اضرارالوقاية الصحية

ما هي الاستهلاكية المفرطة

الاستهلاكية تصبح مفرطة عندما تتجاوز الحدود المطلوبة، عندما الإنسان بالاستهلاك اكثر من حاجته، عندها يتجاوز الحدود. البطاقات الشخصية تسمح للشخص بأن يشتري فوق مستوى دخله. والدعايات أيضا تقوم بإعادة تشكيل رغبات الناس وتدفعهم لشراء المزيد من الحاجيات المادية. وثقافة الاستهلاك التي تحيط بنا تشير إلى أن الاستهلاك المفرط والشديد يبدو طبيعيا وعاديا.

الاستهلاك المفرط يقود إلى منازل أكبر، وسيارات أسرع وملابس حديثة، وتكنولوجيا أحدث. الاستهلاكية تعد بالسعادة، ولكنها لا تفي بها. بدلا من ذلك، يصبح لدى الشخص الرغبة في الحصول على أشياء أكثر، وهذه الرغبة تؤجج من العالم المحيط، وعندها تبدأ الاستهلاكية ببطء بتجريدنا من حياتنا، وتحول الشغف الذي أعطانا غياه الله في الحياة لاكتشافها إلى الرغبة بجمع أشياء أكثر وهذه الرغبة لا يمكن ان تتحقق. هذه الرغبة تستهلك فقط الموارد القليلة.

يجب أن نتخذ خطوة للوراء وندرك أن الاستهلاك المفرط ليس سببًا للسعادة والإشباع. الاستهلاك بالطبع ضروري، ولكن الاستهلاك المفرط ليس كذلك. يمكن أن تعيش الحياة بشكل أفضل من خلال التخلي عن فكرة الاستهلاك المفرط

الإعلانات و فرط الاستهلاكية

يتعرض الشخص يوميًا لكمية كبيرة جدًا من الإعلانات، سواء عند قراءة الجريدة أو الاستماع إلى آخر الأخبار أو عند الوصول إلى العمل أو مشاهدة التلفاز.

إذا تعرض الفرد للإعلانات من مصادر مختلفة، يستخدم الشركات الأصدقاء وأشخاصًا يشبهوننا لإقناع الناس بأن هذا المنتج ضروري ومطلوب، وتستخدم العلاقات الإنسانية للترويج لبضائعها، وفقًا لكتاب ثقافة المستهلك.

أصبح هذا الكم الهائل من الإعلانات اليومية جزءًا طبيعيًا في الحياة اليومية للدرجة التي يتجاهل الناس وجودها وتأثيرها على حياتهم. وعلى الرغم من توقف الناس عن ملاحظة وجود الإعلانات في حياتهم، إلا أنها تؤثر بشكل كبير على قراراتهم وحياتهم بشكل عام

فرط الاستهلاكية

إن التسويق هو مجرد بداية في عملية الاستهلاك، وهناك العديد من العوامل المؤثرة في المجتمعات الحديثة التي تزيد من تقييم الاستهلاك، بما في ذلك رأي الأصدقاء، والصور المعروضة في البرامج التلفزيونية، الإعلانات على الإنترنت، والمعرفة التي يكتسبها الفرد من الكتب.

على سبيل المثال، لا تحتوي الصحف والمجلات على صفحات من الإعلانات فحسب، بل تحتوي أيضًا على قصص حول أدوات جديدة، وملابس جديدة، وممتلكات وسفر وأشياء أخرى كثيرة، وكل ذلك يشير إلى أن امتلاكها سيجعل الحياة أكثر متعة وإثارة، ويجلب للإنسان حرية أكبر أو إحداث تغيير إيجابي آخر في حياته.

قد لا يتم الترويج مباشرة لعنصر يشبه الإعلان، ولكن العديد من العناصر يمكن أن تساعد في إنشاء رغبات واحتياجات لدى القارئ، بعضها يتعلق بمنتجات محددة مثل السيارات أو الملابس والبعض الآخر يتعلق بأساليب الحياة التي تحتاج إلى المزيد من الأموال والاستهلاك.

الاهتمام الحديث بالمشاهير يعني أيضًا أن الصحف والمجلات تنشر قصصًا عن الأشخاص الفاتنين الذين يحلم الناس بأن يعيشوا مثلهم، ويتضمن هذا الحلم بشكل كبير استهلاك نفس الأشياء التي يستهلكونها، مثل الملابس المصممة والطائرات الخاصة.

كل هذا ناتج عن ميول وسائل الإعلام لتعزيز النزعة الاستهلاكية ، والدعم الضمني لذلك. بالإضافة إلى ذلك ، يبدو أن وسائل الإعلام غير راغبة في تسليط الضوء على المسائل التي قد يكون الاستهلاك هو السبب الرئيسي فيها مثل الفقر وتغير المناخ وما إلى ذلك ، وذلك على نحو يعكس الاستهلاك كعنصر لا يمكن التلاعب به في المجتمع الحديث. وينطبق هذا على معظم وسائل الإعلام

ليست الإعلانات في الصحف والمجلات فقط هي التي تشجع على الاستهلاكية، بل محتوى وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام هو ما يشجع على الاستهلاكية. فقد يحتوي هذا المحتوى على محتوى غير صريح يحث الأشخاص على شراء الضروريات، ولكنه في الحقيقة يدعم رؤية العالم المرتبطة بالاستهلاك في الخفاء

الخطأ في الاستهلاكية

لا يوجد أي خطأ أخلاقي في شراء وبيع الأشياء، ولا يوجد أي خطأ أيضًا في التحريض على ذلك، ولكن الاستهلاك المفرط الذي أصبح الآن سمة مميزة في العالم الحديث، هو الذي يحتوي على سمات خاطئة

تدخلية

هناك سبب وجيه للشعور بالكره للإعلانات والتسويق، حيث إن بيع المنتجات بهذه الطريقة يزعج الخصوصية الشخصية للفرد. الإعلانات موجودة في كل مكان وتدمر تجارب الحياة الجميلة،ويمكن وصف هذا بأنه شخص مزعج يتبع الفرد في كل مكان ويصرخ عليه طوال الوقت في النهار.

متلاعبة

كل من الإعلانات والاستهلاكية تتحكم في فكرة كيفية حياة الأفراد والطريقة التي يجب أن يعيشوا بها ولا تدعهم يقررون بمفردهم.

قد يدافع الأشخاص عن الإعلانات بأنها موجودة فقط لجعل الناس يعرفون عن منتج معين ولا تخدم أي هدف آخر، ولكن هذا ليس الحال دائمًا، فالعديد من الإعلانات والأساليب الأخرى للتواصل في المجتمعات الاستهلاكية تخدم أغراضًا أكبر بكثير من الترويج لمنتج معين.

لا تستخدم الإعلانات الحديثة فقط لتوعية الناس بالمنتجات، بل تستخدم أيضا لخلق احتياجات جديدة غير موجودة سابقا، وبالتالي تفتع الإعلانات بالتلاعب بالأفراد لإنشاء رغبات غير حقيقية واحتياجات مزيفة، والهدف الأساسي للإعلان هو إنتاج رغبات وحتى احتياجات مزيفة لدى الأفراد لشراء هذا المنتج والاحتياج إليه بشكل دائم في حياتهم اليومية

فوائد التخلي عن الاستهلاكية

ديون اقل

تعتبر الديون من العوامل المسببة للقلق والتي تجبر الشخص على العمل في وظائف لا يحبها فقط لسداد الديون. قد يخاطر الناس بحياتهم وسعادتهم من أجل الحصول على المزيد من الأشياء، ولكن الوقت قد حان لجعل التخلص من الديون أمرًا أساسيًا

قلة الاهتمام بالممتلكات

الحاجة الغير منتهية لامتلاك الأشياء تستنزف وقت وطاقة الشخص. يمكن أن تكون الرغبة في امتلاك ملكية معينة أو إصلاح العربة أو استبدال البضائع أو غير ذلك. وبالتالي، تنفق حياتنا في البحث عن أشياء لا نحتاجها وغالبًا ما لا نستمتع بامتلاكها

اهتمام أقل بمستوى حياتي أكثر رقيا

توفر التلفاز والإنترنت جعل الحسد يتسلل إلى حياتنا بسبب أنماط حياة لا يمكن للفرد أن يعيشها من قبل وجود الإنترنت. في الماضي، كان الفرد يحسد جاره الذي يعيش حياة أفضل منه، ولكن على الأقل كان هناك بعض الأشياء المشتركة مثل العيش في نفس الحي. ومع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الأشخاص يتخيلون نمط حياة لا يمكنهم أبدا تحقيقه من خلال مشاهدة حياة الأثرياء والمشاهير. فقط عن طريق كبح الرغبة المفرطة في الاستهلاك يمكن للفرد أن يتوقف عن التطلع المستمر إلى حياة لا يمكنه أن يحققها

تقليل التأثير البيئي

الأرض يزودنا بمصادر كافية لتلبية احتياجات البشر، ولكن لا يزودنا بمصادر كافية لتلبية متطلعاتنا الكثيرة، وبغض النظر إذا كان الشخص مهتم بصحة البيئة أم لا، لكن يجب معرفة ان استهلاك مصاد أكثر من التي يمكن ان تنتجها البيئة وتحتملها هو ليس بالطبع عادة صحية، خصوصا عندما تكون الحاجيات غير ضرورية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى