ما هو سديم رأس الحصان ؟ ” مميزاتة .. خصائصه

سديم رأس الحصان

يعد سديم رأس الحصان أحد أكثر السدم التي يمكن تحديدها في السماء، وهو جزء من سحابة جزيئية كبيرة ومظلمة، المعروف أيضًا باسم برنارد 33، حيث تم اكتشاف الشكل غير المعتاد لأول مرة على لوحة فوتوغرافية في أواخر القرن التاسع عشر، حيث ينشأ التوهج الأحمر من غاز الهيدروجين في الغالب خلف السديم، والذي يتأين بواسطة النجم اللامع القريب سيجما أوريونيس، كما يرجع سبب ظلام رأس الحصان في الغالب إلى الغبار الكثيف، كما أن الجزء السفلي من عنق رأس الحصان يلقي بظلاله على اليسار.

يتم توجيه تيارات الغاز التي تخرج من السديم باستخدام مجال مغناطيسي قوي، والبقع المضيئة في قاعدة سديم رأس الحصان تشكل نجوما شابة في طور التكوين، ويستغرق الضوء حوالي 1500 عام للوصول إلينا من سديم رأس الحصان، وتم التقاط الصورة المميزة باستخدام تلسكوب طوله 3.6 متر في هاواي بالولايات المتحدة الأمريكية من قبل فريق من كندا وفرنسا وهاواي الكبير.

أعماق سديم رأس الحصان

رأس الحصان هو جزء أكبر من السدم تسمى سحابة الجبار الجزيئية، والتي تمتد على كوكبة الجبار، حيث يوجد حول المجمع مشاتل صغيرة حيث تولد النجوم، والتي تُجبر على المشاركة في عملية الولادة عندما يتم ضغط المواد الغائمة معًا من خلال موجات الصدمة من النجوم القريبة أو الانفجارات النجمية، حيث أن رأس الحصان نفسه عبارة عن سحابة كثيفة للغاية من الغاز والغبار، مضاءة من الخلف بنجوم فتيّة لامعة جدًا. تسبب الحرارة والإشعاع في توهج الغيوم حول رأس الحصان.

لكن رأس الحصان يحجب الضوء الموجود خلفه مباشرة، مما يجعله يتوهج على خلفية من السحب المحمرّة، حيث يتكون السديم نفسه في الغالب من الهيدروجين الجزيئي البارد، والذي ينتج القليل جدًا من الحرارة والضوء، وهذا هو السبب في أن رأس الحصان غامق اللون، من المنطقي أن بعض النجوم ولدت هناك، هذا ما تفعله غيوم الهيدروجين والغبار الباردة إنها تشكل النجوم، وفي هذه الحالة لا يعرف علماء الفلك على وجه اليقين، وتُظهِر صور الأشعة تحت الحمراء للسديم جزءًا من باطن السحابة لكنها في بعض المناطق كثيفة جدًا بحيث لا يمكن للأشعة تحت الحمراء الوصول إليها لاكتشاف أي حاضنات ولادة نجم.

ربما تكون هناك أجسام حديثة الولادة مخبأة في أعماقها، ربما سيتمكن جيل جديد من التلسكوبات الحساسة للأشعة تحت الحمراء يومًا ما من النظر عبر الأجزاء السميكة من السحب واكتشاف المناطق التي تولد فيها النجوم على أي حال، فإن رأس الحصان والسدم المماثلة تعطي فكرة عما قد يبدو عليه شكل السحابة في نظامنا الشمسي.

خصائص سديم رأس الحصان

يعود لغاز الهيدروجين الموجود خلف سديم رأس الحصان توهجه الوردي، ويتم إنشاء المظهر الخطي لهذا الغاز في التوهج الخلفي بواسطة الحقول المغناطيسية والشريط المكثف المتوهج للغاز الهيدروجين الذي يعبر رأس الحصان هو الميزة المفضلة لدي في هذا الجسم السماوي العميق.

ينشأ ظلام شكل سديم رأس الحصان عن طريق غبار كثيف بين نجمي يحجب ضوء الغاز والنجوم خلفه، ومن المثير للاهتمام ملاحظة أن الجزء السفلي من رقبة رأس الحصان يلقي بظلاله على اليسار، كما أعتقد أنه من المذهل ملاحظة ودراسة هذه الميزات في صورة تم التقاطها بكاميرا التصوير الفلكي للمبتدئين، ومن خصائصها أيضا:

• يمكن أن يتراوح حجمه بين ملايين الأميال ومئات السنين الضوئية، حيث يتراوح المسافة بينه وبين الأرض حوالي 1500 سنة ضوئية.
• يتألف أساسًا من الهيدروجين، ويحتوي أيضًا على غازات وغبار أخرى.
• يمكن رؤيته في سماء الليل بسهولة.
• أبعاده تصل إلى حوالي 3.5 × 2.5 سنة ضوئية.

مميزات سديم رأس الحصان

يعد النجم العملاق الأحمر مهمًا وضروريًا في علم الفلك، لأنه يلعب دورًا حاسمًا في التطور الكيميائي للمجرة، حيث تعيد المواد إلى الوسط بين النجوم، الذي تم إثرائه بالعناصر الثقيلة ومنتجات أخرى من التخليق النووي، مثل الكربون والنيتروجين والأكسجين والكالسيوم، ويدوم هذا الدور عشرات الآلاف من السنين.

حقائق عن سديم رأس الحصان

تم استخدام فريقي بحث خريطة من مرصد الستراتوسفير التابع لوكالة ناسا لعلم الفلك بالأشعة تحت الحمراء لاكتشاف نتائج جديدة حول تكون النجوم في سديم رأس الحصان الأيقوني في كوكبة الأوريون، حيث تظهر الخريطة تفاصيل حيوية لفهم كامل للغبار والغاز المتورطين في تشكل النجوم. يتميز سديم رأس الحصان بأنه يندرج ضمن السحابة الجزيئية العملاقة الأوريون B” الأكبر بكثير وكثافته عالية، وله كتلة كافية لإنتاج حوالي ٣٠ نجما شبيها بالشمس.

وهو يمثل الحدود بين السحابة الجزيئية الباردة المحيطة المليئة بالمواد الخام اللازمة لصنع النجوم وأنظمة الكواكب والمنطقة الواقعة إلى الغرب حيث تكونت النجوم الضخمة بالفعل، ولكن الإشعاع الصادر عن النجوم يسبب تآكل تلك المواد الخام، بينما تحمي الجزيئات الباردة مثل أول أكسيد الكربون الموجودة في أعماق السديم الكثيفة من هذا الإشعاع، حيث تتعرض الجزيئات الموجودة على السطح له، وهذا يؤدي أيضا إلى تكوين تفاعلات قد تؤثر على تشكل النجوم، بما في ذلك تحول جزيئات أول أكسيد الكربون إلى ذرات وأيونات كربون تسمى التأي.

أراد فريق بقيادة جون بالي في مركز الفيزياء الفلكية وعلم الفلك الفضائي بجامعة كولورادو في بولدر، معرفة ما إذا كان الإشعاع المكثف من النجوم القريبة قويًا بما يكفي لضغط الغاز داخل السديم وتحفيز تشكل نجم جديد، حيث قاموا بدمج البيانات من “SOFIA” واثنين من المرصدين الآخرين للحصول على رؤية متعددة الأوجه لهيكل وحركة الجزيئات هناك، كما وجد فريق بالي أن الإشعاع الصادر عن النجوم القريبة ينتج بلازما ساخنة تضغط الغاز البارد داخل رأس الحصان، لكن الضغط غير كافٍ لتحفيز ولادة نجوم إضافية، ومع ذلك فقد تعلموا تفاصيل أساسية حول بنية السديم.

أنواع السديم

هناك عدة أنواع من السدم، منها:

السديم المظلم

تتكون هذه المظلمة من سحابة تتألف من الغبار والغازات الكونية التي تعيق انتقال الضوء من خلالها بسبب كثافتها العالية. وبالتالي، فهي تحجب أي شيء يكون وراءها وتكون بلا ألوان بسبب عدم وجود جسم يعكس ضوءها. يمكن رؤية هذه المظلمة فقط عندما يحدث تباين مع الحواف، حيث يعكس بعض الضوء من النجوم القريبة. يعود سبب ظلام السديم إلى كثافتها النسبية العالية من الغبار والغاز الكوني. وبالتالي، تشكل حقلا يمكن تشكيله في النجوم الجديدة بفضل الجاذبية، ومن الأمثلة على ذلك يمكن العثور عليها في أبراج الخلق لسديم النس.

السديم العاكس

وهي عبارة عن سدم تشبه السدم المظلمة بطبيعتها، لكنها تتوهج نتيجة انعكاس الضوء من النجوم المحيطة، حيث تعكس النجوم المضيئة الواقعة بالقرب من السدم الضوء في منطقة يكثر فيها الغبار، وبما أن جزيئات الغبار التي تحتوي على نسبة عالية من الكربون تعكس الضوء، فإن الضوء الأزرق أكثر كفاءة من الضوء الأحمر، لذلك تظهر السدم العاكسة باللون الأزرق.

السديم الإشعاعي

تولد هذه السدم ضوءها بنفسها، على عكس السدم العاكسة التي تعكس ضوءًا من النجوم المحيطة بها، أو السدم المظلمة الخامدة التي لا تعكس ضوءًا حتى لأنه لا يوجد نجوم قريبة لتعكس ضوءها.

السديم الكوكبي

 تشير السدم الانبعاثية إلى المصير النهائي لنجم أخف، وهو المصير المتوقع للشمس، ويطلق هذا الاسم عليها لأن علماء الفلك اعتبروها كواكب بسبب شكلها الصغير المستدير اللامع.