأمراض النادرة. ففي دراسة الحالات، يتم تحليل التعرض لعوامل الخطر بعد تحديد حالات المرض، بينما تقوم الدراسات الشاملة بمتابعة البيانات ورصد الحالات المرضية.
- لا يعد هذا النمط من الدراسة مناسبًا لتحديد سبب انتشار المرض بشكل مفاجئ، وقد تساعد دراسة الحالة على الحصول على نتائج أسرع.
- يتطلب الحصول على النتائج المرجوة عادةً عدة سنوات وغالباً عقود، وكذلك تكلفة باهظة.
- قد توفر الأدلة فقط معلومات حول أسباب المرض، بدلاً من إيجاد الروابط بين عوامل الخطر والصحة.
- يمكن للمشاركين في الدراسة الانسحاب أو الانتقال لمكان بعيد أو الوفاة لأسباب غير متوقعة ، وهذا يمكن أن يؤدي إلى فقدان الاتصال بالمشاركين وزيادة التحيز في الدراسة.
أمثلة عن الدراسة الحشدية
تستمر بعض الدراسات الحشدية لفترات طويلة تصل إلى عدة سنوات، مما يتيح الحصول على الكثير من البيانات التي قد تفيد الباحثين في عدة مجالات.
دراسة صحة الممرضات
الدراسة الحشدية الأكثر شيوعا هي دراسة صحة الممرضات، وهي دراسة طويلة الأمد تم إجراؤها على صحة المرأة. تم إنشاء هذه الدراسة في عام 1976 للتحقيق في العواقب المحتملة على المدى الطويل لاستخدام موانع الحمل الفموية. تم تعيين مجموعة الجيل الثاني من الدراسة في عام 1989، وتم اختيار مجموعة الممرضات من الجيل الثالث من جميع أنحاء الولايات المتحدة وكندا في عام 201.
كانت الممرضات في دراسة صحة الممرضات الأولية نساء متزوجات تتراوح أعمارهن بين 30 و55 عامًا، بينما تهدف الدراسة في الجيل الثاني والثالث من دراسة صحة الممرضات إلى النظر في مجموعة أكثر تنوعًا وتشمل النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و46 عامًا.
تم الحصول على العديد من المعلومات من هذه الدراسة التي أجريت من قبل كلية هارفارد للصحة العامة ومستشفى بريغهام والنساء في بوسطن، ماساتشوستس. يستمد المصدر التالي المعلومات من الأخبار التي نشرتها MNT مؤخرا. تم الإبلاغ عن بعض النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة الضخمة التي شاركت فيها مئات الآلاف من النساء
- قد تحمي المكسرات من أمراض القلب
- يُرتبِط زيادة الوزن في مرحلة البلوغ المبكرة بالمخاطِر الصحية في وقتٍ لاحِقٍ من الحياة
نظرًا لأن دراسة صحة الممرضات تسأل المشاركين عن اختيارات نمط حياتهم، فقد تم جمع الكثير من المعلومات حول آثار وفوائد العوامل المختلفة، بما في ذلك أنواع محددة من الأطعمة في النظام الغذائي.
تعتبر الدراسات الحشدية مفيدة أيضًا في البحث عن العلاقات بين العوامل الصحية والبيئية مثل المواد الكيميائية في الهواء والماء والغذاء، وهذه القضايا تساعد منظمة الصحة العالمية (WHO) على البحث فيها من خلال الدراسات الحشدية التي يتم إجراؤها على نطاق واسع.