نتيجة الضغوط النفسية ، والتوتر العصبي الذي يعيشه الكثيرين بشكل يومي ، أصبح العديد من الاشخاص حولنا يتعرضون للأزمات النفسية ، ويدخلون في نوبات من الغضب والإنفعال ، وهو ما يجعلهم يلجأون لمختلف الطرق التي تجعلهم أهدأ ، وأكثر قدرة على التعامل مع المواقف المختلفة ، دون عصبية ، أو غضب ، وحتى دون التعرض لأزمات نفسية والدخول في نوبات إكتئاب ، ومن هذه الطرق هي اللجوء لتناول الادوية المهدئة للأعصاب .
تعد الأدوية المهدئة للأعصاب، التي تعرف باسم المهدئات، أحد أنواع الأدوية الأكثر خطورة؛ حيث تعمل على تهدئة الأعصاب والتخلص من نوبات الغضب والانفعال. يستخدمها الأطباء في العلاج النفسي للعديد من الأمراض والمشكلات النفسية. وعلى الرغم من أهميتها، فإن لها العديد من الآثار الجانبية، وقد يتحول استخدامها لدى البعض إلى إدمان، حيث لا يمكن للشخص أن يتوقف عن تناولها بسهولة بعد تعاطيها، وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين يتناولونها بدون متابعة طبية ودون الالتزام بالجرعة المحددة، لذلك قد تسبب المهدئات أعراضا إنسحابية عند التوقف عن تناولها، ولذلك يجب معرفة هذه الأعراض وكيفية علاجها لتجنب أي أضرار جانبية أو مضاعفات .
ما هي الأعراض الانسحابية للأدوية المهدئة؟
تظهر الاعراض الإنسحابية الناتجة عن التوقف عن استخدام الادوية المهدئة في فترة من يوم إلى حوالي أسبوع بعد التوقف عن استخدامها ، وتعتمد سرعة ظهور الاعراض على مدى إدمان الشخص لهذه الادوية ، وتستمر هذه الاعراض بعد ظهورها من أسبوع حتى 4 أسابيع ، أي شهر كامل ، وقد تزيد عن هذه المدة قليلآ ، ومن هذه الاعراض :
1 – جفاف الفم :
تُعد الجفاف الشديد للفم أحد أولى أعراض الإنسحاب، حيث يلاحظ الشخص تعرضه لحالة جفاف الفم على الرغم من شربه كمية كبيرة من الماء .
2 – سرعة ضربات القلب : من بين الأعراض الانسحابية لتوقف تناول الأدوية المهدئة هي سرعة ضربات القلب، حيث يزيد معدل ضربات القلب بشكل ملحوظ، ويتسبب ذلك في الإزعاج والتعب للمريض، ويزيد هذا الشعور عند النوم أو الاسترخاء بشكل عام .
3 – الحرارة والبرودة : في بعض الأوقات يشعر الشخص بالحر الشديد فيقوم بخفض ملابسه، وبعد فترة وجيزة يشعر بالبرودة فيقوم بارتداء ملابس ثقيلة، ويحدث هذا الشعور عدة مرات طوال اليوم دون ارتباطه بدرجة الحرارة الطبيعية للجو .
4 – رعشة الاطراف :
مع ظهور كل الأعراض السابقة، يشعر المريض بوجود رعشة واضحة في أطرافه، مثل رعشة يديه وقدميه، مما يجعله غير قادر على حمل أشياء ثقيلة أو القيام بأي مجهود بدني يعتمد على قدميه نتيجة لهذه الرعشة المزعجة .
5 – الصداع : بعد التوقف عن تناول الأدوية المهدئة، يمكن أن يعاني المريض من صداع شديد في الرأس، وقد يكون نصفيا أو في كل الرأس، ويصعب علاج هذا الصداع بالمسكنات، ويستمر لفترة مع المريض حتى تبدأ الأعراض الانسحابية بالتلاشي .
6 – إضطرابات النوم :
يعاني المريض من صعوبة في النوم بشكل طبيعي، فيشعر بالأرق التام أو ينام لفترات قصيرة ومتقطعة، ويستيقظ في اليوم التالي شديد الإرهاق نتيجة عدم الحصول على فترة نوم كافية .
7 – الإكتئاب : عند التوقف عن استخدام المهديء، يشعر المريض بحالة اكتئاب بسبب التعرض للمتاعب المذكورة، ويستمر هذا الاكتئاب لفترة مع المريض، ويزول فقط عند زوال باقي الأعراض، ولا يمكن علاج هذا الاكتئاب بالعودة لاستخدام المهديء .
8 – إضطراب الإحساس :
يعاني المريضأيضاً من اضطراب في الإحساس، فيشعر بحالة من العصبية، ولا يستطيع تحمل الضوء أو الأصوات المختلفة، وغيرها من الأمور .
علاج الاعراض الإنسحابية للمهدئات : مع ظهور هذه الأعراض، يساعد العلاج النفسي بمساعدة طبيب متخصص على تخطي هذه المرحلة بسلام ودون أي مضاعفات. المهم هو رغبة المريض الحقيقية في عدم العودة مجددا لهذه العقاقير الخطيرة، ويقوم الطبيب النفسي بعمل برنامج علاجي للمريض لمدة شهر، وبعدها تزول هذه الأعراض المزعجة ويشعر المريض بتحسن نفسي وجسدي كبير .