علم النفسعلم وعلماء

ما هو علم النفس الجنائي

يعد فرعا من فروع علوم الإجرام المتعددة التي تبحث في رد فعل المجرمين وتلعب دورا أساسيا في فهم الجريمة وتفسير سبب ارتكابها. وقد كانت الحاجة ملحة للعلماء للاهتمام بجوانب كيفية ولماذا تتم الجريمة، مما أدى إلى الاهتمام الزائد بعلوم النفس وتطويرها، بالإضافة إلى الاهتمام بجوانب أخرى من علم النفس المتعلقة بالجريمة. وكان الاهتمام الأكبر بالجوانب النفسية للمجرم هو السبب الرئيسي وراء نشأة هذا الفرع من علوم الإجرام .

من أهم ما يهتم به علم النفس الإجرامي هو اكتشاف الجريمة وتحديد المجرم، ولكن بناء على منظور إنساني علمي يسعى لتحقيق العدالة والرحمة، ودراسة الدوافع الواعية واللاواعية، وكذلك العواطف التي تدفع المجرم للقيام بالجريمة، ودراسة الظروف والعوامل التي تؤدي إلى ارتكاب الجريمة. يهتم العلم بدراسة الجاني نفسه ورعايته خلال فترة العقوبة، وحتى بعد انتهاء تلك الفترة لكي لا يعود للجريمة مرة أخرى.

في وقت كانت فيه السجون والمؤسسات الاجتماعية غير قادرة على فهم أسباب سلوك المجرمين، وكانت الجرائم في ازدياد، جاء دور العلماء النفسيين والتربويين في البحث والتحري عن أسباب هذه الجرائم .

نشأة و تاريخ العلم :-

يعتبر هذا المجال غير متأثر بالعصر الحديث، بل يمتد تاريخه إلى الوراء بوجود الإنسان منذ قتل قابيل لهابيل وحدوث أول جريمة في تاريخ البشرية، ولكن عمليات البحث والتحقيق في هذا المجال تمت في عهد الفلاسفة الإغريق القدماء مثل سقراط وأفلاطون والطبيب أبقراط، حيث وصفوا المجرمين بأنهم أرواح فاسدة. ثم جاء الإسلام ولم يكن لهذا المجال وجود نظرا لعدم وجود جرائم بشكل عام، حيث كانت عقيدة الناس متماسكة، ولكن في العصور الوسطى ظهر اتجاه فلسفي يتبنى نظرية خرافية تربط بين النفس ذات الميل الإجرامي وحركة الكواكب

في بداية القرن السادس عشر، اكتشف فلاسفة الطبيعة النظرية الجزائية وأنتجوا فكر المادية، وكان داروين على رأسهم، حيث بحث في الحصول على دلالات عن طبيعة الإنسان من خلال العيوب الخلقية الظاهرة .

في عام 1909، قام الأمريكي فرنالد، في إطار التعاون مع أحد الأطباء النفسيين، بتأسيس عيادة نفسية كانت الأولى من نوعها لعلاج الأحداث (الأشخاص الصغار في السن الذين يرتكبون جرائم). ومن هذا العمل، توجه علم النفس الجنائي إلى اتجاه غير الذي سلكه داروين، وأصبح جزءا أساسيا من كليات الحقوق الأمريكية. ومع ذلك، لم يتم وضع الأسس الأولى لعلم النفس الجنائي إلا في عام 1945، عندما طرحت نظرية ديتوليد، والتي أسست أساسا للدراسات التي بنيت عليها علوم النفس الإجرامية، ويعمل هذا العلم على دراسة التفاعل النفسي لدى الإنسان الذي يفسر بالتتابع النزعة الإجرامية .

في ستينيات القرن الماضي، تم إضافة علم النفس الجنائي إلى علم النفس وأصبح فرعا من العلوم النفسية المتعددة .

كتب علم النفس الإجرامي :-

صدر أول كتاب لعلم النفس الإجرامي عام 1964 علي يد العالم لتوش toch عن كتاب عنوانه علم النفس الجنائي و النفسي ، ثم تتابعت الكتب بكتاب الجريمة و الشخصية لكاتب إيزيك و توالت المؤلفات الكثيرة إلى اليوم في هذا العلم و لن تنتهي بإنتهاء الإنسان لان الخير و الشر إلى يوم القيامة .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى