ما هو رهاب الطيور
مقدمة حول رهاب الطيور
رهاب الطيور هو خوف غير منطقي ومستمر من الطيور. يمكن للأشخاص الذين يعانون من رهاب الطيور أن يشعروا بالقلق عند مواجهة الطيور على الرغم من الإدراك بأن مخاوفهم غير مبررة. يتم اشتقاق مصطلح ornithophobia من الكلمة اليونانية ornithos (الطائر) و phobos (الخوف).
تم تصوير رهاب الطيور في فيلم عام 1963 بعنوان “The Birds”، الذي كتبه الروائية دافني دو مورييه والكاتب البوليسي إيفان هنتر وأخرجه الفريد هيتشكوك. في هذا الفيلم، تبدأ الطيور فجأة في مهاجمة الناس بأعداد متزايدة وشراسة لا تُنسى.
معدل انتشار رهاب الطيور
الرهاب هو خوف مفرط من وضع معين أو شيء معين. يقدر المعهد الوطني للصحة العقلية (NIMH) أن أكثر من 12٪ من البالغين في الولايات المتحدة عانوا من رهاب معين في مرحلة ما من حياتهم.
إذا كان الشخص يعاني من رهاب الطيور، فقد يواجه قلقًا شديدًا عند التفكير في الطيور أو الاقتراب منها.
أسباب رهاب الطيور
يمكن أن يحدث رهاب الطيور في أي عمر، على الرغم من أنه أكثر شيوعًا في مرحلة الطفولة. السبب وراء رهاب الطيور غير واضح. قد ينجم رهاب الطيور عن تجربة سلبية مع حيوان مخيف. قد تكون الطيور عدوانية عند بحثها عن الطعام، أو قد يواجه الشخص بعض أنواع الطيور مثل طيور النورس التي تقوم بسرقة الفشار.
الأسباب المحتملة لرهاب الطيور قد تتضمن:
- التجارب الشخصية: إذا تعرّض الشخص لتجربة سلبية تشمل الطيور، مثل مهاجمته من قبل طائر، فقد يعاني من الخوف من الطيور.
- التعلم من خلال المراقبة: إذا كان أحد الأبوين يعاني من رهاب الطيور، فقد ينتقل الخوف إلى ابنهما.
- من خلال التعلم: إذا قرأ الشخص عن تجارب سلبية تتضمن الطيور، أو سمع عنها، فقد يكتسب هذا الرهاب.
- الجينات: يتعامل كل شخص بطريقة مختلفة مع الخوف، فقد يولد داخل بعض الأشخاص نزعة نحو الخوف بشكل أكبر من غيرهم.
أعراض رهاب الطيور
مثل العديد من أنواع الرهاب المختلفة، فإن أعراض رهاب الطيور يمكن أن تتنوع بحسب الشدة. يمكن أن يخشى الشخص المجموعات الكبيرة من الطيور أو الطيور البرية فقط. أو قد يصاب الشخص بالرهاب لأنواع معينة من الطيور، مثل الطيور التي تعرضت للتحنيط، أي مثل الطيور الموجودة في متاحف التاريخ الطبيعي، وقد يخاف الشخص من جميع الأمور التي تتعلق بالطيور، بما في ذلك الصور التي تضم الطيور.
تنقسم أعراض رهاب الطيور إلى فئتين، الفئة الجسدية والفئة النفسية، ويمكن للشخص أن يعاني من بعض الأعراض عند مواجهة الطيور.
الأعراض النفسية تتضمن:
- الخوف أو القلق الذي يصعب التحكم به
- الاعتراف الكامل بأن هذا الخوف مبالغ فيه، ولكن العجز عن السيطرة عليه.
- الشعور برغبة في الهرب أو النجاة
- يشعر الشخص بفقدان السيطرة على الأمور.
الأعراض الجسدية تتضمن:
- تسارع ضربات القلب
- الرعاش أو الرجفان
- الشعور بضيق التنفس
- التعرق
- جفاف الفم
- الألم أو الضيق في الصدر
- الغثيان
- الدوخة
قد يقومالأفراد الذين يعانون من نوع معين من الرهاب باتخاذ بعض الإجراءات للتحكم في الخوف، على سبيل المثال، يمكن للشخص المصاب برهاب الطيور تجنب الذهاب إلى مكان معين يحتوي على أعداد كبيرة من الطيور كإحدى الإجراءات التي يتخذها للتحكم في رهابه.
في حال مواجهة طائر، قد يقوم الشخص ب:
- الرجفان والارتعاش
- البكاء
- الثبات في المكان
- الهروب بعيدًا
- الرغبة في الاختفاء
مضاعفات رهاب الطيور
من الصعب تفادي رؤية الطيور لأنها شائعة جداً في معظم مناطق العالم، لذلك فمن غير المعتاد أن يقوم شخص يعاني من رهاب الطيور بتقليل نشاطاته، على سبيل المثال، يمكن للشخص الذي يعاني من رهاب الطيور أن يقوم بـ:
- تجنب النشاطات في الخارج
- عدم القدرة على زيارة أماكن الحيوانات الأليفة
- الخوف من مغادرة المنزل خوفًا من مواجهة أي طائر.
علاج رهاب الطيور
يستطيع الطبيب النفسي مساعدة المريض في التحكم بالخوف، ويتضمن العلاج طريقة واحدة أو مزيجًا من الطرق.
العلاج النفسي
هذا النوع من العلاج يساعد في تعليم الشخص طرقًا من أجل التعامل والتفاعل بشكل مختلفة مع الأوضاع التي قد تسبب الخوف أو القلق. قد يساعد الطبيب في تعليم الشخص المصاب بالرهاب بعض الوسائل مثل تقنيات التنفس أو تقنيات الاسترخاء، كي يقوم الشخص باستعمالها في حال وجد الشخص نفسه في ظروف مسببة للقلق.
يمكن للشخص أن يتعلم كيف يؤثر الخوف على العواطف والسلوكيات، ويمكن للمعالج النفسي مساعدة معتقدات المريض لتغيير رد فعله تجاه الخوف.
نوع آخر من العلاج هو العلاج بالتعرض. يساعد هذا العلاج في تغيير الاستجابة للأمر الذي يسبب الخوف والذي يتضمن التعرض التدريجي للأمر المسبب للخوف. على سبيل المثال، قد يبدأ الطبيب النفسي بتحريض الشخص على التفكير بالطيور، ثم ينتقل إلى عرض صور للطيور، بعد ذلك يمكن أن يجعل المريض يواجه الطيور الحقيقية.
الأدوية
يمكن للأدوية في بعض الأحيان المساعدة على تخفيف مشاعر الخوف أو الفزع الناجمة عن رهاب الطيور.
بعض الأدوية التي يتم وصفها تتضمن:
- مضادات الاكتئاب: تعرف مضادات الاكتئاب باسم مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، وتستخدم لعلاج القلق. وتشمل الأمثلة على ذلك بروزاك وباكسيل وزولفت.
- المهدئات: تُساعد الأدوية المهدئة المعروفة باسم البنزوديازيبينات على الشعور بالاسترخاء والهدوء، وتُستخدم هذه الأدوية على المدى القصير، وتشمل الأمثلة عقار زاناكس وفاليوم.
- حاصرات بيتا: تُستخدم هذه الأدوية عادة لعلاج اضطرابات القلب والأوعية الدموية، وتساعد في علاج أعراض القلق مثل تسارع ضربات القلب.
إنذار الرهاب
“يمكن التحكم في رهاب الطيور إذا تم تلقي العلاج المناسب، وعند تلقي العلاج المثل العلاج النفسي أو الأدوية، يتحسَّن الإنذار.
من أجل تحقيق أفضل النتائج، من المهم جدًا الالتزام بالخطة العلاجية والعمل مع الطبيب، حيث يمكن أن يساعد الشخص على تخطي الفوبيا التي يعاني منها.
رهاب الطيور في الثقافة الشعبية والفلكلور
في فيلم ألفريد هيتشكوك الذي لا يُنسى عام 1963 ، الطيور، اجتاحت الطيور التي تبدو عازمة على مهاجمة البشر بلدة في كاليفورنيا. يزداد التشويق مع زيادة الهجمات من القفزات الصغيرة إلى مشاهد المذبحة. لم يتم تقديم أي سبب على الإطلاق لتحويل الطيور الصغيرة سهلة الانقياد إلى آلات عملاقة لقتل البشر. تُرك العديد من رواد السينما قلقين بشأن الطيور بعد مشاهدة هذا الفيلم ويكون يكون ذلك تجسيدًا لرهاب الطيور لدى البشر.
يتضمن فيلم “الغراب” الذي أخرجه إدجار آلان بو، قصة طائر غراب يثير حزن رجل عاشق بما يدفعه إلى الجنون. وتتوفر تفسيرات مختلفة للفيلم، حيث قد يكون الغراب تجسيدًا لخوف الشخص الذي فقد محبوبته، وأن صورة الغراب هي نذير للموت والحزن وتدمير الراوي.
على مر التاريخ، كثيرا ما ربطت الطيور بالخير والشر وقراءة الأقدار والولادة من جديد. من طائر الفينيق الأسطوري الذي يعتقد أنه ينهض من رماده إلى طائر القطرس (البطروس) ذو الحظ السيء، هناك العديد من الحكايات الشعبية التي تحكي قصص الطيور من جميع أنحاء العالم.