الاماراتالخليج العربي

ما هو ” فن العيالة ” وادواتها ومناطقها

ما هو فن العيالة

يعتبر فن العيالة نوعا من الفن يحاكي قصص النصر والبطولات والمواقف الشجاعة. يحتاج هذا الفن إلى حنجرة قوية تروي أمجاد البلاد العظيمة والشجاعة. إن العيالة تعتبر قصة ملحمية للتاريخ والتراث العريق. يقوم العيالة بسرد الأمجاد ويستشهد بها في جميع الاحتفالات الوطنية والاجتماعية التي تنظمها الإمارات سواء داخل البلاد أو خارجها. تعود شهرة العيالة الكبيرة إلى أهميتها التراثية والشعبية، حيث تصور الهوية والتراث الإماراتي. تم توثيق فن العيالة ضمن القائمة لتكون صورة للتراث الثقافي الغير مادي من خلال منظمة اليونسكو.
 يعتبر فن العيالة من أشهر الفنون الشعبية والأدائية في الإمارات، ويعرف عنها أهل الساحل والبدو. لها دلالات وطنية تعكس معارك وانتصارات وبطولات. يصطف الرجال في صفوف متقابلة، ويكونون متلاصقين بعضهم ببعض، حيث يضع كل شخص يده اليسرى خلف ظهر زميله، ويبدأون بحركات متتالية تتطلب تحريك الرأس والكتفين، وتتضمن استخدام العصي، مصاحبة لدقات الطبول التي ترافق الفرق.
فن العيالة لدى البدو يمكن ان يظهر بالرقص مع البندقية ويطلق عليه فن الرزيف الذي تغير اسمه فيما بعد للحربية ، كما قيل إن فن العيالة يشتهر لدى أهل الخليج مع تغير الاسم ، حيث يعرف بالمملكة العربية السعودية وبالكويت وفي البحرين بالعرضة اما بسلطنة عُمان يوجد كلا من العيالة والرزيف.

أدوات فن العيالة

المرواس هو نوع من الطبول الكبيرة التي يحملها زعيم الفرقة أو قائد الفريق للقيادة، حيث يمسك بيده ويضرب باليد الثانية. يمكن استخدام اليد التي تحمل الطبل للعزف أو تنظيم الإيقاع. أما التخامير، فهي طبول متنوعة في الحجم والشكل وتتميز بإيقاعات متنوعة، ويتم بدء العزف عليها بالساحة. يجتمع إلى جانبهم عازفو الطوس وأدوات أخرى للعزف .

كيفية ممارسة العيالة

  يبدأ زعيم الفرقة في إنشاء الإيقاع وضبط النظام، ويتم ترتيب عازفي الطبل الذين يحملون الطبول الكبيرة والصغيرة والدفوف والطوس النحاسية في صفوف الفرقة.
العرض يضم مجموعة من الرجال المعروفين بـ `باشم الجويلة` أو `اليويلة` في الإمارات، حيث يقومون بحركات دائرية كبيرة وفقًا لإيقاع الطبول. وهم يحملون العصي والسيوف، أو بعضهم يحمل بناديق، ثم يقومون بدفعها في الهواء خلال العرض ويقومون بالتقاطها مرة أخرى.

بالإضافة إلى هذا، تشتمل “النعاشات” مع ظهور مجموعة من البنات اللاتي يلبسن الفساتين المزركشة الإماراتية التي تعرف بالمخوّر، حيث يصطفن أمام صفوف الرجال، ويرقصن بالشعور من ناحية إلى الآخرى على صوت الطبول. ويدل رقصهن إلى وثقهم بالحماية التي يقوم بها راقصي رقصة العيالة الذين يقفون بكل شهامة.

المقامات الموسيقية المستخدمة في العيالة

ويقول ابن العتيبية أن للعيالة أنواعا مختلفة، وتنقسم إلى ثلاثة أنواع هي العيالة البحرية أو الساحلية والعيالة البرية أو العيالة الريفية، والتي كانت تؤدي في الواحات، وتعرف أيضا نوعا من العيالة العينية والتي تنتشر في مدينة العين، وتوجد أيضا العيالة الجبلية، ويختلف كل نوع منها عن الآخر في الأداء والحركة والألحان والآلات الإيقاعية، وتتشابه جميعها في المظهر الخارجي الذي يتشكل وفقا لوجود الصفين المتقابلين، وتنفذ الحركات بانتظام في الأداء والألحان. واعتبرت العيالة البحرية أو الساحلية الأكثر شهرة في الإمارات.

ويقال عن العيالة الريفية ان الرجال يقوموا بالوقوف بشكل صفين متقابلين، وهم بيدهم العصي مغنين بالنشيد أو ما يعرف بالشلة ، ويشرع الرقص اول ما يطلق إشارة البدغ من حامل الطبلة الرئيسي أو الكاسر ، ويبدأون بالتمايل في حركات تظهر قوة الفارس الأصيل الظافر . وخلال هذا الأداء تقوم فرقة المحترفين منهم أو الهواة بالرقص والتمايل بحركات العيالة المعروفة والمنتشرة في كل الامارات.

الغناء في العيالة

يبدأ الرجال في الغناء في نفس الوقت من خلال أداء فرقة فن العيالة. يؤشر قائد الفرقة بالبدء ويطرق عازفو الطبول الطبول بشدة في هذه اللحظة. يبدأ الصفان في الرقص المستمر لفترة طويلة. في هذا الوقت، تتحرك فرقة الطبول في اتجاه الصف المقابل، بينما تتحرك حملة السيوف أو البنادق أو العصي في الاتجاه المعاكس. يبدأ أحد الصفين في الغناء بالشعر والأناشيد والقصائد، وفي هذه اللحظة، يتحرك الصف الآخر ويحل محل الصف الأول ليتكرر الغناء. يتنقل قائد الفرقة بين الصفين خلال غنائهم لبيت القصيدة، وتستمر الحركات والانحناءات والرقص على إيقاع الطبول المنغم حتى ينتهي العرض. يتم التبادل بين الفرقتين حتى ينتهي العرض.

تكوين فرق فن العيالة

من المعروف أن العيالة مكونة من فرقة العيالة وهي تصل لخمسون شخصاً وكلما كان العدد زيادة كانت القيمة الفنية للأداء والحركات افضل وكذلك الفرقة التي تضفي اجواء الشجاعة والشهامة. وتقوم فرق العيالة باستخدام الطبل بشكل أساسي ، وهذه الطبول منها «الرأس» ذات الشكل الكبير، و«التخامير» التي تكون أصغر التي تساهم  في رفع طبل الرأس الكبير على تنظيم الإيقاع، و«الطيوس» التي تصنع من النحاس، هذا بالإضافة إلى «الطار» وايضا الدف، واستعمال العصا المصنعة من الخيزران الرفيع التي تدل في شكلها إلى شكل الرماح أو السيوف».

أهمية فن العيالة

العيالة هي التعبير التقليدي الأكثر تمثيلا لتراث وتاريخ الإمارات، ويعرف أيضا باسم الرزيف. إنه فن جماعي يتضمن الحركات وغناء الأناشيد، ويتم تنفيذه خلال المناسبات الاجتماعية مثل الأعياد والأفراح والمناسبات الوطنية الإماراتية. يتم التركيز بشكل دائم على تنفيذه وعرضه في المحافل الدولية والمهرجانات، نظرا لكونه أحد أبرز الفنون المحلية المرتبطة بالتراث. العيالة هي رقصة وطنية تجسد الشجاعة والفروسية والبسالة .

ما يميز فن العيالة

ويشتمل فن “العيالة” على الرقصات حركية وعلى المقطوعات الغنائية المختلفة مصحوباً بالعزف وبالرقص مع القيام بالانشاد الجماعي ويتم اطلاق الطلقات النارية والتحرك مع حمل السيوف وايضا الخناجر والبعض بالبنادق ، وكل هذا في خلال عرض رائع يوضح القوة والرجولة ، تلك الأمور التي ترجع إلي حياة الامارات وبدوها والصحراء.

ويتنوع طريقة رقصة “العيالة” لدى البدو داخل الامارات عن طريقة أدائها لدى الحضر، وفي مناطق البادية تقوم الفتيات بالرقص والتمايل مع الرجال الرقص، وفي الرقص يقوم احد الراقصين من الرجال من الصف رافعاً خنجره ويبدأ الرقص  في شكل مبارزة مع واحدة من الفتيات اللاتي يتوسطن الصف ، وتظل المبارزة الراقصة إلى أن يستسلم أحدهما فيطلع من الحلقة وسط غناء الحضور وهتفاتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى