ما هو فن البرعة
تعريف التراث الثقافي الغير مادي
يؤدي التراث الثقافي غير المادي دورا رئيسيا في ثقافة الأمم والشعوب، حيث يمكن من خلاله الحفاظ على الثقافة الخاصة بكل بلد وشعب، ويمكن قياس مدى التأثر بالثقافات الأخرى ومدى التأثير على الثقافات الأخرى .
يعتبر التراث الغير مادي مصدر إلهام لمساعدة فهم تصرفات الشعوب ودراسة الموروث الثقافي الخاص بهم، حيث يشكل وسيلة للتواصل بين ثقافات الشعوب .
حرصت سلطنة عمان على الحفاظ على فنونها الشعبية الخاصة، وذلك من خلال الاهتمام بتلك الموروثات القيمة التي يجب الحفاظ عليها، ومواكبة السلطنة للتنمية المعاصرة، وتداخل الثقافة العمانية مع الحضارات العالمية والثقافات الأخرى .
أدركت السلطات أهمية هذا الجانب من التراث الثقافي غير المادي، حيث قاموا بالتصديق على الاتفاقية الدولية للحفاظ على التراث الثقافي غير المادي، وذلك وفقًا للمرسوم الصادر عن السلطنة برقم ٥٦ لعام ٢٠٠٥ .
البناء الموسيقي للفنون الشعبية العمانية
تم عقد جلسة حوارية في مدينة البريمي لمناقشة البناء الموسيقي للفنون الشعبية والشعرية، وقد قدمت ثلاثة أوراق عمل، وتحدث فيها مدير التراث والثقافة السيد راشد بن سعيد الشامسي والذي تحدث عن الفنون التقليدية في المحافظة، مثل فن “العيالة والرزفة .
يعد الوهم أحد الفنون التقليدية الأهم المتواجدة في المحافظة، وتعمل حكومة السلطنة على الاهتمام بالتراث الإنساني غير المادي والحفاظ عليه ونشر الوعي بين جميع شرائح المجتمع، من أجل الحفاظ على التراث والثقافة العمانية .
يأتي ذلك في إطار رغبة الحكومة في الحفاظ على تراثها الثقافي في ظل التقدم السريع الذي يشهده العالم والذي يؤدي إلى فقدان هوية الدول وثقافاتها الأصلية، وتعمل المؤسسات الخاصة بالحفاظ على هذا التراث من خلال إحياء التراث غير المادي وإحياء الفنون الشعبية والفلكلور العماني .
تهدف الندوات والمهرجانات التي تقام في جميع أنحاء السلطنة إلى إحياء هذا التراث ونقله للجميع والحفاظ على تلك الثقافة وإرثها للأجيال القادمة .
تمت مناقشة مفهوم التراث الشعبي والفنون الشعبية والاهتمام بهم وطرق الحفاظ عليهم، وتحدث الخبير التربوي للمناهج في وزارة التربية والتعليم، السيد سيف بن ناصر الوهيبي، عن العديد من المحاور المتعلقة بالتراث والثقافة .
وقد لخصها في: يتم شرح تعريف الفنون الشعبية وأهميتها، وكذلك الأسباب التي أدت إلى إثراء الفنون الشعبية في السلطنة، بالإضافة إلى طرق المحافظة على هذه الثقافة والفنون التراثية، ودور الحكومة العمانية في الحفاظ عليها .
معلومات عن فن البرعة
هو فن شعبي في سلطنة عمان ويؤدي هذا الفن شخصان يرتديان الزي التقليدي العماني `الدشداشة`، ويحمل كل منهما خنجرا في يده، وتتم حركات هذه الرقصة عن طريق القفز لأعلى حيث ترتفع إحدى أقدامهما عن الأرض .
يقوم المؤديان بالحركة بتناغم وانسجام حيث يتقدمان بظهريهما ويعودان للخلف بنفس الطريقة، ثم يلتف كل منهما حول نفسه في لفة كاملة، ثم يركعان معًا. وتقوم بأداء هذه الرقصة فرقة موسيقية مؤلفة من ستة أشخاص .
أمَّا الفرقةُ الموسيقيَّةُ فتتكوَّنُ من عازفٍ على القصبةِ، وضارِبٍ على طبلِ “المرواسِ” وغيرهم يضربونَ على طبلِ المهجرِ، وضارِبٍ على الدفِّ .
رقصة البرعة تؤدي في المناسبات الاجتماعية والأعراس، وتشتمل الأغاني التي ترافقها على أغاني الغزل والمديح .
مقارنة بين فن البرعة وفن الزنوج
- رقصة الزنوج
تعد هذه الرقصة مميزة في الاحتفالات الكبرى مثل الاحتفال بالعيد الوطني، حيث يجتمع الرجال والنساء من جميع الأعمار والشباب والفتيات الصغيرات من الساحل الشرقي الإفريقي ويحملون الطوابع .
يتم تنظيم مجموعتين في ساحة الاحتفال، حيث تقوم إحداهما بالغناء دون استخدام الطبل، وتقوم الأخرى بالغناء والرقص على إيقاع الطبول، بينما تقف المجموعة الثالثة التي تغني على شكل قوس على جانب ساحة الاحتفال .
يقف أمامه رجل يغني، ويرد عليه بقية الرجال في المجموعة، وفي وسط الساحة يجلس مجموعة ضاربي الطبول حيث يدقون على طبل “مسندو” الأفريقي وطبل “الرحماني” وطبل “الكاسر .
يقف صفان متقابلان من الشباب على جانبي ضاربي الطبول، حيث يقومون بالرقص ويتباعدون أحياناً ويقتربون أحياناً أخرى، ليشكلوا دائرة تدور حول ضاربي الطبول بطريقة نشطة وحيوية .
تقف النساء في الساحة التي تفصل بين المجموعتين وتدور في حركة راقصة خفيفة، في حين تقف الفتيات الصغيرات خلفهن لتقليدهن في نفس الحركة الراقصة ولكن بطريقة معاكسة .
يقوم بعض الشباب بتأدية رقصات بالسيوف وسط مجموعة من النساء، ويتم تسمية هذا العرض بـ `استعراض الشجاعة` ويتضمن القفزات العالية والصرخات التي تعبر عن قوتهم وشجاعتهم .
يعود تصميم الفن الزنوجي الهندسي إلى جذور تاريخية قديمة، إذ يهدف إلى تصوير الصورة التفصيلية التي كانت تعلو عندما تعود سفينة صيد سالمة إلى السواحل بعد رحلة بحرية طويلة.
كان ضاربي الكبول يجتمعون مع الشباب الراقصين ويغنون ويحتفلون بعودتهم، حيث يقوم الصيادون بإرسال رسالة هوائية إلى أقاربهم وذويهم على الشاطئ العماني لإعلامهم بعودتهم إلى مياه سلطنة عمان .
عند وصول الرسالة، يخرج أهالي الساحل من الرجال والنساء ليصطفوا على شكل قوس، ويقوم أحدهم برفع صوته بالغناء، لترد عليه المجموعة وتصل صيحاتهم إلى أهلهم البحارة في الميناء. كما يخرج الأطفال والنساء والبنات ليرقصوا في بهجة وفرح بعودة الغائبين .
الغناء في فن الزنوج يجمع بين اللغة السواحيلية واللغة العربية، ويتميز بغناء ضاربي الطبول والشباب الراقصين بطريقة مختلفة عن الغناء الذي يتم غناؤه من قبل الرديدة والفرد الذي يغني وحده .
- ويختلف فن الزنوج عن فن البرعة
فن البرعة يتم أداؤه بواسطة رجلين يرتديان الملابس التراثية ويحملان الخنجر، ويتم تنسيق حركاتهم وفقًا لإيقاع الطبول، وهذا يختلف عن فن الزنوج والزي الذي يتم أداؤه بواسطة عدد كبير من الشباب والنساء، ويعتمد فن البرعة على إيقاع الطبول الخاص بالمرواس وطبل المجهر.
مقارنة بين فن البرعة و الرزحة
فن الرزحة هو فن رجولي نقي، ويتم تنظيم هذا الفن في الاحتفالات الوطنية والمناسبات الاجتماعية، وهو منتشر في معظم ولايات السلطنة، ويشارك فيه عدد كبير من الرجال، حيث يصطف الرجال في صفوف متساوية .
ومنهم رجال يقومون بالمبارزة بالسيوف والتروس أما الغناء الخاص بهذا الفن فيكون عبارة عن مطارحات شعرية تتعلق بالشجاعة والمديح والفخر ، كما يستخدم في هذا الفن الطبل العماني فيقوم ضاربي الطبول بالتحرك بين صفوف الرجال وهم يدقون الطبول بطريقة متناغمة تتماشي مع الكلمات التي يتم إلقائها .
يُعرف هذا الفن باسم “الرزحة” بسبب تناوب المتنافسين في التبارز بالسيوف، حيث يرتفعون في الهواء وينزلون واقفين على قدميهم، ويتحمل كل منهم وزن سيفه .
يتميز هذا الفن بنمط موسيقي تقليدي يمارس في المناسبات الاجتماعية والوطنية، ويتم ممارسته في عدة محافظات منها مسقط والباطنة والداخلية والشرقية .
يُمارَسُ فن الرزحة في العادة من قِبَل الرجال فقط، على عكس فن البرعة الذي يُشارَكُ فيه النساء أيضًا. وفيما يُمارَسُ فن البرعة بالخناجر من قِبَل الشباب، نرى الرجال في فن الرزحة يُمارِسونَهُ بالسيوف .
في فن البرعة، تحتوي الأغاني على موضوعات الغزل، بينما يعتمد فن الرزحة على الأطروحات الشعرية التي تناقش مواضيع الشجاعة والفخر والمديح .