ما هي البدعة وانواعها
ما هي البدعة
عرف العالم محمد الخادمي الحنفي البدع بقوله: يعنى بـ `جمع بدعة خلاف السنة اعتقادا وعملا وقولا` أنها تعني إحداث أمور جديدة لم تكن موجودة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأشير أيضا إلى أن المعنى الشرعي للبدعة هو زيادة أو نقصان في الدين بعد الصحابة بدون إذن شرعي. وقد عرف الشاطبي البدعة بأنها `طريقة في الدين مبتكرة تشبه الشرعية، وتهدف إلى التعبد المفرط لله سبحانه
تعريف البدعة لغة واصطلاحًا
- البدعة لغةً: مفرد بِدْعات وبِدَع.
- البدعة شرعًا: البدعة في الشرع هي العبادة المحدثة التي لم يأتي بها الشرع، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالةً في النار لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة) وكان يقول النبي صلى الله عليه وسلم هذا في خطبه: أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، ويقول: كل بدعة ضلالة، ويقول: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد، ويقول: من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد.
- البدعة اصطلاحًا: تحمل البدعة في الاصطلاح الفقهي عدة تعريفات، ومنها ما قاله الإمام ابن تيمية حيث عرف البدعة في الدين بكونها ما لم يشرعه الله أو رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، أو فعل ما لم يأمر به الله ورسوله بأمر إيجاب، أو حتى فعل ما لم يأمر به بأمر استحباب.
تعريف البدعة عند العلماء
وعرفها الإمام الشاطبي رحمه الله: البدعة هي طريقة مخترعة في دين الله، تشابه الأحكام الشرعية والطرق الشرعية، ولكن في الواقع فإنها تتعارض معها. وتنطبق مصطلح البدعة فقط على ما يتم ابتداعه في الدين الإسلامي من عبادات معينة، وتعرف البدعة بأنها طريقة مخترعة في الدين تشابه الشرعية وتتبعها في سلوكها.
وعرفها الإمام الحافظ ابن رجب أن للبدعة مفهومًا آخر فيقول: والمقصود بالبدعة هو ما يبتدع من أشياء ليس لها أصل في الشريعة ويشير إليه، أما ما له أصل في الشرع ويشير إليه، فليس ببدعة شرعا، وإذا كان بدعة لغويا، فيعتبر كل من يبتدع شيئا ويربطه بالدين وليس له أصل من الدين مرتابة، والدين بريء منه، سواء كان ذلك في مسائل الاعتقادات أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة.
حكم البدعة
يختلف حكم البدعة حسب نوعها، فمنها ما هو مكروه ومنها ما هو جائز، وذلك في حالة عدم تعلق هذه البدع بالعبادات. ولكن إذا كانت البدعة تتعلق بأمور دينية، فيجوز حكم مبتدعها بأنه كافر، وتوجد بعض الأدلة السنية التي تشير إلى كراهية البدعة
- قال الخطابي: يريد به طاعة من ولاة الإمام، عليهم السلام، وإن كان عبدا حبشيا. وقوله: `وإياكم ومحدثات الأمور`، وفي رواية أبي داود: `وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة`. وقال ابن رجب: إنه تحذير للأمة من اتباع الأمور المحدثة المبتدعة، وأكد ذلك بقوله: `كل بدعة ضلالة`. والمقصود بالبدعة هو ما أحدث من غير أصل في الشريعة، وأما ما كان له أصل من الشرع فليس ببدعة شرعا، وإن كان بدعة لغوا.
- عن العرباض بن سارية، قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الغداة بموعظة بليغة، أثرت فينا الدموع وراقت القلوب. فقال رجل: إن هذه موعظة الوداع، فماذا توصينا بها يا رسول الله؟ قال: أوصيكم بتقوى الله والاستماع والطاعة. واحذروا اختلافات الأمور، فإنها ضلالة. فمن يشهد ذلك منكم، فعليه أن يتبع سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بقوة وإصرار
- روى كثير بن عبد الله، الذي هو ابن عمرو بن عوف المزني، عن أبيه، عن جده، أن النبي قال لبلال بن الحارث: `اعلم يا بلال`. فقال بلال: `ماذا أعلم يا رسول الله؟`. فقال النبي: `أعلم يا بلال`. فقال بلال: `ماذا أعلم يا رسول الله؟`. فقال النبي: `من أحيا سنة من سنتي التي أميتت بعدي، فإن له مثل أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا، ومن ابتدع بدعة ضلالة لا ترضي الله ورسوله، كان عليه مثل آثام من عمل بها، ولا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئا
- قال سعيد بن المسيب: قال لي أنس بن مالك: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: `يا بني، إن استطعت أن تصبح وتمسي وفي قلبك حسد لأحد، فاصنع، وذلك من سنتي. ومن أحيا سنتي فقد أحبني، ومن أحبني كان معي في الجنة.
قد يسأل بعض الناس إذا كانت صلاة التراويح بدعة، ولكن بالطبع لا، إذ إن صلاة التراويح سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويأتي دليل ذلك من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها، الذي يشير إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى التراويح في المسجد وصلوا معه الرجال، وكرر ذلك في الليالي اللاحقة، ولم يفعل شيئا خارج عن سنته.
أنواع البدعة
البدعة العقائدية
يعد تغيير حكم الأمر بعد حكمه السابق، مثلما يفعل المبتدعون عند تكفير مرتكب الكبائر، من الأمثلة على البدع في الإسلام، والتي لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
البدعة العملية
الابتداع في الدين يشمل تشريع عبادة غير مشروعة من الله تعالى، ويتمثل الابتداع العملي في ثلاثة أنواع كما يلي:
- البدعة في العبادة هي كأن يزيد المبتدع عدد صلواته بصلاة سادسة، وهذا طبعا لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- الابتداع في صفة العبادة يعني تغيير طريقة الصوم أو الصلاة، وهذا لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتأكيد.
- البدعة هي تخصيص وقت لأداء العبادات الشرعية في أي وقت مثلا، مثل تخصيص صلاة أو أي عبادة في وقت معين من أي شهر مثل شهر شعبان. هذا هو أحد الأمثلة الرئيسية للابتداعات المنتشرة في المجتمع وبالطبع لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
البدع واقسامها
قام الإمام والفقيه العز بن عبد السلام بتقسيم البدعة إلى خمسة أقسام بناءً على تعريفه لها، ويعرفها قائلًا: (ما لم يُعهَد في عصر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم-وهي تنقسم إلى بِدعة واجبة، وبِدعة مُحرَّمة، وبِدعة مندوبة، وبِدعة مكروهة، وبِدعة مُباحة) وسنتناول كل منها كما يأتي:
- البدعة الواجبة: تعني هذه العبارة وجود شيء لا يمكن تجنبه أو التخلي عنه، على سبيل المثال، عندما قام العلماء بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بتطوير علم النحو وعلم الصرف. وهذا الأمر ضروري ومهم لتفسير القرآن وفهمه، وبالتالي فإنه ابتكار ضروري.
- البدعة المحرمة: وهي أن يأتي شخص بأمر قد حرمه الله تعالى، مثل إنشاء الفرق المذهبية التي تفرق بين المسلمين.
- البدعة المندوبة: إحداث شيء جديد من القواعد المندوبة في الشريعة، مثل إنشاء المستشفيات والمدارس.
- البدعة المكروهة: البدع التي تثير الكراهية مثل تزيين المصحف.
- البدعة المباحة: البدع هي الأفعال التي تحتوي على شيء من الإباحية، مثل مصافحة المصلين بعد الصلاة وغير ذلك.