ما هي الاستحاضة
هو نزول دم من منطقة أسفل الرحم لدى المرأة في فترات غير فترات الحيض أو النفاس، ويمكن أن يحدث هذا النزيف قبل أن تصل المرأة إلى سن التاسعة، أو بعده. لا يمكن معرفة ما إذا كان هذا النزيف إستحاضة أم لا إلا إذا استمر بعد فترة الحيض أو النفاس، أو إذا ترافق معهما. يمكن أن يحدث هذا النزيف بعد فترة الحيض أو النفاس ويستمر معهما .
آراء الفقهاء في الاستحاضة
وفقا لمذهب المالكية والشافعية، يعتقدون أن فترة الحيض إذا استمرت لفترة طويلة، فإن أطول فترة للحيض عند المرأة هي ١٥ يوما، بينما أقصر فترة ممكنة هي ١٠ أيام. أما المذهب الحنفي والحنبلي في فترة النفاس، فإذا استمرت لفترة طويلة، فإنها تستمر لمدة ٦٠ يوما أي ما يعادل شهرين، وإذا لم تطول فترة النفاس، فإنها تستمر لمدة ٤٠ يوما. والاتفاق بين جميع الأئمة والمذاهب هو أنه إذا استمر نزول الدم لفترة أطول من تلك الفترة في فترة الحيض أو النفاس، فإنه يعتبر استحاضة .
المرأة المستحاضة تختلف عن المرأة التي في فترة الحيض أو النفاس فإن المرأة المستحاضة يمكنها أداء الفروض الواجبة عليها من صيام وصلاة وما غير ذلك ، بينما المرأة التي في فترة الحيض أو النفاس فإنها لا يمكن أن تصلي أو تصوم أو تقوم بالفروض التي تشابه ذلك وذلك لأنها ليست على الطهارة الكافية لأداء تلك الفروض.
أقسام الاستحاضة
الاستحاضة ليست واحدة، أي لا تحدث بنفس الأفعال ونفس الفترة لكل النساء، بل تختلف من سيدة لأخرى. بالتالي، يمكن للمرأة أن تحدد بسهولة فترة حيضها وتعرف عندما تحدث الاستحاضة لديها، دون الخلط بينهما. ومع ذلك، فإن الاستحاضة في فترة النفاس هي نفسها في فترة الحيض، حيث لا يوجد اختلاف بينهما، ولكنها تختلف بين النساء. وبالنسبة للاستحاضة في فترة الحيض، فإنها تكون نفسها الاستحاضة في فترة النفاس، وتشمل نفس الأحكام والشروط بدون أي اختلاف. ذكر الفقهاء حالات الاستحاضة بشرح مفصل
المبتدئة
في تلك الحالة، تشاهد المرأة الدم النازل عليها، وهذه هي المرة الأولى التي يحدث ذلك معها، ولم تشهدها من قبل. في هذه الحالة، يجب عليها أن تعرف لون الدم النازل منها، هل هو داكن ويميل إلى اللون الأسود أم هو أحمر اللون. ومن بين المذاهب التي تشرح هذه الحالة هي المذهب الشافعي والحنبلي وبعض المالكيين. وقيل إنه إذا كان الدم النازل كثيرا وغزيرا، فإنه حيض، وإذا كان الدم خفيفا، فإنه استحاضة، وهذه الاستحاضة تستمر حتى لو استمرت لفترة طويلة .
الفرق بين دم الاستحاضة ودم الحيض
قد يختلط على المرأة بين دم الحيض ودم الاستحاضة، وربما لا تستطيع التمييز بينهما، وفي هذه الحالة، ولتجنب الخلط، وضع الفقهاء بعض الأحكام التي توضح ما إذا كان الدم هو دم استحاضة أو حيض
- لون الدم: يتدرج لون الدم، ولا يكون لونه ثابتاً، حيث يبدأ من اللون الأسود أو اللون الدم الغامق الذي يميل إلى الأسود، ثم يتحول إلى اللون الأحمر، ثم إلى الأشقر أو الأحمر الخفيف أو المطفي، ثم إلى اللون الأصفر، وينتهي باللون الأكدر الذي يكون درجته فاتحة قليلاً من اللون الأصفر، أي أنه يقع بين الأصفر والأبيض الداكن .
- الثخانة: الثخانة هي قوام ولزوجة الدم، ويكون قوام الدم سميكًا ولزجًا بينما يكون الدم الرقيق خفيف القوام .
- الرائحة: يكون للدم الغزير والشديد رائحة غير مرغوبة وكريهة الرائحة .
- التجمد: يكون دم الحيض سائلاً وربما يكون لزجًا إلى حدٍّ ما، ولكنه لا يتجمد، بينما يتجمد دم الاستحاضة .
الدم الذي ينزل على المرأة ويكون في ثلاث صفات من التي سبق ذكرها فإنه يكون أقوى وأشد من الذي ذكر فيه صفتين فقط، وإن ذكر فيه كل الشروط والصفات السابقة فإن الحيض هو الذي يطبق عليه الحكم وهو الذي يكون أقوى من الاستحاضة ، ولكي يسهل على المرأة التفرقة بين أنواع الدماء وإذا كان ذلك حيض أم استحاضة فإنها لابد وأن تتبع بعض الشروط:
- لا يكون قوة وكمية الدم أقل فجأة بين يوم وآخر ويكون مدتها أقصر من مدة الحيض.
- لا يجب أن تستمر فترة الحيض لمدة تزيد عن 15 يومًا، حيث إن هذه هي الفترة المحددة لأطول فترة حيضحسب ما ذكره جمهور الفقهاء.
المعتادة
هي المرأة التي حدث معها حيض واغتسلت منه قبل ذلك وهي تعلم الدم الغزير القوي من الدم الضعيف وتعرف كيف تميز بين أنواع الدم التي تنزل عليها، وهنا اختلف جمهور العلماء في هذه الحالة في أداء المرأة للفروض ، وتمييزها للدم بعدها المتكررة أي بنزول الدم عليها أكثر من مرة ومن الأحكام التي ذكرها الفقهاء:
- في مذهب المالكية والشافعية، يقولون إن المرأة تتبع نوع نوع الدم الذي قامت باكتشافه لتحديد إذا كانت في فترة حيض أم استحاضة، وذلك لأن المرأة أكثر علمًا بحالتها من أي شخص آخر، ولأن تمييزها لنوع الدم له قوة أكثر من أي تحليل طبي معها.
- وفقًا لمذهب الحنفية والحنابلة، يعمل الدم على تحديد عادات المرأة بعد الدم السابق الذي تلقته.
المعتادة غير المميزة
تشير المرأة التي ترى نزول الدم مرارًا وتكرارًا ولكنها ترى فيها صفة واحدة من صفات الدم، ولكنها لا تستطيع تمييزه بدقة، إلى فقدان بعض شروط التمييز، وقد ذكر الفقهاء أحكامهم في هذه الحالة
- تلتزم المدارس الفقهية الحنفية والشافعية والحنابلة بعاداتها وتتطهر المرأة خلال فترة الحيض وتصلي كما تفعل في كل مرة.
- حسب مذهب المالكية، يجب على المرأة انتظار ثلاثة أيام بعد نهاية فترة الحيض، وإذا استمر الدم في الخروج في تلك الأيام التي أضافتها المرأة، فإنه يعتبر استحاضة.
أحكام الاستحاضة
دم الاستحاضة لا يفسد طهارة المرأة كما يفعل دم الحيض، وبالتالي يمكن للمرأة الصلاة والصيام وهي طاهرة، ولكن هناك اختلاف في آراء الفقهاء حول مدى تأثير دم الاستحاضة على طهارة الوضوء لدى المرأة
- يقول الحنفية والحنابلة: يعتقد بعض الناس أن دم الاستحاضة يبطل الوضوء ويفسده، ولكن في الحقيقة يجب على المرأة الحائض إجراء الوضوء لكل موعد صلاة.
- يقول الشافعية: يقول الشافعية إن الاستحاضة تفسد الوضوء، وأن السيدة ينبغي عليها أن تتوضأ لكل وضوء، سواء كانت ستصلي الصلاة في وقتها أم أنها ستصلي لقضاء صلاة مفروضة، أما الصلوات النافلة فإنها تصليها كما تشاء.
- قال المالكية: الاستحاضة لا تفسد الوضوء ويمكن للمرأة أن تصلي بوضوئها كما شاءت .
طهارة المرأة من الاستحاضة وكيف تصلي
تقوم المرأة المستحاضة بعدة أمور لكي تطهر وتعود لصلاتها مرة أخرى:
- تقوم بغسل وتنظيف فرجها بشكل جيد قبل أن تتوضأ.
- تضع المرأة شيئًا على المكان الذي ينزل منه الدم لمنعه من النزول مرة أخرى أو لتقليل كمية الدم الذي ينزل من المرأة، مثل وضع القطن أوما شابه ذلك .
- لا يجب على المرأة وضع قطن أو أي شيء آخر على موضع نزول الدورة إذا كانت بحاجة إليه،أما إذا كانت المرأة قادرة على الاستغناء عنه فلا يلزم وضعه، فهذا الدم النازل لا يؤذيها بأي شكل .
- إذا كانت المرأة صائمة، فإنها تترك القطن على موضع نزول الدم في فترة النهار وتزيله عند الإفطار .
- بعد وضع القطنة على موضع نزول الدم، تقوم السيدة بشد المنطقة، وإذا كان القطن يمنع نزول الدم فلا حاجة لشد تلك المنطقة.
- إذا دخل وقت الصلاة، فإن الوضوء الذي يتم بعده لا يعتبر توضؤًا قبل الصلاة.
- لا يجوز للمرأة تأخير الصلاة عن موعدها إلا للضرورة القصوى، وفي حالة تأخير الصلاة عليها، يجب عليها قضاؤها في وقت لاحق.
- يحق للمرأة الحامل الذهاب إلى أي مكان تشاء.