ما هو سبب عدم رؤية سليمان الهدهد
كان سبب عدم رؤيه سليمان الهدهد هو
لم يكن سبب غياب هدهد سليمان عليه السلام بدون أي فائدة بل كان له عذر قوي ، حيث اكتشف مملكة سبأ التي وجد أن الله سبحانه وتعالى منح ملكتها وشعبها ملكا عظيما ولكنهم يعبدون الشمس. عندما اكتشف سليمان غياب الهدهد أثناء تفقده لجيشه المكون من الطيور والجن والحيوانات، وعندما لم يجده، سأل عنه. وعندما عاد الهدهد وسأله عن سبب غيابه، قال له: `أحطت بما لم تحط به`.
منح الله سبحانه وتعالى سيدنا سليمان عليه السلام نعمًا كثيرة، ومنها فهمه لغة الطيور والحيوانات والجن، وكان لديه جيش كبير منهم، وكان يفقد الجيش يوميًا، وفيوم لاحظ غياب الهدهد، فوعده بذبحه أو نتف ريشه وتعذيبه إذا كان غيابه بدون فائدة.
بعد فترة قصيرة، جاءت الهدهد واستقر في مكان قريب من سيدنا سليمان عليه السلام، وأخبره قائلا: `لقد توصلت إلى معلومات لم تتوصل إليها`، وكان يقصد بذلك أنه علم بأمر مملكة سبأ. وروى له أنه رأى سيدة عظيمة، ومنحها الله عز وجل سلطانا عظيما، ولكنها وشعبها يعبدون الشمس. وقد ذكر ذلك في سورة سبأ حيث قال تعالى: `وتفقد الطير فقال: مالي لا أرى الهدهد، أم كان من الغائبين؟ لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه، أو ليأتيني بسلطان مبين. فمكث الهدهد قريبا ثم قال: `لقد توصلت إلى معلومات لم تتوصل إليها وجئتك من سبأ بنبأ يقين. إني وجدت امرأة تمتلكهم، وأعطيتها من كل شيء، ولها عرش عظيم. وجدتها وشعبها يسجدون للشمس من دون الله، وزين لهم الشيطان أعمالهم، فصدهم عن السبيل، فهم لا يهتدون`.
قصة سيدنا سليمان والهدهد
: “تعد قصة سيدنا سليمان والهدهد من القصص التي تحمل العديد من العبر والدروس المستفادة، حيث أن الله سبحانه وتعالى منح سيدنا سليمان هبات وقدرات خاصة، بما في ذلك القدرة على مناجاة الطيور والحيوانات وفهمها، وتتناول هذه القصة ما حدث بين سليمان والهدهد والدروس التي يمكن استخلاصها منها.
كان سيدنا سليمان يتجول بين موظفيه وإذا به يلاحظ غياب موظف من الموظفين ، فاستنكر غياب موظف بدون علمه ، وكان معروف عنه حبه للانضباط وتحمل مسؤولية جميع راعياه ، وكان حريصاً على تفقد أحوالهم بشكل دائم وكان يهتم بكل صغيرة وكبيرة في بلاطه ، يا ليت لو كان كل مسؤولاً يفعل الآن مثل ما كان يفعله سيدنا سليمان عليه السلام مع الرعايا والموظفين ، ويتولى مهامه على النحو الأكمل.
فقال سيدنا سليمان: `لماذا لا أرى الهدهد؟ هل هو غائب؟` وتوعده بالعذاب أو الذبح لأنه اعتبره تقاصرا في واجبه ويستحق أن يحاسب على ذلك. ثم قال: `أو يأتيني بدليل واضح`، وهذا يتعلق بالعدل والإنصاف. إذا جاء الهدهد ببرهان وسبب مقنع لغيابه، سيسامحه سيدنا سليمان؛ لأن العدل هو الغاية. ويجب أن يتضح الأمر قبل أن يظلم الهدهد، ويجب أن يتاح له الفرصة للدفاع عن نفسه وتقديم حجج تنفي الخطأ عنه.
وكان الهدهد قد اتجه إلى الجنوب من فلسطين ، واستمر في الطيران حتى وصل إلى جزيرة العرب وصوولاً إلى اليمن ، فرأى هناك عجائب الدنيا من قصور وجبال وأنهار ووديان ، ولكنه لم يتأخر كثيراً ، فقد قامة بالمهمة التي ذهب من أجلها وهي الحصول على معلومات مفيدة للنبي سليمان ، ﴿ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ ﴾ ، أي أنه قال لسيدنا سليمان وهو غير شاعر بالخوف منه بأن لديه إحاطة بما ليس لسليمان علم به.
فهو كان في رحلة عمل من وجهة نظره ، وكانت المفاجأة أن سيدنا سليمان لم يغضب لأنه يعلم بداخل سريرة نفسه بأنه وبالرغم من علمه الكثير ولكنه لم يؤتي من العلم إلا قليلا ، ثم قال له الهدهد﴿ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴾ ، أي أن الخبر الذي أتى به الهدهد هو أمر مؤكد لا يحتمل التشكيك أو الكذب أو التأليف ، فهو قائم على حقائق موجودة بالفعل.
هذه هي القصة التي تتحدث عن قبيلة سبأ في اليمن والملكة التي حكمتها، وكيف كانوا يعبدون الشمس، وكيف استغرب وجود أشخاص يعبدون غير الله تعالى، وكيف كانوا غافلين عن نعمة الله تعالى. فقال لسليمان: “لقد وجدت امرأة تحكمهم ولديها كل شيء، يعني لديها مملكة مليئة بالخدم والجنود والرجال ولديها جيش وعرش خاص بها، ولديها كل شيء ولها عرش عظيم.
وذلك يدل على الدقة الشديدة في وصف الهدهد لما رأى في هذه المملكة وقدرته الشديدة على الوصف والشرح ورسم المشهد الذي رأى بشكل مثالي بدون مبالغة، وبدون نسيان أي تفاصيل. وهذا يدل على عدم التسرع في الحكم أو نسيان التفاصيل وإغفالها عند الشهادة أو في أي من الأمور الهامة. ذكر الهدهد اللب الأصلي للموضوع المطروح، وهو أن هؤلاء القوم يعبدون الشمس بدون المولى عز وجل، وذلك عندما قال الله تعالى: `وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله`. وهذا يدل على الغيرة الشديدة على الدين المنزل من عند الله تعالى، وأسفه على هؤلاء القوم الذين يسجدون لمخلوقات خلقها الخالق، بالرغم من تحليهم بالعقل وقدرتهم على التمييز. وكان ذلك ملخصا لقصة سيدنا سليمان والهدهد.
العظات المستفادة من قصة سيدنا سليمان والهدهد
يمكن استخلاص العديد من العبر والدروس من ملخص قصة سيدنا سليمان والهدهد، ومنها ما يلي
- يجب التحلي بالأدب والذكاء عند التحدث مع الرؤساء وأولي الأمر، وهذا ما فعله الهدهد عندما تحدث مع النبي سليمان عليه السلام، حيث قنعه بذكائه وحجته.
- الابتعاد عن الشعور بالسلبية عندما يرى الإنسان الأمور المنكرة والمكروهة، وهذا ما فعله الهدهد عندما رأى قومًا يشركون بالله تعالى.
- يجب نقل الصورة بصدق وموضوعية دون إغفال التفاصيل الهامة والابتعاد عن الحكم الشخصي على الأمور، وترك هذا الحكم لأولي الأمر.
- يتضح أن العلم له فروع وأغوار وأن القليل مما نملك منه.