الخليج العربي

ما هو سر مبنى رباط الخنجي ؟

تعتبر مدينة جدة واحدة من أفضل المدن في المملكة، وتتميز بتاريخ حافل بالإنجازات في جميع المجالات، ولا سيما المعمارية التي تمثل شاهدا على الحقب التاريخية التي مرت على المدينة، فالمباني التاريخية لا تزال حتى اليوم تشكل أحد أبرز الشواهد على تلك الحضارات. ومن بين هذه المباني المعمارية الرائعة يأتي مبنى رباط الخنجي (الكبير والصغير) الذي يعتبر رمزا لأسبوع الفن السعودي في جدة، والذي يثير اهتمام الجميع ويستحوذ على انتباههم لمعرفة تاريخ هذا المبنى الذي تحول من مكان مهجور إلى عمل فني رائع بفضل الفنان عبد الله العثمان، وفي هذا المقال سنكشف السر وراء هذا المبنى الفني الرائع

تاريخ مبنى ” رباط الخنجي”
في عام 1863، قام الشيخ محمود محمد قاسم الخنجي ببناء بيت يعكس فن العمارة التقليدي في مدن الحجاز القديمة. تم بناء هذا البيت قبل عقود من الزمن، تحديدا في عام 1813م. يقع البيت على الجانب الأيسر لمن يدخل من باب جديد، مقابل بيت اللبان. في الماضي، كان يسكن هذا البيت من قبل الأرامل والنساء الوحيدات، وذلك في إطار ثقافة الوقف. بمرور الوقت، أصبح البيت معروفا باسم “رباط الخنجي الكبير والصغير.” يقع هذا البيت في شارع أبو عنبة بحارة الشام، وهي واحدة من الأحياء التاريخية في جدة. يبلغ مساحة البيت 435 مترا مربعا، ويتكون من طابقين ويحوي 19 غرفة. مؤخرا، تحول هذا البيت إلى مكان مهجور بعد أن تركته الأرامل. ولكن في الوقت الحالي، تم تحويل هذا المبنى لاستعادة الحياة فيه وأصبح أحد أهم المراكز الاجتماعية والثقافية في فبراير الحالي. تم تحويله إلى مركز فني يجذب الجمهور إلى المنطقة التراثية.

رباط الخنجي بالقصدير
قام الفنان عبد الله العثمان بتغيير مظهر مبنى رباط الخنجي بالكامل باستخدام القصدير، إذ رأى في ذلك وسيلة فنية لاستعادة الذاكرة المرتبطة بهذا المكان والتاريخ. وكان الهدف منه وصف حالة هذا البيت التاريخي الذي ثبتت صورته عبر الزمن، حيث كان مسرحا لأكثر من مائتي عام من الأحداث البشرية والاجتماعية، لكنها تلاشت مع مرور الوقت. واختار العثمان استخدام القصدير بوجه خاص نظرا لكونه مادة مثبتة ومقاومة للتغير. وصف العثمان عمله بأنه مشابه لعملية “قسطرة القلب” التي تعيد إحياء هذا المكان وهذا التراث الثقافي العظيم، والذي يثير شغف الجمهور وفضولهم لمعرفة تاريخه بشكل أعمق.

وأوضح العثمان أيضا أن سبب اختياره للقيام بقصدرة مبنى رباط الخنجي أنه رأى أن هذا المكان من الأماكن التاريخية المهمة والذي شهد من مئات السنين حركة إنسانية واجتماعية عظيمة وهي الأربطة، حيث كان المبنى مأوى للحجاج والمعتمرين وعابري السبيل والفقيرات، فأراد أن يرجع أهمية هذا الإرث العظيم والطراز المعماري بالبحث عن تاريخه من جديد.

خطوات قصدرة مبنى رباط الخنجي
تجربة قصدرة مبنى رباط الخنجي كانت من بين التجارب الأولية التي أقيمت في المملكة بإشراف المجلس الفني السعودي وتنسيق من سام بردويل وتيل فيلراث. من المتوقع أن تنتقل الفكرة إلى مدن سعودية أخرى. استغرقت هذه التجربة أسبوعا كاملا، وتم تنفيذ الفكرة لإجراء اختبار جماعي في الشارع واستحداث شيء مغطى، مما أثار العديد من الأسئلة. ومن المتوقع أن توفر أشعة الشمس المنعكسة بفضل القصدير طاقة جديدة للمكان وتوحي بأفكار ومشاعر جديدة للجميع .

وتأتي فكرة قسطرة رباط الخنجي ضمن فعاليات النسخة الرابعة من فن جدة 21،39 المنظمة من قبل المجلس الفني السعودي والتي تضم أكثر من 50 نشاطا ثقافيا وفنيا، بمشاركة مجموعة من الفنانين والذين يمثلون مؤسسات ثقافية من دول مختلفة، وتقام هذه الفعالية بجدة سنويا وتهدف إلى رفع مستوى الوعي والاهتمام بالممارسة الفنية الإبداعية المعاصرة، وهي من ضمن جهود المجلس لتعزيز الفن والثقافة ودعم الإبداع.

الفنان عبد الله العثمان في سطور
يعتبر الفنان عبد الله العثمان واحدا من أبرز الفنانين في المملكة، حيث قام بالتجريب والاستكشاف من خلال استكشاف الفنون المعاصرة. يعتبر مصدر إلهام حر ولم يقتصر على نمط فني معين، بل قدم العديد من الأعمال الفنية ذات الأبعاد المتنوعة، مثل “التعذيب بدون لمس” وفن الشارع والرسائل السرية والأسئلة والقفز من علبة بيبسي.

لقد شارك بأعماله في عدة معارض عالمية مثل معرض برلين ومعرض فن دبي ومعرض فينيسيا ومعرض ماربيا في إسبانيا ومعرض تولنتينو في إيطاليا، ولقد حظي بالنجاح فيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى