اسلامياتالقران الكريم

ما هو فضل سورة البقرة

تعد سورة البقرة أحد أعظم وأجمل سور القرآن الكريم، حيث إن لها مكانة كبيرة في قلوب المسلمين أجمعين، ولها فضل وبركة غير معهودة، فهي سكينة القلوب، وطهارة الجسد ونقاء اللسان، تذكي النفس وتضع الأحكام محلها، وتبارك البيوت وتنظم قوانين الاسرة والتعايش، ما من أحد أبداً يستطيع أن يتجاهل هذا النور المبين.

جدول المحتويات

ما هو فضل سورة البقرة

سورة البقرة هي إحدى السور المدنية التي أنزلها جبريل عليه السلام لأول مرة على نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، ويجدر الذكر أنه استغرق عشرة أعوام حتى اكتمل وحيها وهديها إلى الأرض، وآخر آية نزلت في السورة المباركة هي “واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفىٰ كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون”، ونزلت هذه الآية الكريمة التي تثير الرعب يوم النحر العظيم، في آخر حجة الوداع للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وكانت معه في هذه المناسبة المباركة.

تحتوي سورة البقرة على 286 آية، وكل آية تحمل حكما مباركا وتعاليم ومبادئ أخلاقية. يتضمن فضل سورة البقرة ما يلي

  • تعتبر قراءة الأذكار والأدعية واحدة من أعظم الطرق لنيل الخير والبركة في البيوت، حيث يرضى المؤمن رضا الله ويتحصل على الحسنات الكثيرة التي تطهر حياته، كما أن من سمعها يتحصل على البركة في سمعه، ومن قرأها يتحصل على البركة في بصره، وتعتبر من السور التي تزيد البيوت نقاءً وبركةً، وتطهر بها الأبدان.
  • إن سورة البقرة تحمي المؤمن من غوي الشيطان الرجيم، فهي تحمي المؤمن من الضلال والخطأ، وتعيذه بالله من أي شيطان أو وسواس، وفقا لوصف الفقهاء، فإنها توفر حماية من الضلال وتكون حجابا عن الشيطان، كما تحرق مخططاته وتدمرها لتفسد الدين والدنيا لمن يقرأها أو يحفظها. وهناك حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر، فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة). صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • وردت في سورة البقرة آية الكرسي، وهي آية عظيمة وكريمة، فتتجلى تلك الآية في قلوب المؤمنين كالسحر، فهي آية مذيبة للغم ، طاردة لهم، تتضمن التوحيد والتمجيد لله الواحد القهار، كما إن سورة البقرة تشتمل على اسم الله الأعظم، وأوردت السورة المباركة صفات الله العلى فقد ورد فيها مقدرة الله تعالى وإنه الملك مالك الملك.
  • يعرف المسلمون جيدًا أن سورة البقرة هي وسيلة للشفاعة في يوم القيامة، وهو اليوم الذي لا ينفع فيه المال ولا الأولاد إلا من أتى الله بقلب سليم، ولذلك فهي مصدر لسلامة القلوب، ونور ودليل في يوم العرض على الله.
  • لأن تُعتبر آية الكرسي هي الآية الأعظم في القرآن الكريم، وذلك بناء على ما ذكر في صحيح مسلم، حيث روى أبو بن كعب عن الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا: `يا أبا المنذر، هل تعرف أي آية من كتاب الله تعتبر أعظم؟` فقال أبو المنذر: `أعلم أن الله ورسوله أعلم.` فقال النبي صلى الله عليه وسلم: `يا أبا المنذر، هل تعرف أي آية من كتاب الله تعتبر أعظم؟` فقال أبو المنذر: `أعلم أن لا إله إلا هو الحي القيوم.` فضرب النبي صلى الله عليه وسلم صدره وقال: `والله، ليهنك العلم يا أبا المنذر
  • أما بالنسبة للحسد، فإنه يعد حارسًا من العين، ويتم حل الحسد كما يتم حل الثلج عندما ينصهر، وقال ابن القيم: `إن العين والحسد كالكتلة في جسد المحسود، لا يمكن إزالتها أو محوها إلا بتكرار قراءة سورة البقرة والمعوذتين`
  • أما عن فضل آخر آيتين من سورة البقرة، فورد في صحيح البخاري، روي عن أبي مسعود رضى الله عنه، عن الرسول صلى الله عليه وسلم “مَنْ قَرَأَ بِالْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ»، والمقصود بأنَّ قراءة الآيتان تكفيان من يقرأ هما ؛ أي تكفياه من كلِّ سوء، وقيل تكفياه من شرّ الشّيطان، وقيل تكفياه من قيام اللّيل فكأنَّه قامه” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم “إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، أنزل منه آيتين، ختم بهما سورة البقرة، لا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان”
  • من قال بعد كل صلاة وقبل نومه “ا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِى أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟ قَالَ: قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟ قَالَ: قُلْتُ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ، قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وَقَالَ: وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ” ما فصله عن الجنة سوى الموت.
  • إن قراءة سورة البقرة بشكل متكرر تبعث الأمل في النفس، والطمأنينة في القلب، وتنير العقل وتفتحه، فهي مصدر للاسترخاء الروحي والوجداني، والبهجة بشكل عام.
  • دليل المؤمن على سمع وطاعة أوامر الله عز وجل إذ يقول الله تعالى “لِّلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّـهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
    تشير سورة البقرة إلى رحمة الله تعالى إذ يقول عز وجل” (لِّلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّـهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”.
  • من يقرأ سورة البقرة بتمعن وإخلاص، يدرك عظمة الخالق، ويزيد حبه لله تعالى ويتعمق ارتباطه به.
  • جاءت في آخر سورة البقرة آية مطمئنة مباركة، تشير إلى العدل والرحمة بالعباد، والعفو الإحسان من الله عز وجل إذ يقول الله تعالى جل وعلا “لا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ” فجاءت الآية بدعاء جميل يزيل الهم والحيرة، ويجعل المؤمن راض، مطمئن حين يقوله.

أسماء سورة البقرة

تُطلق العديد من الأسماء على سورة البقرة، وقليلون هم الذين يعرفون هذه المعلومة، ولكل اسم من هذه الأسماء معنى مختلف ودلالة وسبب في التسمية

  • سنام القرآن الكريم: السنام في اللغة العربية يعني كل ما ارتفع وعلا، وأطلق هذا الاسم على السورة المباركة لأنها الأطول في القرآن الكريم، ولأنها تحتوي على أكبر قدر من المعلومات والأحكام الدينية.
  • سورة الكرسي: ومن الواضح أنها تم اسماء بذلك الاسم لأنها تحتوي على آية الكرسي المباركة، وهي إحدى أعظم آيات القرآن.
  • الزهراء: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: `اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران، فإنهما سيأتيان يوم القيامة مثل الغمامة أو الغياية، أو كمجموعة من الطيور الضاحكة، تشفعان لأصحابهما. اقرأ سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطل.` والزهراوين المذكورتان في هذا الحديث هما البقرة وآل عمران.
  • الفسطاط: تعني كلمة الفسطاط في اللغة العربية السور الذي يحيط بالمدينة أو المكان، وفي هذا السياق، تحيط سورة البقرة بالمؤمن بأحكام دينه ويشرح ما يجب عليه اتباعه، وتضمنت مجموعة من النوازل ووضحت جميعالأمور اللازمة لاكتمال العقيدة.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى