ما هو دعاء السفر
بسم الله والحمد لله نرفع الصلاة والسلام على رسول الله وأهله وصحبه جميعًا ، أما بعد : نتحدث إليكم في موضوعنا هذا عن دعاء السفر . فمن ثمار الصحوة المباركة في الإلتزام بالسنة والأذكار النبوية والاهتمام بالأدعية ، بما له من أثر عظيم في حفظ النفس . وندرك معكم في أهمية وفائدة ذكر دعاء السفر ، بما فيه من دلالة على اتساع الوعي وانتشار الخير ، مثله مثل باقي الأدعية التي نذكرها في حياتنا اليومية ، فعليك بالإهتمام والحرص على قرائتها بما لها من تأثير قوي على النفوس .نطرح إليكم في موضوعنا هذا للأدعية الخاصة بدعاء السفر ونسأل الله عز وجل أن يحفظنا وإياكم من كل شر .
في صحيحه، روى مسلم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما كان يستعد للسفر على جمله، كان يكبر ثلاث مرات، ثم يقول: `سبحان الذي سخر لنا هذا ولم نكن قادرين عليه، وإننا إلى ربنا سنعود. اللهم، نسألك في هذا السفر البر والتقوى، وأعمالا ترضيك. اللهم، اجعل سفرنا هذا سهلا علينا، واجعل العودة منه سهلة. اللهم، أنت رفيقنا في السفر، وخليفتنا في الأهل. اللهم، أعيذنا بك من تعب السفر، ومشقة المناظر، وسوء العودة في المال والأهل.` ” – مسلم (1342). وعندما يعود، يقول: `آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون .
بالنسبة لدعاء السفر، فهو متعدد الأقسام ويختلف حسب تفاصيل السفر، فعلى سبيل المثال يقول المسافر للشخص الذي يودعه “أستودعك الله الذي لا يضيع ودائعه”، ويقول الشخص الذي يودع المسافر له “أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك، زودك الله التقوى واغفر ذنبك ويسر لك الخير حيثما كنت”. ثم يركب المسافر سيارته أو طائرته أو وسيلة نقل أخرى ويقول دعاء السفر “بسم الله، الحمد لله، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، الحمد لله، الله أكبر، سبحانك اللهم، إني ظلمت نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
عند بدء السفر، تقول: `الله أكبر الله أكبر الله أكبر، سبحان الذي سخر لنا هذا ولم نكن قادرين على الحصول عليه، وإننا سنعود إلى ربنا، اللهم نسألك في هذه الرحلة الخير والتقوى والأعمال التي ترضيك، اللهم اجعل هذه الرحلة سهلة علينا واحفظنا من الصعوبات، واستر علينا بعد العسر، اللهم أنت الرفيق في السفر والخليفة في الأهل، اللهم أعيذنا من مشقة السفر وشدة المناظر وسوء العواقب في المال والأسرة والأولاد
دعاء الرجوع من السفر: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لاإله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. راجعون تائبون عابدون لربنا حامدون، صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده .
ومن التحصينات الازمة في السفر للبر والتقوى :
لا ينصح بالسفر لزيارة القبور، حتى لو كان صاحب القبر هو سيدنا محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في البخاري ومسلم: “لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد، مسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى .
ينصح بعدم السفر ل لزيارة المشعوذين والسحرة والكهان والمنجمين والعرافين بحجة الفضول أو للاستمتاع بعجائب السحرة والمشعوذين، أو بحجة العلاج في بعض الأحيان. وفي الحديث النبوي الشريف، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من أتى عرافًا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة”، وهذا من شيء غير محبذ .
أن تسافر المرأة مع محرم يحميها ، أو وليٌ يحوطها ، فقد ثبت عن رسول اللع – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: “لا يخلون رجلٌ بامرأة إلا ومعها ذو محرم ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم” البخاري (3006) . . وقال تعالى “وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ” (سورة فاطر : الآية45 ) .
عدم الذهاب إلى ديار الظالمين، فقد قال ابن عمر – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: `لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذبين إلا إذا كنتم باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم، لا يصيبكم ما أصابهم` البخاري (433). وفي رواية أخرى أنه – صلى الله عليه وسلم – : `عندما مر بالحجر – وهي ديار ثمود مدائن صالح – قنع رأسه وسار بسرعة حتى اجتاز الوادي` البخاري (3380) .
يجب تجنب التبذير في الأموال وعدم الإفراط في الإنفاق على النفس والأولاد، ويجب التمسك بالوسطية والاعتدال في الإنفاق دون إنفاق الكثير من المال في ما لا ينفع. وفي الحديث الشريف، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لن تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربعٍ… وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه” (رواه الترمذي) .
عدم حضور الحفلات الغنائية التي انتشرت في بلاد المسلمين دون الخوف من الله عز وجل ، عن ابن مالك الأشعري – رضي الله عنه – قال: “ليكونن من أمتي قوم يستحلون الحرير والخمر والمعازف ، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم لحاجة ، فيقولون: ارجع إلينا غداً فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة” مسلم (5590) .
عدم السفر إلى بلاد الكفار دون مسوغ شرعي، وفي الحديث الذي نقله الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال: `أنا برئ من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين`، وفقًا لتقرير الترمذي (1604) .
عدم السفر إلى البلاد الفاحشة والعمل بما نهى الله عنه من الخمور والميسر، فالآخرة خير وأبقى، وفي الجنة من البساتين والأشجار والعيون والأنهار والفواكه والثمار مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ومن شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة.” (مسلم، ٢٠٠٣) .
نسأل الله عز وجل أن يحفظنا ويرعانا، ويحمينا جميعاً من مخاطر السفر والأحزان .