ما هي التجارب السريرية
التجارب السريرية
هي عدد من الأبحاث التي تقوم على تقييم ما يدخل جسم الإنسان من علاجات أو أدوية أو جراحات أو أغذية مختلفة ، حيث يتم تقسيم الأفراد ممن هم سيتم عليهم إجراء التجربة إلى مجموعتين بصورة غير منظمة ، وتسمى المجموعة الأولى ( مجموعة التجربة ) وتسمى المجموعة الثانية (مجموعة المراقبة) ، ومن خلال هذا المقال سنوضح لكم أعزائنا القراء تاريخ التجارب السريرية وما هو سبب القيام بها بجانب المراحل الخاصة بها .
لماذا يتم اجراء التجارب السريرية
يتم القيام بتلك الأبحاث لمعرفة ما إذا كان نوع ما من الأدوية يصلح للقيام بعلاج المرضى ، بالإضافة إلى معرفة النسبة المناسبة من هذا الدواء للشفاء من المرض ، بجانب أنه من أسباب القيام بتلك الأبحاث يمكن أن نكتشف أن نوع معين من الأدوية يمكنه أن يقوم بعلاج مرض آخر غير المرض المصنع له .
يتم استخدام المقارنة بين نوعين أو أكثر من الأدوية لاكتشاف أيهما أفضل لنوع معين من الأمراض، وهذا يتطلب استنتاج ما إذا كان هذا الدواء أكثر فعالية لنوع محدد من المرض من الدواء الذي تم إعطاؤه سابقًا لهذا المرض .
متى بدات التجارب السريرية
يُعد مفهوم الأبحاث الطبية من المفاهيم القديمة التي تم الإشارة إليها منذ زمنٍ طويل، حيث كان الطبيب والفيلسوف الفارسي ابن سينا أول من قام بتنفيذ تلك الأبحاث في بداية القرن الحادي عشر الميلادي، وذلك من خلال كتابه “القانون في الطب” الذي يحوي جميع التفاصيل المتعلقة بالتجارب والأبحاث التي قام بها .
يتضمن هذا الكتاب قواعد التجارب والأدوية التي تمت تجريبها والأبحاث والعقاقير التي تم اختبارها من قبل رائد الطب العربي، ابن سينا. كما يحتوي الكتاب على الأدلة اللازمة والمتعلقة بفعالية تلك الأدوية في علاج الأمراض المعينة في ذلك الوقت .
القواعد المرتبطة بالتجارب السريرية
- يجب التأكد من عدم وجود أي أخطاء في الدواء وأن يكون فعالًا .
- يجب استخدام الدواء لعلاج حالة مرضية محددة لكل شخص بشكل فردي وغير مركب .
- يجب إجراء تجارب على المرضى المختلفين للتأكد من فعالية الدواء في علاج المرض المستهدف وليس كعلاج ثانوي .
- يجب أن تتوافق خصائص الأدوية التي يتم اختبارها مع قوة وبرودة الأمراض التي يتم علاجها، حيث أن بعض الأدوية قد تكون ساخنة دون أن تتوافق مع برودة الأمراض التي يتم علاجها، وبالتالي لا تكون فعالة على الإطلاق .
- يجب مراعاة توقيت التجربة والوقت الذي يتم فيه تناول المادة المراد تجربتها، حتى لا يتداخل التأثير الأصلي مع أي تأثيرات جانبية وتتداخل النتائج علينا .
- يجب أن تظهر أكثر من نتيجة إيجابية لنفس الدواء في أكثر من تجربة، فإذا لم يحدث ذلك يمكن أن يكون شفاء المرض تم عن طريق الصدفة دون وجود أي علاقة بالدواء .
- يجب إجراء تلك التجارب على البشر، لأن تجربة الدواء على الحيوانات مثل الأسود والخيول لا يمكن الاعتماد عليها، فهي لا تدل بالضرورة على حدوث نفس التأثير على البشر .
امثلة على التجارب السريرية
تجربة جيمس ليند
هناك العديد من التجارب المعروفة في هذا المجال، بما في ذلك تجربة العالم (جيمس ليند) الذي أكد بالدليل القوي في عام 1747 أن عصير القراص يمكن أن يشفي من مرض الاسقربوط .
حيث قام (ليند) بتجربته على أعداد من المرضى المصابين بهذا المرض وقام بإعطائهم مجموعة الحوامض بدءا من الخل وصولاً إلى عصير التفاح ، وقد اكتشف أخيراً أن المرضى الذين قد تناولوا عصير الليمون وعصير البرتقال قد تم شفائهم تماما من هذا الداء بعد مرور ٦ أيام فقط من بدء تناول العلاج .
تجربة فريدريك أكبر
نذكر تجربة العالم فريدريك أكبر محمد، الذي كان يعمل طبيبًا في مستشفى بمدينة لندن، حيث حقق نجاحًا ملحوظًا في تمييز المصابين بأمراض مزمنة لمرض الكلى وجود ارتفاع طفيف في ضغط الشرايين وبين المصابين بارتفاع شديد في ضغط الدم المعروف حاليًا .
وقد قام بوضع سجل جماعي يحتوي على المعلومات الخاصة بجميع الأمراض التي تم اكتشافها وغيرها، والتي قام زملاؤه المختصون بإرسالها إليه، وهم ينتمون للرابطة الطبية البريطانية ويعملون خارج المستشفيات .
نظام التعمية السريرية وانواعها
يتم استخدام التجارب العمياء للتخلص من التحيز الذي يمكن أن يحدث خلال التجربة بسبب الشخص الذي يتم إجراء التجربة عليه، وتنقسم التجارب العمياء إلى ثلاثة أنواع
- نظام التعمية المفردة( Single Blind Experiment)
- التعمية المزدوجة (Double Blind (Experiment.
- التعمية الثلاثي (Triple Blind Experiment)
وسنشرح لكم تلك الأنظمة بالتفصيل .
نظام التعمية المفردة
يقتصر ذلك على الأشخاص الذين يتم تعمية أحدهم، حيثلا يعلمون إذا ما كانوا جزءًا من مجموعة التجربة أو مجموعة المراقبة .
نظام التعمية المزدوجة
يضم هذا النظام الشخص الذي يقوم بإجراء التجربة، والذي يقوم بإجرائها على نفسه، بالإضافة إلى دراستها وتدوينها، وذلك للعمل على خفض التحيز الذي يمكن أن يحدث، ويعتبر هذا النظام الأكثر استعمالًا .
نظام التعمية الثلاثي
يتضمن هذا النظام الأشخاص الذين يخضعون للتجارب، والشخص الذي يقوم بإجراء التجربة، بالإضافة إلى الشخص الذي يقوم بتدوين التجربة ودراسة النتائج .
تكلفة التجارب السريرية
تتوقف تكلفة التجارب على ثلاث نظم هامة وهي :-
- أولاً : يمكن لأي جهة، سواء كانت شركة دوائية أو منشأة طبية أو غيرها، تمويل النشاطات .
- ثانياً : يتم تنفيذ الدراسة والتحليل بواسطة الأطباء الباحثين والمختصين، ومن بينهم الصيادلة والممرضون وغيرهم .
- ثالثاً : المتخصصالذي يعمل في البحث الدوائي على المرضى أو المصابين الذين يتطوعون ويوافقون على المشاركة في التجارب .
مراحل التجارب السريرية
ما قبل التجارب السريرية
تعد هذه المرحلة حيث يتم تحديد المادة التي سيتم إجراءالتجربة عليها، وذلك عن طريق وضع المادة داخل الوسط الحيوي في المعمل المخصص لتحديد معدل فعالية المواد الدوائية، وتسمى هذه المرحلة باسم تحديد المركب الفعال .
المرحلة الصفرية
تمت إضافة هذه المرحلة من قبل إدارة الغذاء والدواء لأي نوع من الأدوية الجديدة، وذلك بهدف التعرف على حركة الدواء في جسم الإنسان عن طريق استخدام جرعات قليلة، دون الهدف من ذلك تحديد فعالية الدواء أو مستوى سميته .
المشاركة في التجارب السريرية
هناك العديد من الأسباب التي تجعل الناس قد يشاركون في التجارب السريرية قد يحتاج البعض إلى معالج ، يأملون أن يكون أكثر فاعلية من العلاجات المتوفرة حاليًا ، قد يرغب آخرون في المساهمة في تقدم العلوم ، أو لمجرد الحصول على عائد مادي من المشاركة قد يرغب آخرون في الحصول على العلاج والرعاية الصحية المجانية .
- لا يكفي المشاركة في تجربة سريرية لمجرد المشاركة، بل يمكن فقط للأشخاص الذين يستوفون متطلبات المشاركة في الدراسة القيام بذلك .
- توجد معايير خاصة للمشاركة في كل تجربة سريرية، مثل نوع ومرحلة السرطان ومستويات الكوليسترول المنخفضة في الدم أو ضغط الدم، وتحدد هذه المعايير خصائص المشاركين المسموح لهم بالمشاركة في الدراسة السريرية .
- يمكن تحديد الفئة العمرية (مثل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40-65 سنة) أو عدم وجود حمل أو أمراض محددة .
- قد يتطلب المشاركة في تجربة سريرية إجراء اختبارات وتحقيقات مكثفة للمشاركين، مثل اختبارات الدم أو إجراءات طبية أخرى .