ما هي ” اعظم الذنوب؟ ” بالترتيب
ما هو الذنب
الذنب هو فعل الإثم أو ارتكاب معصية، ويتجلى معناه في ارتكاب جريمة ما. وقد ذكر الله في القرآن الكريم (وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ)، والذنب الذي ذُكر فيالآية هو قتل أحد رجال آل فرعون دفعاً من موسى عليه السلام.
الكبائر
المعصية هي كل ما يزداد فيه العمل السيئ أو الأمور التي تعد من الذنوب الكبيرة، مثل الشرك بالله وترك الصلاة والزكاة والربا وغيرها من الذنوب الكبرى. ويوجد تنوع في درجات المعاصي، فبعضها يكون أشد قبحا من غيرها من الذنوب. ومن الضروري أن يتعرف المسلم على المعاصي بعد أن يتعرف على العبادات وكيفية تطبيقها، حتى يتجنب ارتكابها. وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة النساء: `إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما`.
كبائر الذنوب بالترتيب
إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان مجبولاً على النقص والعيب، وإن فطرة الإنسان أنه خطّاء وهو صاحب ذنوب ومعاص ولهذا يجب على المسلم أن يتوب فوراً بعد ارتكابه معصية وأن يكون على دراية تامة بالأمور التي تعتبر من الكبائر حتى يتجنب عذاب نار جهنم ومن هذه الكبائر بالترتيب نسبة إلى الأحاديث النبوية الشريفة هي:
- الشرك بالله وهو من أعظم الذنوب وهو ظاهر لا خفاء فيه وهو ذنب لا يغفره الله سبحانه وتعالى بالمقابل فهو يغفر من دونه من الذنوب وقد بينت الآيات الكريمة في سورة النساء فقال سبحانه وتعالى{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا}، وإن السحر يعتبر نوع من أنواع الشرك بالله حيث أن السحرة يتصلون بالشياطين ويكفر الساحر حتى يستطيع أن يتقرب من الشيطان فقال تعالى {وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ}، وقد حذرنا رسولنا الكريم من السحر وهو من الكبائر فقد روى أبو هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من أتى ساحرًا أو كاهنًا فصدَّقه بما يقولُ، أو أتى حائضًا أو امرأةً في دُبُرِها فقد بَرِئَ مما أُنزِلَ على محمدٍ، أو كفَر بما أُنزِلَ على محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم”، وإن العلماء جميعهم أجمعوا أن من تعلَّم السحر وعمل به يعتبر كافر وعقوبته القتل، ونجد أن للشرك نوعان هما:
- يشير المصطلح `الشريك الأكبر` إلى أن الإنسان يتخذ شريكًا مع الله أو ندًا لله سبحانه، ويعبده مع الله، مثل الحجر أو النبي أو الملك أو القبر.
- الشرك الأصغر ويقصد به الرياء في الأعمال وعدم الإخلاص في العمل.
- قتل النفس بغير حق ويقال إن أعظم الكبائر بعد الشرك هو القتل وهذا ما أشار إليه الشافعي رضي الله عنه في كتابه المعروف بعنوان الشهادات من مختصر المزني. فإن قتل النفس يعتبر ظلما وعدوانا، وقد وعد الله سبحانه وتعالى القاتل بالبقاء في النار إلى الأبد، فهو من الكبائر المذكورة في القرآن. قال تعالى: “من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا”، وقال تعالى أيضا: “ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما”. لذا، نجد أن الآية الكريمة تحتوي على وعيد شديد من الله سبحانه للقاتل، وقد قال رسولنا الكريم: “كل ذنب عسى الله أن يغفره، إلا من مات مشركا، أو مؤمن قتل مؤمنا متعمدا”. ولهذا السبب، يعد القتل من أعظم الذنوب والكبائر.
- الزنا مع زوجة الجار هو من الذنوب التي تأتي بعد الكفر بالله وقتل الأطفال خوفا من الفقر، والمقصود هو أن ترتكب الزنا مع زوجة جارك، أي أن تمارس الجنس معها بموافقتها، ويتضمن ذلك الزنا وإفسادها على زوجها.
- من ضمن عقوق الوالدين يعتبر أن يطيع الإنسان أمه في حالة ارتكاب والده ظلما أو العكس، وإذا قام بدعم أحد الوالدين على حساب ظلم الآخر فإن ذلك يعتبر حراما.
- شهادة الكذب تعد من أشنع المحظورات.
- الأيمان الفاجرة التي تؤدي إلى حرمان المسلم من حقوقه.
- الربا هو محرم لدى الله لأنه يؤدي إلى الاستيلاء على حقوق الناس بالباطل، مما يؤدي إلى الفساد في المجتمع.
- من يأكل مال اليتيم، فقد وعده الله تعالى بالعذاب الأليم، فقد قال جل وعلا: {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا}.
- يعني التولي في الحرب الهروب من ساحة المعركة، ويعمل على إضعاف وخذلان المسلمين.
- يظهر الظلم والافتراء عند إتهام المسلمات المحصنات العفيفات بأفعال لا تنطبق عليهن، مثل إتهامهن بالفاحشة، وهذا يتضح من قذف المحصنات الغافلات.
تنقسم الذنوب إلى قسمين
إن الذنوب تنقسم إلى قسمين هما :
- الكبائر السبع هي الكبائر الرئيسية في الإسلام وتسمى السبع الموبقات، حيث يعاقب الله أصحابها في يوم القيامة. ومن يموت وهو يرتكبها دون التوبة، يكون عرضة للعذاب. أما من يتوب ويصلح فإن الله غفور رحيم وسيغفر له ويعفو عنه. وقد ذكر في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: `تجنبوا السبع الموبقات`، قالوا: `وما هي يا رسول الله؟` قال: `الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس المحرمة إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والالتفات في يوم الزحف، واتهام المحصنات المؤمنات الغافلات`.
- الصغائر من الذنوب هي تلك الذنوب التي نهى الله عنها، ولكن لم يحدد الله فيها عقوبة من اللعنة أو النار أو الغضب، ولذلك تسمى الصغائر أو الذنوب الصغيرة، ويُعتبر ارتكابها معصية ومحرمة.
أعظم الذنوب عند الله هو
إن الذنوب الكبيرة كثيرة وقد تحدثنا عنها في هذه المقالة، ولكن نجد أن أعظمها عند الله هو الشرك بالله. والسؤال المطروح هو لماذا يعتبر الشرك أعظم الذنوب؟ فنجد أن رسولنا الكريم أجاب الصحابة عندما سألوه عن أعظم الذنوب بأنه الشرك بالله، وهو أشد الذنوب إثما وأعظمها قبحا. والسبب في ذلك هو أنه عندما يشرك الإنسان بالله سبحانه وتعالى، فإنه يعتبر أن لله شريكا، والند هو الشخص أو الشيء الذي يشارك في العبادة مع الله، وبالتالي يعبد الإنسان هذا الشخص أو الشيء بدلا من الله سبحانه ويتوجه إليه في الدعاء والطلب، مما يجعله يترك عبادة الله وينحرف عن الطريق الصحيح، ولهذا السبب يعتبر الشرك من أعظم الذنوب، حيث إن الله سبحانه هو الخالق والرازق.
حديث أعظم الذنوب عند الله
: “إن الدليل على أعظم الذنوب عند الله هو حديث رسولنا الكريم. فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي الذنب أعظم عند الله؟ فأجاب: أن تجعل لله ندا، وهو خلقك. فقلت له: إن ذلك لعظيم. فقال: ثم أي شيء؟ قلت: ثم أن تقتل ولدك خوفا من أن يطعم معك. فقال: ثم أي شيء؟ قلت: ثم أن تزني مع امرأة جارك. وإن الشرك هو من الذنوب التي لا تغفر، ولهذا قال سبحانه وتعالى في آياته الكريمة: “إن الشرك لظلم عظيم” [لقمان: 13]. وإن الحديث الشريف يتضمن تحذيرا من الوقوع في أكثر الأعمال شرا والذنوب التي لا تغفر، وهي الكبائر. وإن هناك فرقا بين الشرك والكفر، حيث إن الشرك هو اتخاذ ندا أو شريكا مع الله، أما الكفر فهو الستر والتغطية بالإصافة إلى الجحود، ويطلق على الكافر لأنه يعمل على ستر نعم الله ولا يشكر الله بالإيمان به
كيف تكون التوبة من الكبائر
في الإسلام، يتمقبول التوبة لجميع الذنوب، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، وذلك وفقًا لقوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ}. ولكن يجب أن تتوافر بعض الشروط لقبول التوبة
- ينبغي للإنسان الامتناع عن الكبائر والمعاصي بسبب خوفه وخشيته من الله، وينبغي أن يحترم أوامر الله وينفذ ما يأمر به ويبتعد عن ما يحرم علينا.
- العزم والنية على عدم العودة لفعل المعصية.
- ينبغي على الإنسان أن يشعر بالندم على فعله.
- إذا كان هناك انتهاك لحقوق الناس، على الشخص أن يعيد الحقوق إلى أصحابها.