ما هي أول معركة بحرية إسلامية ؟
أدرك المسلمون أنه يجب أن يكون لديهم أسطول بحري قوي يحمي الحدود الإسلامية ويساعدهم في الفتوحات. كانوا يعتمدون بشكل أساسي على الحروب البرية في تاريخهم، ولكن الضرورة تتطلب وجود أسطول بحري إسلامي. معاوية بن أبي سفيان والى بلاد الشام كان أول من اقترح هذه الفكرة. بني أول أسطول حربي بحري للمسلمين في عهد الخليفة عثمان بن عفان، وتم بناء السفن وتجهيزها من عدة سفن بحرية كانت متواجدة في موانئ بلاد الشام ومصر كخطوة أولية. ثم بدأ التطور في بناء الأسطول البحري الإسلامي، وبدأ المسلمون في بناء أسطولهم البحري بسرعة فائقة. كانت أول معركة بحرية لهم معركة “ذات الصواري” مع أسطول الإمبراطورية البيزنطية، حيث كان الأسطول البيزنطي يشكل تهديدا مباشرا للدول الإسلامية وللدولة الإسلامية نفسها .
سبب تسمية معركة ذات الصواري بهذا الاسم :حقق المسلمون الانتصار في أول معركة بحرية في تاريخهم الإسلامي، والتي حدثت عام ٦٧٠م، على الرغم من قلة عدد سفنهم الحربية وضعف خبراتهم البحرية القتالية، وذلك عندما هزموا أسطول الدولة البيزنطية في البحر الأبيض المتوسط، ولقبت تلك المعركة بذلك الاسم نسبة إلى عدد السفن المشاركة في القتال من الجانبين، البيزنطي والإسلامي، وأظهروا خير الأمثلة على الإيمان بنصر الله بالرغم من تفوق العدو في القوة العسكرية والخبرة القتالية البحرية .
أسباب اندلاع معركة ذات الصواري :- – أولا: رأت الدولة البيزنطية أن المسلمين، بتفكيرهم في بناء أسطول بحري، سيشكلون تهديدا مباشرا عليها وعلى دولتها، لذا وصلوا إلى ضرورة منع المسلمين من استكمال بناء تلك الأسطول بسبب التهديد المباشر الذي يشكله على الدولة البيزنطية ونفوذها البحري القوي في البحر الأبيض المتوسط .
ثانياً :يجب العمل على ضرورة إجهاض وتدمير البحرية الإسلامية الناشئة والنامية، وذلك بعد محاولتها غزو قبرص .
ثالثاً :يعني إجهاض أحلام وطموحات الدولة الإسلامية ومساعيها وتدبيرها الهادفة إلى فتح العاصمة الخاصة بالدولة البيزنطية القسطنطينية تهديدا لبقاء الإمبراطورية ووجودها.
رابعاً :- بسبب قلة السفن البحرية الإسلامية وضعف خبرة المسلمين في البحرية، تعرضوا لهزيمة تؤثر سلبا على روحهم المعنوية العالية، خاصة بعد الهزائم الكبيرة التي تعرضت لها الدولة البيزنطية .
بداية أحداث المعركة :- في عهد الإمبراطور قسطنطين الثاني، قام بإعداد أسطول بحري كبير لمواجهة الأسطول البحري الإسلامي. وصل عدد سفنه إلى حوالي 700-1000 سفينة. وقاد الإمبراطور بنفسه هذا الأسطول البحري البيزنطي، بينما قاد الأسطول الإسلامي عبد الله بن سعد بن أبي سرح والي مصر، وكان عدد سفن الأسطول الإسلامي حوالي 200 سفينة تقريبا. نزل حوالي نصف قوة الجيش الإسلامي على الشاطئ بقيادة بسر بن أبي أرطاة، وكانت الخطة هي مهاجمة الجيش البيزنطي المرابط على اليابسة وجمع معلومات عن مواقع وتحركات الجيش البيزنطي. بدأ القتال بالتراشق بالسهام والحجارة، ثم قام الجيش الإسلامي بربط سفن البيزنطيين بسفنهم واندفعوا إلى ظهر السفن البيزنطية بكل أنواع الأسلحة مثل الخناجر والسيوف. دارت معركة شرسة بين الجانبين وقتل الكثير من المسلمين والجيش البيزنطي، حتى جرح الإمبراطور قسطنطين نفسه، ولم ينج من الروم سوى عدد قليل للغاية .