ما هي الاغذية المعدلة وراثيا
هل تعرف ما هي الأطعمة المعدلة وراثيا وما هي إيجابياتها وسلبياتها؟ هل فكرت في البحث عن هذا الموضوع من قبل؟ فالكثير منا يتناول الأطعمة المعدلة وراثيا دون علم، حيث يستخدم المزارعون التعديل الوراثي للأغذية لإضفاء نكهة أو سمات مرغوبة مختلفة، مثل زيادة الحجم أو تغيير اللون، ويرغبون في جعل النباتات أكثر مقاومة للحشرات والأمراض المختلفة، كما يمكن أن يؤدي التعديل الجيني إلى تحسين النكهة أو القيمة الغذائية.
الأغذية المعدلة وراثيا
يشير مصطلح المعدل وراثيا، إلى أي شيء قد تم تعديل حمضه النووي عن طريق استخدام تقنية الهندسة الوراثية، ففي الأغذية يتم التعديل الوراثي لتحسين النمو ومقاومة الآفات وسهولة الزرع، ويعمل التعديل الجيني على تسريع عملية النمو، والدراسات تشير إلى أن نحو نسبة 80% من الأطعمة التي توجد بالأسواق قد تم تعديلها وراثيا، وللبعد عن تلك الأطعمة قد تقوم بزراعتها بنفسك، أو الشراء من أماكن بيع الأغذية العضوية.
سلبيات الأغذية المعدلة وراثيا
توجد سلبيات للأغذية المعدلة وراثيًا، بالإضافة إلى الإيجابيات، ولا يزال الجدل حول الأضرار المحتملة للأغذية المعدلة وراثيًا مستمرًا، حيث توجد العديد من الأقاويل عن وجود آثار سلبية طويلة المدى،ولكن يرى البعض أنه لم يتم إثبات ذلك بشكل قاطع. وأما بالنسبة للسلبيات المعروفة للأغذية المعدلة وراثيًا، فتشمل:
- يشعر بعض الأشخاص بردود فعل تحسسية عند تناول بعض الأطعمة، ويعتقد البعض أن الأطعمة المعدلة وراثيًا قد تزيد من احتمالية حدوث تفاعلات تحسسية لدى البعض، ولكن البعض الآخر يرى أنه لا توجدأدلة قاطعة على زيادة التفاعلات التحسسية الناجمة عن تناول تلك الأطعمة.
- يعتقد بعض الباحثين أن تناول الأطعمة المعدلة وراثيا يزيد من خطر الإصابة بالسرطان وتطوره بشكل سريع، حيث ينجم مرض السرطان عن طفرات في الحمض النووي. لذا، فإن إدخال جينات أخرى إلى الجسم من خلال الأطعمة المعدلة وراثيا يعد أمرا خطيرا. ومع ذلك، لا يوجد حتى الآن دليل قاطع على هذا الأمر، وأكدت الجمعية الأمريكية للسرطان أنه سيستغرق وقتا أطول لتوفير دليل قاطع في هذا الشأن.
- تثير المخاوف لدى الباحثين حول تأثير الأطعمة المعدلة جينيا على قدرة الجسم في مكافحة الجراثيم والدفاع عن نفسه ضد الأمراض. يتم تعديل الأطعمة وراثيا لتعزيز مقاومة النباتات المزروعة للأمراض وزيادة تحملها للمبيدات الحشرية. يرون الباحثون أن هناك فرصة محدودة لنقل الجينات الموجودة في الأطعمة المعدلة وراثيا إلى خلايا الجسم أو البكتيريا الموجودة في الأمعاء. بعض الأطعمة تحتوي على جينات مقاومة للمضادات الحيوية، ويمكن أن تنتقل تلك المقاومة إلى خلايا الجسم. يشعر العالم بقلق كبير بسبب عدد كبير من الأشخاص الذين أصبحوا مقاومين للمضادات الحيوية، ومن المحتمل أن تساهم الأطعمة المعدلة وراثيا في هذه المشكلة. أوضحت منظمة الصحة العالمية أن مخاطر نقل الجينات إلى الخلايا محدودة، ولكنها وضعت إرشادات احترازية لمصنعي الأطعمة المعدلة وراثيا.
- تشير بعض الأبحاث إلى خطر التهجين الذي ينتج عن اختلاط الجينات بين بعض الأطعمة المعدلة وراثياً والأطعمة التقليدية.
- تؤثر الأطعمة التي تم تعديلها جينياً على جميع أجزاء الجسم بشكل عام، ويمكن أن تتسبب في الشعور بالضعف والتعب على المدى البعيد في حال تكرار تناولها.
- تثير بعض الأبحاث المخاوف من تأثير زراعة المحاصيل المعدلة وراثياً على البيئة، حيث يؤدي ذلك إلى تطوير عدد كبير من الحشائش المقاومة للمبيدات الحشرية، مما يؤثر على حصاد المحاصيل الزراعية.
- صنفت منظمة الصحة العالمية غليفوسات كمادة مسرطنة، وتشير الدراسات إلى أن العديد من الأشخاص الذين تعرضوا لكميات كبيرة من الغليفوسات يعانون من السرطان وحالات مرضية خطيرة.
إيجابيات الأغذية المعدلة الوراثية
توجد للأطعمة المعدلة وراثياً مزايا وعيوب، وعلى الرغم من المخاوف الكبيرة من السلبيات المحتملة، فإن المزايا التي توفرها الأطعمة المعدلة جينياً تشمل:
- تساعد الأجيال المعدلة وراثيًا في حماية المحاصيل من الحشرات والآفات.
- هناك بعض الجينات التي تعتبر بروتينًا سامًا للعديد من الحشرات والآفات، وأظهرت الدراسات أن تكنولوجيا الجينات المعدلة قللت من استخدام المبيدات الكيميائية بنسبة 37%.
- تم تغيير بعض المحاصيل لتعزيز قدرتها على تحمل الظروف الصعبة مثل الجفاف، وتعزيز صمودها أمام الأمراض والظروف الجوية الأخرى.
- يشير إلى أن هذه العوامل تساعد مصنعي الأغذية المعدلة وراثياً والمزارعين على تخفيض التكاليف وزيادة الإنتاجية، نظراً لقدرة هذه النباتات على النمو في ظروف جوية قاسية وتحمل الأجواء القاسية.
- يساعد التعديل الوراثي للأطعمة على رفع القيمة الغذائية لها. على سبيل المثال، تم تطوير محصول الأرز الذي يحتوي على نسبة عالية من بيتا كاروتين، وذلك للمساعدة في منع العمى في المناطق التي تعاني من نقص حاد في فيتامين أ في نظامها الغذائي.
- يستخدم التعديل الوراثي في الأطعمة لتحسين النكهة والمظهر، وتشير بعض الأبحاث إلى أن الأطعمة المعدلة وراثيا بحدود السلامة المسموح بها للمستهلكين، ولكن يمكن استخدام هذه الطريقة بشكل غير آمن.
- ساهمت النباتات المعدلة وراثيا في توسيع نطاق تطوير صناعة الثروة الحيوانية، حيث تشير الدراسات إلى أن أكثر من 93% من فول الصويا والذرة المصنوعة من النباتات المعدلة وراثيا، بالإضافة إلى استخدام 70% من فول الصويا في تغذية الماشية. وبالتالي، يتم تغذية معظم الماشية المرباة لأغراض اللحوم والبيض والألبان من خلال النباتات المعدلة وراثيا.
كيف تتجنب اضرار الأغذية المعدلة
لكي تبتعد عن الأغذية المعدلة وراثيا، يمكنك محاولة زرع النباتات في منزلك أو مساحة خاصة بك، خاصة أن بعض الأشخاص أتجهوا بالفعل في وقت سابق بزراعة بعض النباتات في منزلهم، يمكنك البحث عبر الإنترنت عن طريقة زراعة النباتات المختلفة في المنزل مثل الطماطم والبصل والنعناع وغيرهم.
يمكنك أيضا الشراء من أماكن بيع المنتجات العضوية والتي تم زراعتها بشكل طبيعي تماما، قد تكون مكلفة بعض الشيء، ولكن ستحميك من أضرار الأطعمة المعدلة وراثيا، ومن أشهر الأطعمة التي تم تعديلها( الكانولا، البرسيم، الأسبارتام، القطن، حبوب الذرة، حليب البقر، بابايا، فول الصويا، شمندر، السكر، كوسه، القرع الأصفر).
يتعين على المصنعين للأغذية تحديد أن هذه الأطعمة معدلة وراثيا، وذلك لمنح المستهلك حرية الشراء، فبعض الأشخاص قد يخشون من الآثار السلبيةلتلك الأطعمة التي ذُكرت سابقاً والتي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالسرطان، بينما يرغب البعض في شراء تلك الأطعمة بسبب نكهتها المميزة.
يمكنك سؤال البائع قبل الشراء إذا ما كانت هذه الأطعمة معدلة وراثيا أم لا، أو شرائها من أماكن بيع المنتجات العضوية الموثوق بها، فقد يقوم البعض بخداعك وبيع الأغذية المعدلة وراثيا على أنها أغذية طبيعية، لذلك عليك التأكد من مصدر الشراء، سواء من تجارب الأشخاص حولك، أو من تقييمات المتاجر على الإنترنت.
يمكنك بدء زراعة النباتات في منزلك بخطوات بسيطة ولن تكلفك الكثير، ولكن ستحتاج إلى الصبر والجهد للحصول على محاصيل تقليدية، حيث قد يستغرق بعض الأطعمة وقتًا طويلاً حتى تنضج وتصبح صالحة للاستخدام في المنزل.