ادب

ما هو سهم كيوبيد

أسطورة سهم كيوبيد

هي إحدى الأساطير اليونانية الشهيرة التي تدور حول كيوبيد، إله الحب وابن إلهة الجمال فينوس المشهور بقوسه الذي يصيب البشر به ليقعوا في الحب فورا. وقد وصفت الأساطير اليونانية كيوبيد بأنه شاب لعوب يطلق سهامه ليلهي قلوب الفتيات والشباب، لكن القدر جعل كيوبيد يصاب بسهمه ليخوض تجربة مشاعر الحب لدى البشر، وعاش كيوبيد قصة حب مع الجميلة سايك.

حياة الجميلة كايسي

ظنت الجميلة سايكي أن جمالها هو سبب لعنتها، حيث كانت لديها ملامح فريدة وجميلة تسببت في مصيرها السيئ، وهذا ما كانت تعتقده سايكي قبل مقابلة كيوبيد. عندما تركها والدها وحيدة على حافة جرف مرتفع في الليل الظلماء، كانت تنتظر مصيرها المشؤوم.

تروي الأسطورة قصة ملك يعيش في بلاده تحت حكم آلهة الأولمب. وكان له ثلاث بنات، وأصغرهن هي كايسي. ولدت كايسي بجسد تام الكمال، حتى أن الناس كانوا يعبدونها كونها فينوس إلهة الجمال، واعتقدوا أنها تجسيد لفينوس على الأرض في عالم البشر. ولكن هذا لم يكن في صالح الفتاة الشابة، فالأشخاص الحقيقيون يخافون من الاقتراب من شخص بهذا الجمال الكامل.

كانت أخوات كايسي أقل جمالا منها، وقد تقدم العديد من الرجال لخطبتهن، ولكن كايسي كانت مختلفة ولا أحد يجرؤ على التقدم لها أو الاقتراب منها بسبب جمالها، وهذا أدى إلى خوف والدها الذي طلب النصيحة من وسيط روحاني للإله أبولو، الإله النور والحكمة والنبوءة، وأخبره الوسيط الروحي بترك الفتاة الغير محظوظة على جرف صخري عال، حيث كان من المتوقع أن تتزوج برجل شرير وقاس ومتوحش ذو هيئة ثعبان مجنح، وبالتالي ذهب والدها معها رغما عنها لتنفيذ نصيحة الإله الحكيم.

غيرة فينوس والدة كيوبيد

فينوس هي إلهة الحب والجمال في الأساطير الرومانية القديمة، وتُعرف أيضًا باسم أفروديت في الحضارة اليونانية القديمة، وكانت تُعد رمزًا للجمال الكامل، وكان الناس يعبدونها في موطن الجميلة كايسي.

وصلت أخبار حب الناس للجميلة كايسي إلى ألهة الجمال فينوس، وعلمت أنها فتاة عذراء شديدة الجمال لدرجة أن الناس يعتبرونها تجسيدا لفينوس نفسها. وصل الأمر بالناس إلى تجاهل عبادة فينوس نفسها، مما أشعرها بالغيرة الشديدة والسخط عليها. أرادت أن تعاقبها بأن تجعلها تقع في حب وحش قاس ذو هيئة غير بشرية، كـعقاب لها على تقديس الناس لها كألهة الجمال.

قامت الآلهة ڤينوس بطلب من ابنها كيوبيد أن يصيب كايسي بسهم الحب الخاص به لتقع في حب وحش بشع بصورة ثعبان فورا، فانطلق كيوبيد غاضبا ومليئا بالكراهية التي زرعتها أمه فيه نحو الجميلة كايسي، لكي يصوب سهم الحب الخاص به نحوها كعقاب لها، ولكن عندما رأى كيوبيد جمالها، أصاب نفسه بالسهم ووقع هو الآخر في حبها بشكل مجنون.

قصة كيوبيد وكايسي

بينما كانت كايسي تنتظر وحيدة مصيرها المحتوم في الظلام الحالك شعرت بسنيم رياح غريب يحيط بها على قمة ذلك الجرف الصخري، ثم بدأ ذلك النسيم برفعها بلطف في الهواء، فأصبحت تطير مبتعدة عن ذلك الجرف المخيف، قم ذلك النسيم بحملها بعيدًا جدًا حتى وصل بها إلى بستان جميل مليئ بالزهور الجميلة أمامه قصر فاره، ثم سمعت صوتًا يتردد في الهواء من حولها قائلًا: «أهلًا بكِ في منزلك الجديد كايسي.»

دخلت كايسي إلى القصر المظلم وهي خائفة من الوحش الذي كان ينتظرها في الداخل للزواج، ولكنها لم تجد أحدا هناك، وعاشت كايسي في القصر لبضعة أيام قليلة، حيث كانت خدمتها تؤدى بواسطة خدم غير مرئيين لها. وفي إحدى الليالي المظلمة، سمعت كايسي صوتا يشبه الصوت الذي كان يتكرر سابقا، قادما من إحدى غرف القصر، يدعوها للدخول ومقابلة زوجها، إذا كانت جريئة بما يكفي لرؤيته. كانت كايسي واثقة وفضولية بما يكفي لمعرفة هوية هذا الشخص، فدخلت الغرفة لتجد نفسها في ظلام دامس لدرجة أنها لم تستطع رؤية المنتظر في الداخل. وبينما اقتربت، تبين أن ملمس هذا الشخص ليس كملمس الثعبان على الإطلاق، بل هو لحم ناعم ولديه صوت جميل وسلوك حسن. هذا جعلها تشعر بالطمأنينة تجاه هذا الشخص. سألت كايسي عن هويته، فأجاب قائلا: هذا هو السؤال الوحيد الذي لا يمكن الإجابة عليه، وأنها إذا أحبت شخصا، فلن تحتاج إلى معرفة هويته، وعليها أن تتزوجه دون رؤية وجهه أبدا.

واستمرت زيارة زوجها لها ليال متتابعة في الظلام الدامس، واختفى خوف كايسي تماما وشعرت بالحب تجاهه، ولكن سرعان ما أصبحت سايكي حاملا من زوجها المجهول، وفرحت بهذا الخبر بشكل كبير، ولكن كانت مشاعرها مضطربة للغاية؛ فهي لا تعرف هوية زوجها وأب الطفل الذي تحمله، وبالتالي أرادت أن ترى وجهه حتى لو لمرة واحدة لتهدأ قلبها المضطرب.

ذات ليلة تشجعت سايكي وقررت أن تتبع فضولها لترى من هو زوجها، دخلت الغرفة بينما هو نائم تحمل مصباحًا زيتيًا، وما رأته أمامها لم يكن وحش قبيح بل هو الآله كيوبيد الذي يجعل البشر يقعون في الحب مرغمين بوخزة طفيفة من أحد سهامه، ولكن من شدة الذهول أوقعت سايكي المصباح فأحرق الزيت الساخن كيوبيد فاستيقظ من النوم مفزوعًا من فعلة سايكي المتهورة، فأخبرها بالحقيقة الكاملة وقصة وقوعه في حبها وأنه قد وخز نفسه بالسهم عندما رأى شدة جمالها وافتتن به، لكنه على الرغم من ذلك لم يعتقد أنه يمكن للألهة أن تحب مثل البشر بنفس المقدار، وبما أن سايكي أصبحت تعلم بهويته الحقيقة فلا يمكن أن يعيشا بسعادة، وحلق كيوبيد بأجنحته بعيدًا تاركًا وراءه سايكي تبكي نادمة على فعلتها.

البحث عن كيوبيد

تركت الجميلة سايكي وحيدة ومحبطة في حالة من اليأس، حتى عاد إليها ذلك الصوت الذي قال: `من المستحيل أن يحب كل منكما الآخر بنفس القدر، فتقبلي الواقع.`.

لكن سايكي لم تستسلم لليأس وقررت الخروج للبحث عن زوجها كيوبيد في شتى بقاع الأرض، لكن أعاقت ألهة الجمال  ڤينوس تقدمها وتصدت لها وأخبرتها أنه من الممكن أن تتزوج كايسي من كيوبيد فقط إن  أستطاعت إتمام بعض المهام المستحيلة التي ستُمليها عليها ڤينوس، وافقت الجميلة سايكي على الفور رغبةً منها في استعادة زوجها المفقود، فبدأت في تنفيذ المهام.

  • أمرت ڤينوس سايكي بفرز كومة كبيرة من البذور المختلفة في ليلة واحدة. بدأت سايكي في القيام بالمهمة ولكنها بدأت في فقدان الأمل عندما اقتربت نهاية الليل، ولكن مستعمرة من النمل شفقت عليها وساعدتها في إكمال المهمة ونجحت في الاختبار الأول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى