ما هي أهمية التسامح
في مقدمة عن التسامح يجب أن نفهم أن مفهوم التسامح ضروري للمساعدة في تحقيق تعايش آمن وسلمي بين الناس. يجب على كل فرد أن يحترم ويقبل آراء الآخرين ليصبح متسامحا، حتى إذا كانت طريقتهم وآراؤهم لا تتفق مع شخصيتك وأفكارك. كما يعني أنك لا تضع آرائك فوق آراء الآخرين، حتى إذا كنت واثقا أن رأيك صحيح. والأشخاص المتسامحين يظهرون قوة في قدرتهم على التعامل مع وجهات النظر المختلفة .
اهمية التسامح
التسامح يعني أن يكون الشخص مستعدا لقبول الآراء والسلوكيات المختلفة عن تفكيره الشخصي. وأن يتصرف الشخص بحكمة مع الآخرين الذين لا يشبهونه، وبالتالي يظهر احترامه للعرق والجنس والآراء والدين والأيديولوجيات للأشخاص والمجموعات الأخرى. ويعبر الشخص عن وجهة نظره الخاصة بطريقة لائقة مع احترام مشاعر وأفكار الآخرين. يمكن أن يظهر التسامح بأشكال متعددة وفي أوقات ومناسبات مختلفة. قد يختلف الشخص تماما مع آخر في أي قضية، سواء كانت دينية أو سياسية، وفي الوقت نفسه يجب عليه احترام أفكار الآخرين ومعاملتهم بلطف .
التسامح يلعب دورا حيويا في ترسيخ السلام والمحبة بين الأفراد والمجتمعات، ويجب الاعتراف بحق الإنسان في عدم الاقتراب وانتهاك مشاعره وكرامته والإساءة إليه، ويحق لكل شخص التعبير عن وجهة نظره دون استخدام كلمات بغيضة أو استفزازية، وإظهار الاحترام والتسامح مع الآخرين لا يعني التنازل عن مبادئك أو اعتماد أفكار الآخرين، ولكنه يتعلق بحقوق الإنسان الأساسية في الاحترام والتقدير لآرائه وأفكاره، ويعد التسامح الأساس في استقرار وتقدم المجتمع والمساعدة على التعايش السلمي بين أفراده .
مفهوم الحرية من خلال التسامح
يساعد التسامح من خلال التطوير الشخصي على فتح آفاق التفكير المختلفة واكتساب معرفة أعمق بالأفكار المتنوعة من مختلف أنحاء العالم. ستمكن الفرد من فهم محيطه بشكل أفضل وأيضا من التفاعل مع ثقافات متنوعة. إن تعليم التسامح للأطفال أمر بالغ الأهمية حيث لا ينبغي للطفل أن يكبر وهو يشعر بالكراهية أو الشك؛ فالأطفال الذين ينمون وسط جو من الكراهية والغضب والغيرة من الآخرين يتحولون إلى أشخاص عدائيين غير متسامحين. والأطفال الذين يجبرون على اتباع أفكار محددة دون التفكير بحرية وبدون قيود يصبحون أشخاصا غير مستقلين. إذا تعلم الأطفال قيم الحب والتسامح، سيكونون قادرين على النمو والعيش في سلام وسعادة، وسيحملون تسامحا ومحبة للآخرين وقبولا لآراءهم المختلفة .
يجب أن تمتلك كل فرد قيمه وآراءه الخاصة التي يجب احترامها وقبولها وتقديرها من قبل الآخرين. ليس من السهل أن تكون شخصا متسامحا، ومن المقبول أن تلتزم بقيمك الخاصة، ولكن من المنطقي تقييم تلك القيم، خاصة إذا كان لها تأثير على الآخرين. إذا أردنا العيش في مجتمع سلمي، فيجب علينا فهم ذلك جيدا وتطبيقه، لأن المجتمع السلمي لا يمكنه التخلي عن التسامح .
في معظم الحالات، يكون عدم التسامح نتيجة للجهل والخوف من المجهول. إن الفضول حول الأفكار الجديدة واستعداد الناس لاكتشاف طرق التفكير الجديدة يزيد من مستوى التسامح. عندما يتعلم الشخص ثقافة جديدة، يتخلص تدريجيا من الخوف من المجهول ويبدأ في التواصل مع أشخاص من مختلف أنحاء العالم الذين لديهم وجهة نظر مماثلة .
مبادئ بناء التسامح
هناك العديد من المبادئ التوجيهية التي تهدف إلى بناء التفاهم والتسامح، ومن بينها تلك المبادئ التوجيهية الإلهية التي يقدمها القرآن بشكل واضح للمسلمين لبناء التسامح بين الأديان المختلفة، حيث يحث التسامح في الإسلام المسلمين على الآتي:
- احترام كرامة الإنسان التي وهبها الله عز وجل للجميع ، بغض النظر عن اختلاف عقيدة الشخص ، أو عرقه ، أو جنسه ، أو لونه ، أو وضعه الاجتماعي ؛ فكل شخص خلقه الله سبحانه وتعالى ، وجعله في أحسن صورة ؛ فكلنا من صنع الله عز وجل ؛ فغير مسموح لأي شخص أن يسخر من غيره ، أو يوجه له إهانة ، أو التقليل منه ، ولكن يجب على البشر كافة أن يعاملوا بعضهم البعض بكل احترام ، ولطف ، وتسامح .
- يعلم الإسلام أن الله سبحانه وتعالى خلق الأديان المختلفة ، وعلينا جميعاً احترام ذلك ، وعند احترام الجميع لوجود الأديان المختلفة سوف يعم التسامح والسلام بيننا ، والقرآن الكريم يشير على أن الحرية حق منحه الله لعباده ، ولكن الله عز وجل لا يرضى عندما يختار بعض البشر عدم الإيمان به سبحانه وتعالى .
- الله عز وجل هو العادل ويحب العدل، وقد أمرنا بالعدل، ولا سيما في التعامل مع الأشخاص الذين يختلفون عنا بأي شكل من الأشكال، بما في ذلك في الأمور الدينية، فإن الله سبحانه وتعالى يحب الذين يطبقون العدل في الأرض ويسعون جاهدين لتحقيقه .
- قد منح الإسلام أتباع الديانات الأخرى أعلى درجات التسامح عبر التاريخ، حيث سمح لهم بممارسة طقوسهم وطرق العبادة الخاصة بهم، على الرغم من تعارض بعض عاداتهم مع دين الأغلبية. ويعتبر ذلك دليلاً كبيرًا على التسامح من قبل المسلمين تجاه غير المسلمين .
- يعلم الإسلام المسلمين أهمية إظهار الطريقة الصحيحة للنقاش والتفاعل مع غير المسلمين، على الرغم من اختلاف المسلمين في النظم الإيديولوجية والعقائد الدينية الأخرى .
ومن الجدير بالذكر أن أول معاهدة إسلامية هي التي أقامها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بعد هجرته مع السكان اليهود في المدينة المنورة ، وكان الأساس الذي بنيت عليه تلك المعاهدة هو التسامح والحرية الدينية ، وفي حياة محمد صلى الله عليه وسلم نجد العديد من الأمثلة التي تشير على أهمية التسامح ، عندما دخل يهود خيبر ، ومسيحيي نجران إلى الدولة الإسلامية ، منحهم النبي الحرية الكاملة في العقيدة ، والممارسة .