من الأشجار في دول مجلس التعاون
يتميز مناخ دول مجلس التعاون الخليجي بأنه مناخ صحراوي حار، بسبب انتشار الأراضي الصحراوية في دول الخليج، مثل الصحراء الكبرى في المملكة العربية السعودية، وصحاري دولة الإمارات الشاسعة. وفي هذه المساحات الواسعة من الصحاري الرملية، تنمو أنواع مشهورة من الأشجار التي تتكيف مع مناخ الخليج الحار، وهي معروفة ،
لكل شجرة من الأشجار خصائصها وفوائدها في بعض الأحيان، ويهدف هذا المقال إلى عرض أهم أنواع الأشجار في منطقة الخليج، ويجب الإشارة إلى أن هناك العديد من الأشجار غير المحصورة في مناطق الخليج، وخاصة في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى العديد من النباتات الحولية التي تنمو في دول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك النباتات المتنوعة مثل النبش والهذب والحنجم والرمث والعرفج والغرف وغيرها.
أشجار السمر
شجرة السمر هي واحدة من الأشجار الأكثر شهرة في دول الخليج، وتنتشر بشكل كبير في المناطق الصحراوية في كلا من عمان ودولة الإمارات، وتشتهر هذه الشجرة بوجودها في الجبال والوديان والمنحدرات الضخمة.
وقد كانت هذه الشجرة من أنواع الشجر التي قام الرحالة العرب أثناء رحلاتهم التجارية القديمة ، بغرسها في المناطق الصحراوية ، ثم أخذت هذه الشجرة في النمو حتى أصبحت تنصف ضمن أنواع الأشجار المعمرة ، وهي الأشجار طويلة العمر ، التي قد يتجاوز عمرها مئة وخمسون عاما ً، كما تنتشر هذه الشجرة في دولة الامارات العربية المتحدة بشكل واسع .
شجرة السدر
السدر هو نوع شجرة مشهور في دولة الإمارات، وتوجد بكثرة في دول الخليج الأخرى مثل السعودية وعمان، وتنمو في مناطق جافة، ولديها قدرة عالية على التكيف مع التربة الرملية. تتميز هذه الشجرة أيضا بالنمو في منازل الإماراتيين، وهي تنتج ثمارا حلوة، ولها فوائد ليس فقط على الإنسان الذي يستهلك عسلها اللذيذ، بل تعتبر أيضا مرعى للحيوانات التي تتغذى على أوراقها.
كما تتغذى الطيور أيضا ً على ثمارها ، ولهذا السبب تلاقي هذه الشجرة اهتماماً فائقاً بزراعتها من قبل الاماراتيين لفوائدها المتعددة ، واللافت للنظر هو عشق الاماراتيين لهذه الشجرة ، حيث ظهرت العدي من الأبيات الشعرية التي امتدحوا بها شجر السدر المخضرة ، والمثمرة ، فضلاً عن فوائد هذه الشجرة ليس فقط من الناحية الغذائية ، ولكنها أيضاً تستخدم في الناحية الجمالية من أجل تزيين أفنية البيوت في دولة الامارات ، مستخدمين من جذوعها الأخشاب لتجميل الفناء ، و الجذور القوية لصناعة الأسقف .
شجرة الغاف
شجرة الغاف لدولة الإمارات ليست مجرد شجرة عادية. إنها تحمل فوائد وتكتسب قيمة وطنية بسبب أصالتها والفخر الذي يشعر به الإماراتيون بتواجدها. يعتبرها حاكم دبي رمزا رسميا يعكس قيم التسامح والعراقة والأصالة. تم اتخاذ تشريعات قانونية مهمة من قبل حكومة الإمارات لحماية حق الاقتطاع لهذه الشجرة، وقد أنشئت لها عدة محميات طبيعية.
وتصنف هذه الشجرة إلى قائمة الأشجار التي تتبع البقوليات ، ولها العديد من المواصفات كشجرة قوية قادرة على امتصاص الماء من جوف الأراض لعمق كبير ، كما تسهم هذه الشجرة في امتصاص الغازات الكربونية من الجو ، وبالتالي لها أهمية بالغة في مقاومة التغير المناخي ، خاصة وأن مناخ الخليج هو مناخ حار ، فضلاً عن استخداماتها في العديد من المنتجات الدوائية نظراً لفوائدها المتعددة .
أشجار الكونكاريس
على الرغم من وجود أشجار ذات فائدة عالية في منطقة الخليج ، غلا أنه هناك بعض الأشجار التي تتسبب في أضرار مناخية وغيرها ، وتنمو في بعض دول الخليج مثل دولة الكويت ، حيث تنمو أشجار الكونكاريس ، وهي أحد الأشجار التي لها القدرة على التمدد بصورة هائلة تحت باطن الأرض ، ومن ثم تقوم هذه الشجرة بتدمير خطوط الأنابيب تحت الأرض.
تتسبب أشجار الغابات الغريبة في تلف المرافق العامة، ولهذا السبب تحرص الحكومة الكويتية على منع نمو هذه الأشجار التي تدمر البنية التحتية، حيث تتميز جذورها القوية بأنها دائمًا متعطش، وهذا يؤدي إلى تمددها بشكل مرعب وتهديد المناطق السكنية .
شجرة الحياة
تعتبر إحدى الأشجار الأكثر شهرة في البحرين وتنمو في صحاريها. يصفها البحرينيون بأنها الشجرة الصامدة، إذ تنمو في صحراء صخرية بدون وجود أشجار أو نباتات أخرى حولها. إنها شجرة مدهشة لقدرتها على التكيف والنمو بشكل ذاتي وتكيفها مع الكائنات الدقيقة في التربة القاحلة التي تنمو فيها هذه الصحراء الجافة. قام الخبراء بدراسة هذه الشجرة لمعرفة سر نموها الذاتي، وتبين أنها تعيش بتعاون مع فطر المايكورايزا الذي يسهم في نموها دون الحاجة إلى العناية أو الري .
أشجار القرم
شجرة القرم، المعروفة أيضا بشجرة الـ `Cretaceous`، هي شجرة مشهورة في قطر وتنتشر بكثافة. توجد غابات القرم في مناطق مختلفة في قطر، وأحيانا يشار إليها بأسماء أخرى مثل المانجروف أو أشجار `الإيك`. قد اهتمت الحكومة القطرية بهذه الأشجار وأنشأت لها محميات متعددة بناء على أهميتها في تحقيق التوازن البيئي.
ولها نفس خصائص الأشجار الأخرى التي تنمو في منطقة الخليج بصفة عامة ، من حيث قدرتها على التأقلم مع المناخ الحار ، وقدرتها على امتصاص المياه من جوف الأرض ، غير أن طبيعة هذه الأشجار تنمو أكثر بالقرب من المناطق الساحلية ، ولهذه الشجرة أهداف بيئية هامة مثل منع الانجراف ، ومنع التغيرات البيئية التي قد تحدث مثل عوامل التعرية ، كما تسهم هذه الشجرة على امتصاص الغازات السامة من الجو ، وتنتج غاز الأوكسجين بكثرة.
وهذا يساهم بشكل كبير في تنقية الهواء، وتتميز أشجار المانجروف بأنها تنمو في التربة الطينية، نظرا لقدرتها على جمع المواد العضوية من باطن الأرض، وخاصة أنها تنمو على ضفاف الشواطئ وتنتشر في المناطق الساحلية بشكل واضح. وقد أولت الحكومة القطرية اهتماما كبيرا لهذه الأشجار وأنشأت محميات سياحية يمكن زيارتها، نظرا لجاذبية شكلها.